الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

الصحفيون في عهد ترامب.. حائرون، قلقون، يتساءلون !

الصحفيون في عهد ترامب.. حائرون، قلقون، يتساءلون !
26 نوفمبر 2016 22:42
بعد فوز دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية الأميركية، يحاول الصحفيون استشراف آفاق العلاقة بين الإعلام والرئيس الجديد في ضوء التوترات التي سادت بين الطرفين في مرحلة ما قبل الانتخابات. فالإعلام في معظمه لم يساند ترامب، بل وجه إليه انتقادات حادة، وبعض الوسائل الإعلامية أعلنت صراحة وقوفها مع المرشحة الديمقراطية هيلاري كيلنتون. وترامب من جانبه هاجم الصحافة والإعلام، وبقوة في مناسبات عدة. فكيف سيمضي الطرفان معا، أربع سنوات مقبلة على الأقل، خاصة وأنه ستجمعهما غرفة واحدة في البيت الأبيض تعقد فيها دوريا المؤتمرات الصحفية.. وكيف سيتصرف الرجل الذي قضى حملته محتقرًا الصحفيين، معهم حتى في الفعاليات التي لابد وأنهم سيحضرونها معه خارج البيت الأبيض؟! وللإجابة على السؤال أجرى معهد بوينتر مقابلات مع 10 من المراسلين الصحفيين والمحررين وكتّاب الأعمدة والمراقبين الإعلاميين تحدثوا فيها عن مستقبل الصحافة في ظل ترامب. ? لا أعلم ماذا سيحدث. لكنني أعرف أن تصرفات ترامب خلال الحملة تعد بمثابة سحابة ستخيم على مدار السنوات الأربع القادمة. وعلى سبيل المثال، ربما لا تحاول إدارة ترامب إلغاء وثائق الاعتماد الصحفي لأي شخص أو منع أي إعلامي من حضور المؤتمرات والأحداث التي يشهدها البيت الأبيض. بيد أن جميع من يعملون في السلك الصحفي يعرفون أن ترامب فعل شيئا من هذا أثناء الحملة. وربما يتجنب أي قرارات تسيء للصحفيين. لكن الجميع سيتذكرون ما قاله عن «ميجين كيلي» و«كاتي تور» وآخرين من زملائي في شبكة سي إن إن. إنني أشعر بالقلق من تأثير سلبي محتمل. وعموما لابد وأن الصحفيين وهم يعملون على تغطية أخبار الإدارة الجديدة، سينتقدون ترامب، وسيذكرون حقائق غير مريحة، وسيكون عليهم في الوقت نفسه مواجهة أي تهديدات للمهنة. «برايان ستيلتر»، مقدم برنامج «مصادر موثوقة» على شبكة سي إن إن ? البوادر ليست جيدة. لدينا هنا ما نعرفه من حملة ترامب الانتخابية ومن تاريخه السابق: لقد سبق أن رفع دعاوى قضائية على صحفيين. كما أنه أدرج بعض الصحفيين ممن قاموا بتغطية حملته في القائمة السوداء بعد ما قدموا قصصا صحفية قاسية. ولقد اقترح أيضا إلغاء إجراءات الحماية القانونية للصحفيين. ومن ناحية أخرى، كان يفضل ويثني على أسوأ المنظمات الصحفية - بدءا من «شان هانيتي»، مذيع قناة فوكس، حتى شبكة «بريت بارت» اليمينية إلى موقع «إنفو وورز» ووصولاً إلى «ناشونال انكوايرر»، وفي الوقت نفسه، انتقد مؤسسات صحفية تحظى باحترام كبير، بما في ذلك صحيفة واشنطن بوست. ومن ناحية أخرى، كان ترامب كتوما ومتحفظا بشأن إقراراته الضريبية، ولم يبد أي تلميح للتفاهم بشأن دور الصحافة في الديمقراطية الأميركية. ولكل هذه الأسباب، اتخذت لجنة حماية الصحفيين موقفا غير مسبوق ضده. وقد يتغير بعض هذا عندما يتولى السلطة فعليا، لكن هناك سببا للشعور بقلق شديد. «مارجريت سوليفان»، كاتبة في واشنطن بوست ? بالنسبة لما تعنيه رئاسة ترامب للصحافة، فإنني أشعر بالقلق لأن هذه الحالة من عدم الثقة القائمة بين مجموعات كبيرة من الناس في هذه الدولة ووسائل الإعلام ستزداد نموا. وهذا من شأنه أن يقوض مصداقية العمل الذي يقوم به الصحفيون. لقد كان لدينا صيحة إنذار حقيقية خلال هذه الانتخابات حيث يستبعد الناس صراحة أي صحافة تتعارض مع معتقداتهم باعتبارها صحافة حزبية. «جو دون مارشال روبرتس»، مدير التحرير السابق - واشنطن بوست ? كل شيء متوقع. وبطبيعة الحال، فإن نقده اللاذع والظالم لوسائل الإعلام يسبب القلق، وقد يشعر كثيرون بالدهشة من رأي الجماهير التي صوتت لترامب، بشأن وسائل الإعلام ودورها في المجتمع. سوكي دارداريان- مدير تحرير جريدة مينابولي ستار تريبون: ? إنني أخشى من الطريق المظلم الذي ينتظر الصحافة والحكومة المنفتحة. دعونا نكون واضحين حيال أداء الصحافة في الانتخابات الرئاسية. لقد فشلت في الوقوف على مدى قوة موجة ترامب، لكنها لم تفشل في تقديم صحافة شديدة اللهجة. فقد كان هناك الكثير من الانتقادات له. وأي شخص يفكر بطريقة غير هذه لم يقرأ التحقيقات الرائعة التي أجراها «ديفيد فاهرينثولد» عن سيرة ترامب. وإذا تأملنا المستقبل، سنجد أن المشكلة هي أن ترامب ما هو إلا مضطهد للصحافة بشكل ملحوظ، وينبغي أن نتوقع أن يستمر ذلك. ولا توجد دلائل كثيرة تشير إلى أنه سيتبنى سياسة منفتحة لأنها تدعو إلى التدقيق الذي يكرهه. وهذا الغموض، جنبا إلى جنب مع سخريته من الصحافة، يشجع القيادات السلطوية في جميع أنحاء العالم، والتي بالفعل لديها استعداد مسبق للحد من حرية الصحافة ومعاقبة الصحفيين. ويجب أن نرد من خلال مضاعفة الجهود لتقديم مستوى راق من الصحافة المستقلة والدقيقة والمنصفة والطموحة، يكون لديها قدرة محاسبة من هم بالسلطة. آندي أليكساندر، أستاذ زائر في كلية الصحافة إي. دبيو. سكريبس بجامعة أوهايو، والمحقق السابق في صحيفة واشنطن بوست: ? أتمنى لو كان لدي جواب لكم. ليس لدي أي فكرة. فالقلق الذي أشعر به ويشعر به كل صحفي هو قلق حقيقي جدا. وفي مرحلة ما، إذا قال لك أحد ما الذي يعتزم القيام به مرارا وتكرارا، يجب أن تصدقه تماما. والرسالة الواضحة التي قالها أثناء الحملة كانت رسالة اعتداء على الصحافة. وإنني لألتمس السلوى من الرسالة التي جاءت في كلمته لقبول المنصب حيث قال إننا سنرى دونالد ترامب مختلفا. بيد أن هذا سيستغرق وقتا، كما أنه سيتعين عليه القيام بإجراءات واضحة ليتأكد الجميع أن الصحافة ليست عرضة للخطر في عهده. جويل كريستوفر- نائب رئيس قطاع الأخبار لصحيفة يو. إس. ايه توداي نيتورك بولاية ويسكونسن: ? لا يمكننا أن نعرف شيئا حتى الآن. لقد وعد أوباما بحكومة مفتوحة وتتسم بالشفافية لكنه خذلنا. وقد أثبت ترامب أنه كتوم (لم يفصح إطلاقا عن إقراراته الضريبية) ومسيطر وانتقامي. إنني لست متفائلا. جيف جارفيز- مدير مركز تو نايت للصحافة التجارية: ? كما قلت عدة مرات خلال موسم الحملة الراهنة، عندما يُظهر شخص ما حقيقته، عليكم أن تصدقوه. لقد قال دونالد ترامب بالفعل لنا ما يعتقده بشأن الصحفيين والصحافة. إنه لا يكن أي احترام لهذه المؤسسة. وبرغم أنه اشتكى من عدم وجود الشفافية في إدارة أوباما، أتوقع أن تحجب إدارة ترامب المعلومات بمعدل مضاعف عشر مرات. ترامب سيجعل أوباما يبدو وكأنه ملك الشفافية. ونحن لا نعرف الكثير عن كيفية تعامل ترامب مع القضايا السياسية مثل عمليات دمج وسائل الإعلام لأن الصحافيين لم يسألوه عن ذلك إلا نادرا، إذا كانوا سألوه من الأساس. ولكن يُقال انه ضد عمليات دمج وسائل الإعلام، وربما يبشر ذلك بالخير للصحافة من حيث تباطؤ معدل الاندماج، وهو ما يمكن أن يكون أمرا جيدا. ومع ذلك، لا يسعني إلا أن أشعر بأن ترامب قد أبلغ الصحفيين بالفعل كيف يراهم. وهذا يعني أن علينا فقط مضاعفة جهودنا كثيرا في تقديم التقارير المتعلقة بإدارة ترامب. إن الصحافة أصبحت الآن أكثر أهمية من أي وقت مضى. تريسي بويل، مؤسس موقع AllDigitocracy.org ? لا يدرك معظم الأميركيين أن الإدارة الحالية كانت واحدة من أسوأ الإدارات في التاريخ فيما يتعلق بالحكومة المنفتحة وحرية الصحافة. ومن إصدار مذكرات استدعاء شاملة من سجلات هواتف الصحفيين لملاحقة مُخبري الحكومة، لمنع الموظفين الاتحاديين من التحدث مع الصحافة، وحتى منع الحصول على صور فوتوغرافية لأحداث عامة سابقة بالبيت الأبيض، فإن تجاهل إدارة أوباما للسلطة الرابعة وعدم احترام دورها الحاسم كان أمرًا مروعًا. والآن، ظهر على الساحة رئيس جديد، كان ازدراء الصحافة والحريات صراحة، بمثابة حجر الزاوية في حملته الانتخابية. ويجب على كل أميركي أن يشعر بالقلق الشديد، وليس الصحفيين فقط. وينبغي ألا يخجل الصحفيون على الإطلاق في الدفع بهذه المناقشة إلى مركز الاهتمام بدءاً من اليوم. ديفيد بوردمان- عميد كلية الإعلام والاتصالات في جامعة تيمبل: ? كما هو الحال في كثير من الأحيان، قد يكون روبرت مردوخ هو صاحب الضحكة الأخيرة. ومع انتقال إعلام ترامب إلى البيت الأبيض، يصبح أول رئيس منتخب يحصل على تأييد من منظمة «KKK» أو «كو كلوكس كان» العنصرية، منذ عقود، ويمكن لقناة فوكس نيوز الجديدة المُنمقة للأخبار إذاعة ذلك. وعلى بُعد بضعة أبنية، تنشط صحيفة نيويورك تايمز سعيًا للحصول على ود دونالد ترامب، إذ أنها تُعلم نفسها وسائل جديدة للتعامل مع «الأكاذيب» [«مقالة رئيس التحرير دين باكيت لفضح الأكاذيب»]. ومع تعامل الصحيفة مع خسائر الإعلانات المطبوعة، ودراما الخلافة الداخلية على منصب رئيس التحرير، نتساءل كيف ستخرج الصحيفة علينا في عام 2017؟ وذلك بعدما اعتبرها ترامب العدو. إنها تمثل إحباطًا كبيرا له، وسوف يحاول أن يضفي عليها مظهر الغباء، بل قد يشير إلى أنها كاذبة أيضا. ويمكن أن تخرج الصحيفة كشركة أخبار «معارضة» لاسيما مع قلة قرائها، بما قد يشبه المكانة التي وصلت إليها قناة فوكس في عهد كلينتون، ثم أثناء سنوات حكم أوباما. إنها عباءة غير مريحة من الناحية الصحفية، ولكن التاريخ قد يضع المسؤولية على عاتق نيويورك تايمز. كين دكتور، محلل إعلامي ? قد يخبو دور الصحافة التقليدي كجهاز مراقبة لتتقلد دورًا جديدًا وهو: جهاز كشف الكذب. إذ قد يصبح دورها تمحيص الحقيقة والتحقق من صحة تصريحات المسئولين العموميين بل وتحميلهم مسئوليتها، لتصبح المهمة الأساسية للصحافة هي التأكد من قول الحقيقة. وقد ساهم الإخفاق في القيام بذلك من قبل في نجاح ترامب في وقت مبكر، ثم استمراره. ويجب على الصحفيين أن يتحلوا باليقظة والشجاعة والاستعداد لفضح المعلومات والأخبار الكاذبة التي تُقدم في وسائل التواصل الاجتماعي وغيرها. وسوف يصبح الوصول لحكومة منفتحة وتحقيق الشفافية أكثر صعوبة مع رئيس تجاهل الصحافة علانية ورفض الكشف عن المعلومات القياسية مثل الإقرارات الضريبية والسجلات الطبية. وعلى الرغم من أن الرئيس الجديد لن يعمل وحده على التعتيم على الحكومة المنفتحة، إلا أن المعلومات ستكون متاحة في عصر أصبحت فيه البيانات أكثر سهولة في جمعها وتبادلها، وأكثر صعوبة في عرقلتها وحجبها. واستشرافا للمستقبل، نتوقع أن نرى المزيد من السرية والقليل من الحواجز بهدف تحقيق المزيد من الشفافية. لوري بيرجين العميد المؤسس لكلية الإعلام والاتصال والمعلومات في جامعة كولورادو
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©