الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«يوم الأب» يعزز المشهد الأسري ويحرك مشاعر الأبناء

«يوم الأب» يعزز المشهد الأسري ويحرك مشاعر الأبناء
23 يونيو 2011 19:47
يحتفل العالم بيوم الأب كعربون وفاء لهذا المارد الذي على الرغم من جهوده وتفانيه في رسم حياة هنيئة لأسرته، فإن الحديث عن تضحياته يكاد يكون نادراً. ولأن الأم على مر العصور كانت الصورة الأكثر تعبيراً عن الحنان وسهر الليالي لخدمة صغارها، تراجع مشهد الأب المكمل لها. مع أن دوره لا يقل تأثيراً في حياة أبنائه على امتداد مراحلهم العمرية. مشاعر صادقة مع أن فكرة الاحتفال بيوم الأب غير رائجة كما هو الحال بالنسبة ليوم الأم، فإن الفكرة بحد ذاتها مثيرة وتلقى استحساناً لدى فئة كبيرة من الأسر. ويذكر أحمد البدوي وهو أب لـ 4 بنات و3 أولاد، أنه سمع عن هذه الاحتفالية قبل 5 سنوات، عندما بدأت تنتشر في العالم العربي. “وقد أعجبني الأمر لأنه بمثابة الذكرى الجميلة التي تشعر الآباء عموماً باهتمام أبنائهم. فنحن تكفينا كلمة طيبة وتصرفاً حسناً من دون أن يكون ذلك مرتبطاً بتاريخ معين”. ويشير إلى أن أبناءه على اختلاف أعمارهم، يفاجئونه سنوياً في هذا اليوم، إما بالاتصال عبر الهاتف للمعايدة، وإما بإرسال الورود إلى مقر عمله. الأمر الذي يؤثر فيه مما يجعله يذرف دموع الرضا. عن هذه المناسبة يقول كمال قيس، الذي أصبح أباً قبل أقل من سنة “أشعر اليوم بالمعنى الحقيقي للأبوة، وأندم على كل لحظة لم أقدر فيها والدي كما يستحق. فليس سهلا أن يكون المرء أباً، لأن الأمر يتطلب الكثير من التفكير بالمستقبل”. وهو يؤكد أنه بعدما رزق بمولوده الأول بات يتعامل مع والده بشكل مختلف ويصر يومياً على الاطمئنان عليه وسماع كلمات الرضا منه. ويضيف “صحيح أن يوم الأب ذكرى تفرح قلوب الآباء، لكن بر الآباء والتعبير لهم عن المشاعر الصادقة يجب ألا يقتصر على تاريخ بعينه. فلدينا أيام السنة كلها لنحيطهم بعطفنا ونحاول أن نرد لهم ولو جزءا بسيطا مما يستحقونه”. مشاعر لا تقاس أبو سلطان عبدالله، الذي لم يكن يعلم من قبل بأن هنالك تاريخاً محدداً يحتفل به العالم بيوم الأب. ويقول “الآباء في زمننا هذا يتكبدون الكثير من المتاعب لتوفير الرغد لأبنائهم. فالحياة لم تعد بسيطة كما في السابق لأن متطلبات العصر في تزايد مستمر، ومسؤولية الأسرة تقع في النهاية على كاهل الأب حتى وإن كانت الأم تعمل”. ويوضح رأيه مشدداً على أن دور الأب لا يقتصر على توفير المال وحسب، وإنما يتنامى ليشمل تأمين الرعاية الشاملة للأسرة من رعاية وإرشاد وتقديم النصح والمحبة وقبل كل شيء الوقت الكافي أو على الأقل الوقت القيم. وعن حجم الوقت الذي يقضيه الآباء مع أبنائهم، يورد علي القاضي، الذي يعمل في مجال الإرشاد التربوي، أن “مشاعر الأبوة لا تقاس فيما يقدمه الأب لأبنائه من أمور مالية أو معنوية، وإنما في طبيعة العلاقة بينهم. إذ لا يكفي أن يوفر الأب وسائل الراحة الملموسة ويغفل أن المطلوب منه إحاطة عائلته بالحنان ومنحهم نوعية مثلى من الوقت الذي يحتاجونه لتحقيق التواصل الأسري”. ويتحدث القاضي عن نفسه، وهو أب لفتاتين، معرباً عن سعادته بتخصيص يوم للأب خارج إطار الاحتفالات التقليدية. “فالآباء كما الأمهات يستحقون أن يتذكرهم العالم بيوم يسجل فيه بعضا من هواجسهم التي يحملونها فوق أكتافهم ليلا نهارا بقصد تأمين الأفضل لأبنائهم، وكل حسب استطاعته”. تاريخ محدد بدأت الدول الواحدة تلو الأخرى تنتقي لها تاريخاً معيناً تخصصه للآباء بقصد منحهم جزءا من حقوقهم التي يعتبرون أن الأمهات يغطين عليها ولو عن غير قصد. ففي لبنان وسوريا وتركيا وسويسرا يتم الاحتفال بهذا اليوم في 21 يونيو من كل عام، وكذلك في الهند وجانا وباكستان. في حين تحتفل به كل من إيطاليا والبرتغال وبوليفيا في 19 مارس. وبحسب الكونجرس الأميركي، فقد أقر هذا اليوم عطلة رسمية في الولايات المتحدة، وذلك عام 1972. علماً أن الشعب الأميركي يحتفل سنوياً بيوم الأب في الأحد الثالث من شهر يونيو منذ عام 1924 تماشياً مع إعلان شفوي أطلقه وقتها الرئيس كالفن كوليدج. وفي السنوات الأولى من اتباع هذا التقليد، كانت الورود الحمراء تهدى للآباء الأحياء، والورود البيضاء تنثر على قبور من غادروا الحياة. وأقدم تكريم للأب عرفته البشرية، فقد كان قبل 4000 عام في بابل القديمة، وذلك عندما عثر خلال القرن الفائت على لوحة مصنوعة من الطين كتب عليها شاب كلداني يدعى إلموسو أمنياته لوالده بالصحة الجيدة والعمر المديد. وذلك تعبيراً منه عن امتنانه لأبيه الذي شرحت كلماته كم كان يعتني به ويحبه ويعطف عليه.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©