الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

الهجمات الإلكترونية تزداد شراسة على الإمارات ومنظومة حماية متكاملة في المواجهة

الهجمات الإلكترونية تزداد شراسة على الإمارات ومنظومة حماية متكاملة في المواجهة
27 نوفمبر 2016 15:01
يوسف العربي (دبي) أثارت الهجمات الإلكترونية الأخيرة التي نجحت في اختراق وتعطيل مواقع ونطاقات عالمية مثل «تويتر» و»أمازون» و«باي بال»، والعديد من البنوك وكبريات الشركات العالمية، مخاوف حقيقية حيال ضمانات أمن المعلومات في ظل التحول من طور الجريمة الإلكترونية العشوائية إلى الجريمة المنظمة التي تقف وراءها منظمات ودول بعينها. وشهدت الجريمة الإلكترونية تغيراً جذرياً في نوعية الهجمات الإلكترونية وأماكن انطلاقها حيث تحولت من هجمات عشوائية يقوم بها قراصنة هواة إلى هجمات إلكترونية منظمة تشرف عليها دول وجهات محترفة تستهدف الحصول على معلومات سرية. ومع صعوبة تقدير حجم الأضرار البالغة التي ربما يخلفها اختراق أحد المواقع الحكومية المهمة، تبرز أهمية توحيد الجهود الدولية لمكافحة الجريمة الإلكترونية من خلال الردع الدولي للقراصنة وتحفيز الحكومات والشركات على ضخ المزيد من الاستثمارات في مجال البحوث والتطوير لابتكار حلول أمنية متكاملة. وأجمعت الدراسات على زيادة عدد الهجمات الإلكترونية الموجهة إلى دولة الإمارات وبقية دول الخليج، بهدف تعطيل المواقع أو الحصول على معلومات وبيانات مهمة، نظراً للأهمية الاقتصادية والجيوسياسية لهذه الدول. وأكدت أن الإمارات سجلت أفضل أداء في صد الهجمات الإلكترونية في منطقة الشرق الأوسط خلال النصف الأول من العام الحالي، حسب تقارير دولية مستقلة، في الوقت الذي أكدت هيئة تنظيم الاتصالات على فعالية منظومة الحماية الإلكترونية في الدولة. وأكدت التقارير الصادرة عن الشركات العالمية المتخصصة في برمجيات الحماية الإلكترونية أهمية الخطوات التي اتخذتها الإمارات لتوفير الحماية الإلكترونية للشركات والمؤسسات، والمتمثلة في إنشاء الهيئة الوطنية للأمن الإلكتروني وتأسيس فريق الاستجابة لطوارئ الحاسب الآلي التابع للهيئة العامة لتنظيم الاتصالات. وركزت التقارير العالمية غلى زيادة وعي الأفراد والشركات بأهمية اتخاذ الإجراءات الاحترازية اللازمة لتوفير بيئة رقمية أمنة لاستضافة وتطوير تطبيقات وحلول المدن الذكية، لاسيما أن الإمارات تأتي في المرتبة الثانية في قائمة دول الشرق الأوسط الأكثر تعرضاً للهجمات الإلكترونية بعد المملكة العربية السعودية التي جاءت في المرتبة الأولى. الدول المستهدفة وقال محمد أبو خاطر، المدير الإقليمي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لشركة «فاير آي» لـ «الاتحاد» إن السعودية، والإمارات، وقطر، بالترتيب هي أكثر البلدان تعرضاً للهجمات الإلكترونية في المنطقة نظراً لعدة اعتبارات منها الأهمية الجيوسياسية لدول الخليج ودورها البارز في العديد من القضايا الدولية. وأضاف أبو خاطر، أن الدراسات التي أجرتها الشركة رصدت زيادة عدد الهجمات الإلكترونية الموجهة إلى دولة الإمارات وباقي دول الخليج، لافتاً إلى رصد هجمات منظمة تصدر عن دول وجهات محددة بهدف الحصول على معلومات وبيانات مهمة. ووفق البيانات التي وفرتها الدراسة فان نسبة الجهات التي تعرضت لهجمات إلكترونية في الإمارات بلغ 11%، مقابل 14%في قطر، و19% في السعودية، موضحا أن الإمارات كانت الأكثر فعالية في صد الهجمات نتيجة زيادة وعي الشركات والأفراد بضرورة اتخاذ الإجراءات اللازمة لحماية البيانات. وأضاف أن التطورات التكنولوجية الهائلة التي حققتها الإمارات وبقية دول الخليج شكلت سبباً إضافيا لتركيز الهجمات الإلكترونية على هذه الدول مشيرا إلى أن 28% من المؤسسات الحكومية التي تم رصدها في المنطقة خلال العام الجاري تعرضت لهجمة واحدة على الأقل. واستكمل أن أكثر القطاعات الاقتصادية التي تعرضت للهجمات في الإمارات هي القطاع الحكومي والطاقة والمالي، مستهدفة العديد من الخدمات والمواقع الحكومية والأنظمة الإلكترونية في منشآت إنتاج النفط وبرمجيات التشغيل في البنوك الوطنية والأجنبية العاملة في الدولة. وكشف تقرير حديث لشركة «فاير آي» المتخصصة في مجال التصدي للهجمات الإلكترونية المتقدمة، عن تورط عصابات إلكترونية في استهداف قطاعات رئيسة مثل الطيران، والتمويل، والقطاع الحكومي، وقطاع التكنولوجيا، والاتصالات في دول الخليج. واستند التقرير الذي حمل عنوان «التهديدات الإلكترونية المتقدمة في أوروبا والشرق الأوسط» إلى النتائج المستخلصة من فاير أي دايناميك سيرت انتليجانس بين شهري يناير ويونيو من العام 2016 والتي كشفت أن 96% من الشركات العالمية تتعرض لحالات اختراق أمني دون علمها نظراً لنجاح الهجمات الإلكترونية بمختلف أنواعها في تخطي البرامج والمنتجات الأمنية على نحو متزايد. ورصد التقرير وجود عصابات إلكترونية متخصصة في غسيل الأموال تستهدف أنظمة الدفع المسبق عبر الإنترنت وكذلك أنظمة الدفع عبر الهاتف المتحرك، حيث يمكن استخدام هذه الأنظمة لشراء مجموعة متنوعة وواسعة من السلع والخدمات، مما يجعلها وسيلة مفيدة لتغطية عمليات غسيل الأموال وتحويل أنشطتهم الإجرامية إلى وسيلة مدرّة للمال. وقال أبوخاطر إن مع تحول الهجمات من الصيغة التقليدية التي تتم بشكل عشوائي من قبل أفراد وهواة إلى الشكل الاحترافي، حيث تتم هذه الهجمات من خلال فرق احترافية مدربة يتعين على الجهات والشركات والأفراد اتباع أنظمة حماية متكاملة لصد هذه الهجمات. أمن إنترنت الأشياء وأكد فيصل البنّاي، الرئيس التنفيذي لشركة دارك مات تعاظم أهمية توفير بيئة رقمية آمنة بالتزامن مع الخطوات الطموحة المتعلقة بمشاريع ومبادرات مثل الحكومة الذكية، والمدينة الذكية، والتي يشكل إنترنت الأشياء جزءاً أساسيا في تكوينها. وقال البناي إنه من أجل أن تزدهر المدن يجب عليها أن تقدم بيئات تدعم نوعية حياة عالية الجودة وتدعم نمو الأعمال والابتكار مع ضرورة أن يتم ذلك من خلا ل بيئة رقمية أمنة من خلال تغطية أربعة محاور أساسية هي التطبيق، وتمكين الخدمة، وتزامن البيانات، والبنية التحتية. وأضاف البناي، أن زيادة الوعي العام في دولة الإمارات بأهمية الأمن الإلكتروني، لافتاً إلى أنه فيما يتعلق بإنترنت الأشياء، والبنية التحتية الوطنية، لا تقتصر الحماية الإلكترونية على تأمين جهاز أو شبكة واحدة، بل تشمل مخاطر الترابط والآثار المتتالية التي يمكن أن يحتوي عليها الاختراق الأمني. وتوقعت مؤسسة جارتنر، المتخصصة في الدراسات والأبحاث العالمية ازدهار الإنفاق على أن تقنيات إنترنت الأشياء مع تنامي استخدام المستهلكين والشركات على حد سواء للأجهزة المتصلة بالشبكة بأعداد أكثر وأكبر من أي وقت مضى. وتشير توقعات مؤسسة جارتنر إلى أن 6,4 مليار دولار تقنية مرتبطة بالشبكة ستكون قيد الاستخدام في جميع أنحاء العالم خلال العام 2016، بزيادة 30% مقارنة بما تم تحقيقه خلال العام 2015، والتي من المتوقع أن تصل إلى 11,4 مليار دولار بحلول العام 2018. وقال روجيرو كونتو، مدير الأبحاث لدى «جارتنر» إن من المتوقع أن يصل حجم الإنفاق العالمي على أمن تقنيات إنترنت الأشياء إلى 1,2 مليار درهم «348 مليون دولار» خلال العام 2016 مقارنة بنحو مليار درهم «281,5 مليون دولار» خلال العام 2015 بزيادة تبلغ نسبتها 23,7% وأضاف أن وفق الدراسات التي أجرتها الشركة فإن 25% من الهجمات التي ستستهدف الشركات ستتم عن طريق تقنيات إنترنت الأشياء بحلول العام 2020، على الرغم من أن تقنيات إنترنت الأشياء لن تتجاوز حصتها 10% من ميزانيات أمن تقنية المعلومات. تعطيل الخدمة وقالت ليندا جاري مارتن، مدير العام لمؤتمرات «RSA أبوظبي» لأمن المعلومات إن مشهد تهديدات الأمن الإلكتروني يتغير بصورة متسارعة، ونحن نلاحظ تطوراً متزايداً في الهجمات الإلكترونية نتيجة إلى مجموعة من العوامل الاجتماعية والاقتصادية بما في ذلك تزايد استخدام الهواتف الذكية وإمكانية الاتصال السريع بالإنترنت في الدولة، وهو ما يسهل مهمة هؤلاء المجرمين. وأضافت أن هجمات انتزاع الفدية تعد مثالاً على ارتفاع وتيرة التهديدات الإلكترونية حيث تقوم على تشفير معلومات الضحية الحساسة جميعها كالسجلات المالية وصولاً إلى الملفات الشخصية وبعد اختراق هذه الملفات، يطلب القراصنة مبلغاً نقدياً مقابل إعادتها. وقالت إن أكثر من نصف عدد الشركات في منطقة الشرق الأوسط، تضع مسألة الأمن الإلكتروني ضمن أولوياتها الاستراتيجية، في حين تقدر مؤسسة «جارتنر» أن تبلغ قيمة السوق الإقليمية ملياري دولار بحلول العام 2020. وقال تبريز سيرف، مدير الحلول الأمنية لمنطقة الشرق الأوسط وتركيا وإفريقيا، وفق تحليلات شركة «إف 5 نتوركس» أن هذا المواقع والخدمات تعرّضت للهجمات التي يطلق عليها اسم «هجمات الحرمان من الخدمة» والتي تؤدي إلى خروجها عن الخدمة. وأضاف أنها استهدفت الأنظمة المسؤولة عن أسماء عناوين النطاق المعروفة المسؤولة عن التحكم بحركة البيانات ورسائل البريد الإلكتروني وإدارة الرسائل الصادرة والواردة، وعادة ما تحقق هذه الهجمات أضراراً بالغة بالخدمات والمواقع التي تستهدفها، إذ شهد هذا العام هجمات من نوع مماثل على خدمات ومواقع إنترنت شهيرة أخرى وتسببت بخروجها عن الخدمة. العنصر البشري وأكدت نتائج استطلاع أجرته منظمة «بي تو بي انترناشيونال» بالتعاون مع شركة كاسبرسكي لاب أن أخطاء الموظفين تعد من بين الأسباب الرئيسية للحوادث الداخلية في أمن تقنية المعلومات التي تؤدي إلى تسرب البيانات المؤسساتية الهامة. وذكر قرابة 32% من العينة أن تسرب البيانات وقع نتيجة خطأ ارتكبه موظف وأن 30% من الشركات أشارت إلى وقوع حوادث بسبب ضياع أجهزة نقالة تسبب بها موظف و19% من الشركات ذكرت حدوث تسرب متعمد للبيانات قام به موظفون.  
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©