الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

تناول المضادات الحيوية «دون وصفة» يقوي الجراثيم ويهدد الصحة

تناول المضادات الحيوية «دون وصفة» يقوي الجراثيم ويهدد الصحة
23 يونيو 2011 19:47
المضادات الحيوية من أكثر أنواع الأدوية شيوعاً بين الناس، حيث يعتبرها الكثيرون ملجأً وملاذاً من آلام الأسنان، والارتفاع المفاجئ في درجة حرارة الجسم، وحتى الجروح والالتهابات البسيطة التي قد تحدث في أي جزء من جسم الإنسان، غير أن هذا الاستخدام العشوائي للمضادات الحيوية يحمل في طياته عواقب وخيمة وأعراضاً خطيرة، تفضي بالمريض إلى نتائج سلبية لم يكن يضعها في حسبانه حين لجأ لتعاطي تلك المضادات. تستخدم إيمان عبدالمجيد (51 سنة)، ربة بيت وأم لثلاثة أولاد، الكثير من هذه المضادات مع أبنائها، شأنها شأن العديد من الأمهات، في حالة شكواهم من بعض الأعراض البسيطة، مبينة أنها صارت تعرف بعضاً من أنواع تلك المضادات نتيجة سنوات الخبرة في تربية أبنائها والأمراض الخفيفة التي كانت تصيبهم في فترات نموهم، مثل الانفلونزا وأوجاع الأسنان. وتؤكد أن صيدليتها المنزلية لا تخلو من أنواع أساسية من تلك المضادات. أعراض بسيطة تدافع عبدالمجيد عن هذا السلوك بأنه في كثير من الأحوال لا يستحق المرض الذهاب إلى الطبيب، فضلاً عن ارتفاع كُلفة العلاج أحياناً على الرغم من أنه يمكن التعامل معه بسهولة ويسر، كما أن الذهاب إلى المستشفى أو الطبيب قد يستدعي حجزاً مقدماً وبالتالي تستغرق عملية العلاج فترة طويلة تستمر خلالها الآلام التي يعانيها المريض، وهي جميعاً أسباب تبرر أهمية استخدام المضاد الحيوي دون الرجوع إلى طبيب في بعض الحالات. في ذات الجانب، يقف عبدالعزيز البوشي (36 سنة)، وأوضح أن استخدامه للمضادات الحيوية أصبح من لزوميات حياته، بسبب آلام الأسنان التي تنتابه على فترات متباعدة، غير أنه يخشى الذهاب إلى الطبيب ليعالجها بسبب كمية “الآلام الرهيبة المتوقعة، عند خلع أو حشو تلك الأسنان”، فيلجأ البوشي إلى المضاد الحيوي لمواجهة تلك الآلام والقضاء عليها بشكل مؤقت، مؤكداً أنه يعرف أسماء بعض هذه المضادات ويذهب إلى الصيدلية ليحصل عليها بكل سهولة دونما الرجوع إلى روشتة الطبيب مثل غيرها من الأدوية. وكشفت فادية خوري (39 سنة)، أم لخمسة أولاد، أنها قد تلجأ إلى بعض أنواع المضادات الحيوية في الأعراض البسيطة مثل الالتهابات الخفيفة ومنها التهابات الأسنان، غير أنها تسارع إلى الطبيب في حالة استمرار الألم وعدم توقفه. وذكرت أنها تسعى إلى قراءة النشرة المرفقة بالمضاد الحيوي قبل استعماله ليكون متوافقاً مع ما تراه من أعراض، وإذا لم تكن هناك آثار جانبية قوية من وراء استخدامه، تتشجع على ذلك، ولكن مع الحرص والحذر وخصوصاً في حالة استمرار الألم، هنا تتوقف عن استعمال المضاد وتذهب إلى المستشفى لتشخيص الأعراض من قبل الطبيب وتلقي العلاج المناسب. في المقابل، شددت مهندسة الشبكات هانيا رسلان (34 سنة) زوجة وأم، على أنها لا تلجأ إلى استخدام المضادات الحيوية تحت ضغط أي ظروف أو آلام تصيبها أو أحد أفراد أسرتها، كونها تتخوف من حدوث آثار جانبية حالية أو مستقبلية نتيجة الاستخدام الخاطئ لتلك الأنواع من الأدوية بعيداً عن استشارة الطبيب، وكونها تحمل قدراً من العلم والوعي تدرك تماماً أن التصرف الأنسب والأسلم في حالة حدوث أي مرض أو إصابة لأي من أفراد الأسرة، هو التوجه مباشرة إلى الطبيب، فهو الشخص الأقدر على تحديد المرض ومن ثم العلاج الفعال له، بدلاً من الدخول في دوامة التجارب وأخذ علاجات لا يعرف مستخدموها عنها شيئاً، ما قد يلحق ضرراً مضاعفاً للمريض. في السياق ذاته، ذكر خالد الكعبي (29 سنة) المحاسب في إحدى شركات المواصلات في الدولة، وهو متزوج ولديه ثلاثة أبناء، أن اللجوء إلى استخدام المضادات الحيوية دون الرجوع إلى الطبيب واستسهال التعامل معها، قد يحمل في طياته ما هو أكبر من المرض الحالي، حيث يؤدي إلى استفحال الحالة المرضية دون ان يشعر المريض، الذي يركن إلى التوقف المفاجئ للألم أو التقليل منه دون علاج السبب الرئيس له، فضلاً عما يسببه كثرة تناول الأدوية من تقرحات للمعدة وتقلبات معوية لدى الكثيرين، ولذلك فإن الابتعاد عن المضادات الحيوية وعدم استعمالها إلا بأوامر من الطبيب المعالج فقط، هو الطريق للعلاج الصحيح، بخلاف ذلك، فإن المريض الذي يسارع باستخدامها من نفسه، يلحق الضرر بنفسه ويسبب لها أضرارا صحية جديدة. الحل السحري بوصفه طبيباً استشارياً في مجال الطب العائلي ويتعامل مع كافة أفراد الأسرة بخصوص الكثير من الأمراض الشائعة، وطرق التعاطي معها، قال الدكتور مالك مكارم، طبيب بأحد مستشفيات أبوظبي، إن تناول الشخص للمضادات الحيوية بنفسه ودون استشارة طبيب يسبب له مشاكل عديدة، منها أنه قد لا يكون المضاد المناسب، أو أن المشكلة الموجودة لا تحتاج إلى مضاد حيوي ما يسبب له أعراضا هو في غنىً عنها، إذا تناول الشخص مضادا حيويا، فإن جسمه يعتاد عليه، وإذا احتاج إليه مستقبلاً لا يستفيد منه بنفس القدر المراد والمخطط له. وأوضح مكارم أن المضادات الحيوية تحمل كثيرا من الفوائد للمرضى، وإن كانت هذه الفوائد ترتبط بنصائح الطبيب وخطته العلاجية، وتأتي على رأس هذه الفوائد، القضاء على الجراثيم والبكتيريا في جسم الإنسان، وليست علاجا للحرارة والفيروسات كما يعتقد الكثيرون، فالمضادات الحيوية تعني بمقاومة البكتيريا في المقام الأول والوحيد. وأشار إلى أن اختيار الطبيب لنوع المضاد الحيوي الملائم للمريض يتم عن طريق العلم والمعرفة، عبر التحاليل الطبية، بغرض تحديد نوع البكتيريا وبالتالي نوع المضاد الحيوي المناسب لها، ويخضع اختيار الطبيب للمضاد لمجموعة من المقاييس، أهمها نوعية الالتهاب أو الجرثومة، وعمر المريض. ولفت إلى أن كثيرا من أنواع الأدوية تؤثر وتتأثر بتناول المريض للمضادات الحيوية، ومن ثم يجب على الشخص إدراك مدى خطورة هذه التأثيرات المتبادلة على حالته الصحية، ما يجعله حذراً قبل أن يخوض تجربة تناول المضادات دون استشارة الطبيب. وشدد مكارم على خطورة الاعتقاد السائد لدى كثير من الأطباء، بأن المضادات هي الحل السحري لتخفيف الآلام وسرعة تماثل المريض للشفاء، كون ذلك يحمل انعكاسات سلبية كبيرة على صحة المريض حال التسرع في استخدام المضادات الحيوية دون تشخيص دقيق لمدى حاجة المريض إليه. مقاومة عكسية من واقع ارتباط عملها بالتأثير الكيميائي للمضادات الحيوية على أنواع ومجموعات عديدة من البكتيريا المسببة للمرض، حذرت أخصائية التحاليل الطبية دعاء عزو من خطورة استخدام المضادات بشكل عشوائي، لما فيه من تهديد لصحة المريض، واحتمالية حدوث مضاعفات ونتائج عكسية جراء التعاطي العشوائي له. وبينت أن الطريقة المثلى لاستخدام المضاد ترتبط بضرورة إجراء ما يعرف بـ “اختبار مزرعة”، لتحديد نوع المضاد الحيوي المناسب والمؤثر على نوع البكتريا المُمْرِضة، حيث أن أنواع المضادات تنقسم إلى مجموعات عديدة يُوجَه كل منها إلى فئة مرضية معينة، ما بين أطفال، وكبار، وحوامل. ولفتت عزو إلى نقطة محورية في هذا الأمر، وتتمثل في أنه إذا ما جرى استخدام مضاد حيوي غير مناسب أو بجرعات أكبر من اللازم أو أقل، تحدث مقاومة عكسية من البكتيريا المسببة للمرض، فيصعب مواجهتها والقضاء عليها فيما بعد، ما يسبب أضرار صحية بالغة. وأكدت عزو أنه مع الاستخدام المتكرر لنفس نوع المضاد الحيوي دون الرجوع إلى الطبيب، أو الاستعمال الخاطئ لأحد أنواع المضادات غير الملائمة لحالة المريض، تحدث له أعراض جانبية، ومن أكثر تلك الأعراض شيوعاً على مستوي العالم، ظهور حساسية لأجسام بعض المرضى خصوصا عند تناول مجموعة البنسلين، وتتفاوت درجة الخطورة من شخص إلى آخر بحسب الحالة المرضية،وفي حالة حدوث ذلك يتوجب على المريض التوقف الفوري عن أخذ الدواء والذهاب إلى الطبيب المختص.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©