الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

«مصدر».. خطوات واثقة نحو الاستدامة محلياً وإقليمياً وعالمياً

«مصدر».. خطوات واثقة نحو الاستدامة محلياً وإقليمياً وعالمياً
26 نوفمبر 2016 21:13
أبوظبي (وام) تخطو مصدر - شركة أبوظبي لطاقة المستقبل - خطوات واثقة نحو نشر حلول الطاقة المتجددة والتنمية المستدامة، في الوقت الذي تحولت من مبادرة جريئة إلى شركة عالمية مبتكرة في عالم الطاقة النظيفة. ورغم تحقيق الشركة الرائدة في قطاع الطاقة النظيفة والتنمية المستدامة نمواً لافتاً في غضون 10 سنوات، إلا أنها تهدف إلى جعل الطاقة النظيفة جزءاً أساسياً من مزيج الطاقة في مختلف أنحاء العالم، خلال السنوات العشر المقبلة. وتلقي وكالة أنباء الإمارات «وام»، الضوء على «مصدر» ضمن احتفالات الدولة باليوم الوطني الـ 45، كإحدى منجزات إمارة أبوظبي ودولة الإمارات، حيث تعد أولى الشركات المتخصصة في تطوير ونشر تقنيات الطاقة النظيفة بالمنطقة، وساهمت منذ إنشائها في تطوير العديد من المشاريع الحيوية بمجال الطاقة المتجددة داخل وخارج الدولة. وشملت مشاريع «مصدر» الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، إلى جانب أنظمة الطاقة الشمسية المنزلية التي ساهمت من خلالها في توفير الكهرباء النظيفة لأعداد كبيرة من سكان المناطق النائية في دول مثل مصر والمغرب وأفغانستان وجزر المحيط الهادئ. وأصبحت «مصدر» اليوم أحد المساهمين الرئيسيين في مسيرة التنويع الاقتصادي في إمارة أبوظبي، كما عززت من مكانتها كشركة رائدة عالمياً في مجال الطاقة المتجددة حيث ساهمت منذ تأسيسها في وضع الإمارة في طليعة رواد البحوث والتكنولوجيا الخاصة بقطاع الطاقة النظيفة من خلال استثماراتها في مشاريع للطاقة النظيفة بجميع أنحاء العالم. وأنجزت «مصدر» بالتعاون مع شركاء استراتيجيين محليين ودوليين مشاريع عدة ساهمت في توفير 2?7 جيجاواط من الكهرباء النظيفة عبر مشاريع منها ما دخل مرحلة التشغيل ومنها لا يزال قيد التطوير. وتماشياً مع رؤية حكومة أبوظبي حرصت شركة أبوظبي لطاقة المستقبل «مصدر» على وضع بصمتها فيما يخص دفع عجلة التطوير والتحديث باستخدام التكنولوجيا الجديدة لتنجح بذلك في خلق سوق جديدة بالكامل للطاقة المستدامة، حيث تسهم المشاريع والمبادرات التي تقوم بها في إحداث أثر اجتماعي كبير وتغيير حياة الكثيرين من خلال تعزيز أمن الطاقة وموازنة انبعاثات الكربون وإطلاق بحوث تجريبية عن إجراءات بعيدة المدى لضمان أمن المياه. وعملت «مصدر» على تدريب وتأهيل قادة المستقبل في قطاع الطاقة وإمدادهم بالمهارات المتخصصة الجديدة وتوسيع حدود الابتكار التكنولوجي والبحث والتطوير في قطاع الاستدامة، في القوت الذي تسهم فيه بتثقيف وتوعية المجتمع حول أهمية أنماط العيش المستدامة ومدى تأثيرها على مستقبلهم. وتسعى الشركة جاهدة إلى استقطاب الكوادر الشابة المواطنة وتطويرها، حيث يشكل المواطنون ما نسبته 40% من موظفي الشركة، خصوصاً في المناصب الإدارية العليا. وفي العام 2008، انطلقت عمليات إنشاء مدينة مصدر في رحلة جريئة نحو تطوير المدينة الأكثر استدامة في العالم، فيما أدرك القائمون على تخطيط المدينة منذ الوهلة الأولى أن تحويل هذا المفهوم الرائد إلى واقع ملموس يمثل تحدياً كبيراً وخطوة غير مسبوقة تحتاج إلى الكثير من الجهد والعمل، واليوم، ومن خلال الاستثمارات الذكية، نجحت مدينة مصدر في تقديم نموذج رائد للتصاميم الذكية التي تمكّن المدن من استيعاب ومواكبة التوجه المتسارع للعيش في المدن مع التركيز أيضاً على خفض مستويات استهلاك الطاقة والمياه وإنتاج النفايات. ولكي تتمكن من تحقيق الاستفادة الكاملة من إمكاناتها وتكون نموذجاً قابلاً للتكرار في المستقبل، وضعت مدينة مصدر معايير محددة للتنمية المستدامة، بحيث تضمن تحقيق فوائد اجتماعية وبيئية واقتصادية. ولأنها تقدم للعالم نموذجاً فريداً لمدن المستقبل، تثبت مدينة مصدر أن التنمية المستدامة لا تقتصر فقط على تعزيز الوعي البيئي، بل تشمل أيضاً توفير الفرص الاقتصادية وتكريس أنماط حياتية قابلة للتطبيق والاستمرار. ويعد معهد مصدر للعلوم والتكنولوجيا في مدينة مصدر- وهو جامعة بحثية مستقلة للدراسات العليا التي تركز على الطاقة المتقدمة والتقنيات المستدامة- مساهماً رئيسياً في بناء اقتصاد المعرفة بإمارة أبوظبي، حيث يركز على اكتشاف وتطوير حلول مبتكرة في مجالات الطاقة والاستدامة. وتتمتع مدينة مصدر ببنية تحتية متطورة ومزايا استثمارية، حيث توفر المدينة أسلوب حياة عالي الجودة عبر إنشاء مجتمعات توفر كافة مقومات العيش والعمل والتعلم والترفيه تتمثل بالأحياء المتقاربة متعددة الاستخدامات التي تمزج بين المباني السكنية والتجارية والمساحات المفتوحة وطيف واسع من الخيارات التعليمية - من المرحلة التمهيدية وصولاً إلى الدراسات العليا. كما تشجع المدينة التنقل سيراً على الأقدام عبر طرقات مظللة وممرات هوائية تساعد على خفض درجة الحرارة لتصبح أقل من المناطق المجاورة بما يزيد على عشر درجات مما يعطي إحساساً بالراحة على مدار العام. وتضم المدينة واحداً من أكبر مجمعات المباني عالية الأداء في العالم بما في ذلك مقر «سيمنس» الحائز شهادة ليد البلاتينية، ومقر الوكالة الدولية للطاقة المتجددة (آيرينا) الحائز على تصنيف 4 لآلئ، حيث يشترط على جميع المباني الجديدة أن تحقق الحد الأدنى لمتطلبات شهادة «ليد» الذهبية أي تصنيف 3 لآلئ وفق معايير «استدامة». وإلى جانب ذلك، تقوم المدينة بإعادة استخدام 90% من مخلفات عملياتها الإنشائية، كما أن استهلاكها للطاقة والمياه أقل بنسبة 40% من المشاريع المماثلة في أبوظبي. وشهد اعام 2008 كذلك، تأسيس «جائزة زايد لطاقة المستقبل» وتم تكليف «مصدر» بإدارة هذه الجائزة السنوية التي تهدف إلى تكريم الإنجازات التي تجسد الالتزام بمعايير الابتكار والرؤية طويلة الأمد والريادة وتحقيق أثر ملموس في قطاع الطاقة المتجددة والتقنيات النظيفة والتنمية المستدامة. وعلى مدار 8 سنوات، ساهم الفائزون والمرشحون النهائيون للجائزة في تحسين حياة أكثر من 202 مليون شخص حول العالم من خلال توفير إمدادات آمنة من الطاقة النظيفة لـ21 مليون شخص في أفريقيا وآسيا وخفض الانبعاثات الكربونية بمقدار 887 مليون طن وتوفير المياه الصالحة للشرب لما يقرب من 7 ملايين شخص وتوفير 65 مليون ميجاواط ساعي من الطاقة الكهربائية من خلال منتجات وخدمات توفير الطاقة. ويسهم مشروع شمس1 في دعم جهود تنويع مزيج الطاقة في دولة الإمارات والحد من بصمتها الكربونية، حيث يساعد على تفادي إطلاق 175 ألف طن من غاز ثاني أكسيد الكربون سنويًا أي ما يعادل تأثير زراعة 1.5 مليون شجرة أو وقف استخدام 15 ألف سيارة. وتم في العام نفسه تدشين محطة مصفوفة لندن أكبر محطة لتوليد الكهرباء من الرياح البحرية في العالم. وفي عام 2014، استثمرت «مصدر» في محطة دادجون، وهي محطة لطاقة الرياح البحرية بالمملكة المتحدة باستطاعة 402 ميجاواط، فيما تم افتتاح المقر الرئيس لشركة سيمنس في الشرق الأوسط في مدينة مصدر. أما عام 2015، فشهد العديد من الإنجازات لـ«مصدر»، حيث أطلقت بالتعاون مع جائزة زايد لطاقة المستقبل مبادرة «ملتقى السيدات للاستدامة والطاقة المتجددة»؛ بهدف تشجيع النساء على المساهمة بشكل فاعل في تطوير حلول من شأنها دعم المساعي الرامية إلى التصدي للتحديات العالمية ذات الصلة بأمن الغذاء والطاقة والمياه وتداعيات تغير المناخ. وكانت «مصدر» عاملاً مساعداً في حملة الدولة لاستضافة المقر الدائم للوكالة الدولية للطاقة المتجددة (آيرينا) وبعد الفوز بالاستضافة أصبحت الوكالة أول منظمة دولية تتخذ مقرها الدائم في منطقة الشرق الأوسط وانطلق العمل لتشييد مبنى المقر في مدينة مصدر. وفي عام 2015، انتقلت مكاتب «آيرينا» إلى مقرها الرئيس في خطوة ساهمت وتسهم في تسليط الضوء على الجهود الحثيثة لدولة الإمارات والهادفة إلى نشر تقنيات الطاقة النظيفة والمساهمة بشكل فاعل في الحد من تداعيات تغير المناخ. ويعد مبنى «آيرينا» الأول في الدولة الذي يحصل على درجة 4 لآلئ ضمن تصنيف «استدامة» ويستهلك هذا المبنى طاقة أقل بنسبة 42% من المعيار العالمي لكفاءة الطاقة و64% أقل من المباني التقليدية في أبوظبي وستوفر الطاقة المتجددة التي ينتجها المبنى نحو 10% من حاجته للطاقة. كما تم في العام نفسه تدشين محطة الطفيلة لطاقة الرياح في المملكة الأردنية الهاشمية باستطاعة 117 ميجاواط. وقامت «مصدر» بدور الشريك المضيف لمبادرة سولار إمبلس2 التي أنجزت أول رحلة جوية حول العالم بالاعتماد على الطاقة الشمسية فقط، حيث انطلقت الطائرة في رحلتها من أبوظبي في عام 2015 واختتمتها في عاصمة دولة الإمارات هذا العام. وشهد عام 2015 كذلك إطلاق المرحلة التشغيلية لمشروع تحلية المياه بالاعتماد على الطاقة المتجددة والقائم على التعاون مع 4 شركات عالمية رائدة في هذا القطاع، ويهدف المشروع إلى تطوير تقنيات متقدمة تمتاز بكفاءة استهلاك الطاقة والجدوى التجارية عبر مجموعة متنوعة من القطاعات. وشهدت مدينة مصدر بداية العام الجاري 2016 تشغيل أول منشأة بحثية في العالم لإنتاج الوقود الحيوي والغذاء في الأراضي الصحراوية المروية بمياه البحر في موقع يمتد على مساحة هكتارين. وتوفر هذه البحوث والابتكارات دعماً كبيراً للدولة في مساعيها للتصدي للتحديات البيئية والاجتماعية مثل ضمان الأمن الغذائي والمائي، فضلاً عن حماية النظم البيئية الساحلية منها أو الصحراوية. وخلال العام الجاري.. تم اختيار الائتلاف الذي تقوده «مصدر» من قبل هيئة كهرباء ومياه دبي لتطوير المرحلة الثالثة من مجمع الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية في دبي، والتي تضم مصفوفة ألواح شمسية بقدرة 800 ميجاواط وسيتم الانتهاء من تنفيذها بحلول العام 2020. ويعكس فوز الائتلاف الذي تقوده «مصدر» بهذه المناقصة والذي تقدم بأقل سعر للتكلفة التناسبية للطاقة آنذاك وقدره 2.99 سنت دولار لكل كيلووات ساعة مدى النضوج الذي وصل إليه سوق الطاقة المتجددة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. «خيماسولار» أول مشروع للطاقة الشمسية على مستوى المرافق الخدمية أبوظبي (وام) تم تدشين «محطة خيماسولار للطاقة الشمسية المركزة في إسبانيا» في عام 2011، وتولت بناءها شركة «توريسول إنرجي» التحالف الاستراتيجي بين مجموعة «سينير» الإسبانية الرائدة للهندسة والإنشاءات 60%، و«مصدر» 40%، وهي أول مشروع للطاقة الشمسية على مستوى المرافق الخدمية في العالم يتم فيه الجمع بين نظام استقبال الطاقة الشمسية في البرج المركزي وتقنية تخزين الحرارة باستخدام الملح المصهور التي تمكن المحطة من توليد الكهرباء على مدار 24 ساعة. وفي إسبانيا أيضاً.. شهد عام 2011 تدشين محطتي «فالي1» و«فالي2» اللتين نفذتهما «توريسول»، وهي مشروع مشترك بين الشركة الهندسية الإسبانية «سينير» 60% و«مصدر» 40%، وهما محطتان متجاورتان للطاقة الشمسية تعملان بتكنولوجيا عاكسات القطع المكافئ مع نظام تخزين حراري يتيح إنتاج الكهرباء بعد غياب الشمس لمدة سبع ساعات، وبالاعتماد على الأشعة الشمسية المركزة كمصدر من مصادر الطاقة الأولية تستطيع كل من فالي 1 وفالي 2 توريد الكهرباء إلى 80000 منزل ومنع انبعاث 45000 طن من غاز ثاني أكسيد الكربون سنوياً. وفي مارس 2013.. أنجزت «مصدر» محطة شمس1 التي تعد إحدى أكبر المحطات قيد التشغيل للطاقة الشمسية المركزة في العالم وأكبر مشاريع الطاقة المتجددة في منطقة الشرق الأوسط، وتعاونت في إنشاء هذه المحطة الحرارية الشمسية البالغة استطاعتها 100 ميجاواط مع شركات رائدة عالمياً في هذا المجال واستغرق إنشاؤها ثلاث سنوات.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©