الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

نوير.. «جبل الجليد» بـ «أعصاب حديد»!

نوير.. «جبل الجليد» بـ «أعصاب حديد»!
8 يوليو 2014 01:03
في البرازيل يحبون مكعبات الثلج، ويضعونها دوماً في المشروبات الغازية، لكن اليوم سيقف في وجههم «مكعب ثلج» تحول إلى جبل جليدي هو مانويل نوير حارس ألمانيا الخارق، في نصف نهائي مونديال 2014، يغيب عن «السيليساو» الثنائي نيمار صاحب أربعة أهداف وقائد الدفاع تياجو سيلفا بسبب الإصابة والإيقاف على التوالي، ما سيخفف العبء على أحد أفضل حراس المونديال الحالي. احتفل نوير بمباراته الدولية الخمسين على ملعب ماراكانا الجمعة الماضي ضد فرنسا (1- صفر)، وذلك بعد تلقيه ثلاثة أهداف في خمس مباريات ضمن الحدث العالمي وقيامه بعدة صدات بارعة. لم يهدد مرماه في مباراة البرتغال (4- صفر)، ثم عانى أمام غانا (2-2) ولعب دور الليبيرو في مواجهة الجزائر الصعبة في الدور الثاني (2-1 بعد التمديد)، ليعيد التذكير بالقيصر فرانتس بيكنباور، وفي آخر محطة له وقف في وجه كريم بنزيمة في الوقت القاتل حارما الفرنسيين من معادلة النتيجة. قال المدرب الفرنسي ديدييه ديشان: «لم نكن فاعلين ونوير قام بالصدات المناسبة»، أما مدرب ألمانيا يواكيم لوف فرأى أن «الدفاع يطمئن عندما يدرك أن حارساً كبيراً يقف خلفه، هو حارس واثق أمام مرماه، يعرف متى يخرج ويستخدم الكرة جيداً كما يحسن التمرير». شرح الحارس البالغ طوله 1.93 متر بعد مباراة فرنسا في ربع النهائي: «لم يكن الأمر سيئاً، لكنكم تعرفون صداتي كثيراً، الفريق يحميني في الوسط ولا يبقى سوى أن أحرس الخشبات الثلاث». يبقى «مانو» جليدياً في المرمى برغم حماوة الهجمات التي قد يواجهها، ويحافظ على قوة ذهنية تترافق مع بنية جسدية أشبه باللاعبين الإسكندينافيين. عندما كان يتحدث في المنطقة المختلطة بعد ربع النهائي، مر خلفه اللاعبان توماس مولر ولوكاس بودولسكي ونادياه «فيتروفارت»! أي أقوى حارس في العالم. بقول عنه المدرب لوف إن بإمكانه اللعب في خط الوسط وزميله طوني كروس «هو اللاعب الحادي عشر في الميدان». يلفت ابن الثامنة والعشرين الأنظار في كل مباراة، على غرار المكسيكي جيرمو أوتشوا خلال مواجهة البرازيل عندما صد كرة نيمار التعجيزية. لكن نوير يستمر على رأس نخبة الحراس، بعد نزول الإسباني كاسياس عن قمته ورحيل البرازيلي جوليو سيزار إلى تورونتو، فلم يبق له غير المخضرمين الإيطالي جيجي بوفون والتشيكي بتر تشيك كمنافسين غير أن الأول ترك المونديال من دوره الأول والثاني لم يتأهل. أبدى لوف ارتياحه لتعافي نوير من إصابة في كتفه تعرض لها في 17 مايو الماضي في نهائي كأس ألمانيا: «منذ 2010 هو من بين الأفضل، وربما الأفضل في مركزه في العالم». يكرر سلفه أوليفر كان المعزوفة عينها: «يثبت في المونديال الحالي أنه افضل حارس مرمى في العالم، الكل يعرف أنه حارس مرمى رائع يمكنه المشاركة في اللعب، هو حاسم لتواجده في كل المواقف وإنقاذ فريقه» تخوف الحارس السابق من مخاطرته أمام الجزائر بالخروج اكثر من مرة منطقته، لكن صداته أمام فرنسا أعجبته. يبقى الآن البرازيل التي تحمل ذكرى سيئة لكان بعد تلقيه هدفين من رونالدو في نهائي 2002 وأحدهما يتحمل مسؤوليته بشكل كبير، ويأمل خلفه ألا يتعرض لموقف مماثل وهو أمر مرجح خصوصاً في ظل غياب الهداف البرازيلي نيمار بسبب الإصابة. عندما ولج هذا الشاب الساحة الكروية الدولية، تبين بسرعة أن بانتظاره مستقبلا مشرقا. وفيما يخص مواصفات حراسة المرمى الحديثة يعتبر مانويل نوير، الذي يشارك في اللعب، بالنموذج المثالي، فهو يتميز بردود فعله المدهشة وهيمنته المبهرة على منطقة العمليات لكن قدرته على القيام برميات طويلة ودقيقة صوب المهاجمين تجعل منه حارساً فريداً، وبالتالي يمكن لهذا الحارس الدولي الذي يدافع عن ألوان نادي بايرن ميونيخ، في أي وقت، منح سرعة أكبر لهجمات فريقه المرتدة. بدأ ابن مدينة جيلسنكيرشن في الخامسة من العمر ممارسة كرة القدم في نادي شالكه، واحتفل في سن الخامسة عشرة بظهوره الأول في البوندسليجا قبل أن يفرض نفسه بعد وقت قصير حارساً أساسياً «للأزرق الملكي»، وفي صيف عام 2011 استجاب نوير لنداء العملاق البافاري، وتمكن خلال المواسم التالية من المساهمة في التتويج بلقبي دوري أبطال أوروبا، وكأس العالم للأندية إلى جانب العديد من الألقاب المحلية. وكان نوير قد لفت إليه الأنظار على الصعيد الدولي لأول مرة عام 2009 عندما تمكن من التتويج بالبطولة الأوروبية مع منتخب تحت 21 سنة، وبعد مرور سنة واحدة تولى الدفاع عن شباك فريق المدرب لوف خلال نهائيات كأس العالم جنوب أفريقيا 2010 بعد إصابة الحارس الأساسي وقتها رينيه أدلر. عرف هذا الحارس الأمين كيفية استغلال فرصه كما ينبغي ليصبح بدون منازع الحارس الأول للفريق المتوج باللقب العالمي في ثلاث مناسبات، عام 2011 توج أفضل لاعب في ألمانيا وبحال تخطيه البرازيل في نصف النهائي، لن يكون بعيداً عن إحراز جائزة أفضل حارس في النهائيات. (بورتو سيجورو - أ ف ب)
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©