الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

تعلم المرأة السباحة بين المباح والمحظور

تعلم المرأة السباحة بين المباح والمحظور
8 يوليو 2014 00:24
حسام محمد (القاهرة) مع تزايد حدة الحر في الصيف، صار الكثير من النساء والفتيات المسلمات يذهبن إلى حيث الأماكن المخصصة لهن على بعض الشواطئ، أو داخل النوادي للسباحة في محاولة لتلطيف حر الصيف، وخوفاً من الغرق تلجأ الفتاة إلى تعلم فن السباحة، ولكن كثيراً من الأندية يكون المدرب فيها رجلاً، وهو ما يطرح سؤالاً مهماً عن حدود المباح في سباحة المرأة المسلمة. وتقول الدكتورة آمنة نصير العميد الأسبق لكلية الدراسات الإسلامية بنات بالأزهر: ممارسة رياضة السباحة في حد ذاتها مشروعة للمرأة مثلما هي مشروعة للرجل تماماً، وقد ورد عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قوله: علموا أولادكم الرماية والسباحة وركوب الخيل وقد يكون تعلم السباحة مطلوباً في كثير من الأحيان، وقد تحدث ابن القيم في كتابه «زاد المعاد» عن فوائد الرياضة، وأنه كانت للعرب رياضات أقر النبي صلى الله عليه وسلم بعضها، كالعدو وركوب الخيل والمصارعة والسباحة، وجاء في حديث النبي صلى الله عليه وسلم: كل شيء ليس من ذكر الله، فهو لهو أو سهو إلا أربع خصال: مشي الرجل بين الغرضين - أي الجري والسباق - وتأديبه لفرسه - أي ركوب الخيل - وملاعبته أهله - أي زوجته - وتعليم السباحة»، وجاءت روايات فيها أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يعرف السباحة وهو صغير. ستر العورات وإذا كانت الرياضة حقاً للرجل والمرأة، فليختر كل منهما ما يناسبه مع الحفاظ على الآداب الشرعية التي منها ستر العورات بملابس لا تصف الجسم ولا تشف عن الجلد وتجنب كل ما يثير الفتنة قولاً أو فعلاً، فالفتاة التي تسأل عن رغبتها في تعلم رياضة السباحة لابد أن تتحاشى التعلم على يد مدرب رجل، فالشريعة الإسلامية أباحت للفتاة والمرأة بشكل عام تعلم السباحة بشروط هي ألا يعلمها، ويدربها رجل أجنبي لأنه سيضطر خلال تعليمها إلى الإمساك ببعض أجزاء جسمها، وينظر منها إلى ما هو محرم عليه، وأن يكون لباس البحر الذي سترتديه ساتراً سابغاً لا يكشف العورة ولا يحددها، وألا يراها شخص أجنبي، بل تتعلَّم في حوض سباحة خاص بالنساء وألا تلهيها هذه الرياضة أو غيرها عن واجب شرعي، كالصلاة أو غيرها وألا تسبب لها هذه الرياضة ضرراً صحياً أو أدبياً أو خلقياً. احتياطات وقالت: إن تعلم الفتيات للسباحة في هذه الأيام وبالصورة التي نراها في النوادي لا يتحقق فيه كل هذه الاحتياطات، وإذا أردنا أن نحقق كسباً، فليكن بالوسائل المشروعة، وفي حديث عن أم سلمة قالت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «أيما امرأة نزعت ثيابها في غير بيتها خرق الله عنها ستره»، (رواه أحمد وأبو يعلي والطبراني). وعن أم الدرداء قالت: «خرجت من الحمام، فلقيني رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: من أين يا أم الدرداء؟ قالت: من الحمام. قال: والذي نفسي بيده ما من امرأة تضع ثيابها في غير بيت من بيوت أمهاتها إلا وهي هاتكة كل ستر بينها وبين الرحمن»، (رواه أحمد بإسناد صحيح). وتضيف: لابد أن تعي المرأة المسلمة أن الإسلام لم يشق عليها، فالرياضة لا بأس بها بالنسبة إلى النساء، والدليل أن أم المؤمنين عائشة كانت تسابق النبي - صلى الله عليه وسلم - فالرياضة الملتزمة لا يوجد فيها محذور شرعي، أما الرياضة التي يصاحبها عدم التزام والقائمة على إثارة مشاعر الآخرين، فهي التي يمنعها علماء الشرع وهناك بعض الرياضات المحببة في الإسلام وهي السباحة والرماية وركوب الخيل. فهذه الرياضات حث عليها الإسلام وهي لا تخص الرجل فقط.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©