السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

الحكومة الروسية تعيد تأميم شركات التعدين

26 مايو 2006
موسكو - د ب أ: بعد اعادة تأميم قطاع النفط تتجه الحكومة الروسية نحو وضع يدها على شركة التعدين الرئيسية في البلاد والتي تنتج معدن التيتانيوم الذي يدخل في العديد من الصناعات الحيوية ويدر المليارات من الدولارات سنويا لروسيا، ولم يعد في مقدور شركة صناعة الطائرات الاوروبية إيرباص إنتاج طائرتها العملاقة أيه 380 ولا تستطيع بوينج الاميركية إنتاج طائرتها دريملاينر 787 من دون هذا المعدن· في الوقت نفسه فإن منطقة جبال الاورال الروسية تضم الجزء الاكبر من الاحتياطي العالمي من هذا المعدن وأصبحت شركة في·إس·إم·بي·أو-أفيسما الروسية أكبر منتج في العالم له· وقد وقعت الشركة عقودا ضخمة مع شركات صناعة الطائرات والفضاء الاوروبية·
ولم تمر هذه التطورات مرور الكرام بالنسبة للحكومة الروسية التي استطاعت استعادة السيطرة على قطاعي النفط والغاز خلال السنوات القليلة الماضية حيث بدأ الكرملين التفكير بالفعل في استعادة سيطرة الدولة على قطاع المعادن· ويشعر منتجو الطائرات في أوروبا وأميركا الشمالية بالقلق من هذه التطورات·
ويخشى هؤلاء المنتجون من استغلال الحكومة الروسية سيطرتها على إنتاج هذا المعدن المهم وفقا لاعتبارات سياسية كما حدث مع مصادر الطاقة· أما داخل شركة في·إس·إم·بي·أو-أفيسما فمصدر القلق هو أن الدائرة الضيقة حول الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لا تهتم بالمصالح الوطنية بقدر اهتمامها بالمكاسب الشخصية· ومع تدفق كل مليار دولار إضافي إلى الخزينة الروسية بفضل ارتفاع أسعار الطاقة يشعر الكرملين بالثقة في نجاح سياساته الاقتصادية· فمنذ شهور معدودة أعلن الرئيس بوتين تكوين شركة قابضة مملوكة للدولة بهدف إحياء صناعة الطائرات الروسية· وتتبع هذه الشركة روسوبورون إكسبورت وهي الشركة التي تدير صادرات السلاح الروسي· وتقوم في·إس·إم·بي·أو-أفيسما التي بلغ إنتاجها العام الماضي 30 ألف طن من التيتانيوم بتوريد هذا المعدن إلى الشركات المنتجة للغواصات والصواريخ ومحطات الطاقة النووية· ويعتقد فلاديسلاف تيتيوخين المدير العام للشركة وصاحب حصة الاغلبية فيها إن الامر لن يستغرق شهورا حتى يتم بيع الشركة إلى الدولة الروسية· ويضيف رجل الاعمال الروسي '73 عاما' 'نحن الان نجري محادثات بشأن المواعيد النهائية والسعر وحجم حصة الاغلبية بالنسبة للحكومة'· وأضاف تيتيوخين الذي كان يتحدث في مقر رئاسة الشركة بمنطقة فيركنيايا سالدا بالقرب من يكاتيرنبورج إنه لا يوجد أي مبرر لكي يشعر عملاء الشركة الروسية مثل بوينج وإيرباص ولا موظفو الشركة بأي قلق من انتقال الملكية إلى الدولة· ولكن مديرة في الشركة أبدت قلقها من هذه الخطوة وقالت 'لم نر أبدا دولة استطاعت إدارة شركة بكفاءة'·
وأشارت إلى سوء إدارة شركة الغاز العملاقة جازبروم التي تحتكر قطاع الغاز في روسيا والمملوكة للدولة بعد إعادة تأميمها منذ سنوات· ويتفق معها أحد زملائها في إدارة العلاقات العامة ويقول إن الدائرة الضيقة حول الرئيس بوتين لا تنظر إلا إلى مصالحها الخاصة وأنه بمجرد ترك الرئيس بوتين للرئاسة عام 2008 بانتهاء فترته الرئاسية الثانية سوف تتحول الشركة إلى أموال في أيدي هؤلاء المسؤولين·في الوقت نفسه يخشى عملاء شركة في·إس·إم·بي· أو-أفيسما من استغلال الدولة الروسية لهذا المنتج الاستراتيجي من أجل ترويج الطائرات الروسية في الاسواق الغربية من خلال ربط بيع هذا المعدن القوي والخفيف إلى الدول الغربية بشراء طائرات روسية·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©