الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

سوء البرمجة يحرق النجوم في المسابقات المحلية والعالمية

سوء البرمجة يحرق النجوم في المسابقات المحلية والعالمية
8 يوليو 2014 01:06
منير رحومة (دبي) شهدت منافسات كاس العالم 2014 بالبرازيل العديد من الظواهر السلبية التي أثرت بشكل واضح في سير المنافسات وانعكست على المستوى الفني والفرجوي للبطولة مثل كثرة إصابات النجوم وتأثر عديد من المنتخبات الكبرى بعدم ظهور لاعبيها المميزين بمستواهم الحقيقي ومغادرة الحدث العالمي مبكراً دون أن يتركوا أي بصمة. ودفعت الكرة الأوروبية الثمن باهظاً جراء طول الموسم الكروي وكثرة مشاركة لاعبيها في مختلف المسابقات سواء مع أنديتها أو منتخباتها، حيث حرمت كأس العالم الجماهير من ابرز المواهب التي تألقت بعروضها الفنية الرائعة في الدوريات الأوروبية القوية خلال كامل الموسم وحتى التي استمرت حاليا إلى الأدوار المتقدمة لم تقدم للعالم ما يعكس حقيقة موهبتها. أما منتخبات أميركا الجنوبية فاستغلت الفرصة واستثمرت إقامة البطولة في نفس الأجواء المناخية للتألق مثلما فعلت منتخبات كولومبيا وكوستاريكا بإزاحتهما لعدد من المنتخبات الأوروبية القوية مستفيدة من قصر الموسم الكروي عندها وعدم ضمها لعدد كبير من النجوم، الذين يلعبون في فرق أوروبية كبرى والمرهقين من كثرة المباريات. ومنذ الأيام الأولى لكأس العالم ظهر تأثير إرهاق اللاعبين الأوروبيين بشكل واضح في أدائهم مع منتخباتهم وأكبر دليل على ذلك خروج المنتخبين الإسباني والإنجليزي، اللذين يملكان أقوى دوريين في العالم، مما يفسر الحالة التي وصل إليها اللاعبون جراء سوء برمجة الموسم الكروي وامتداده إلى أيام قليلة قبل المشاركة في المونديال إلى جانب عامل الطقس الذي زاد من إرهاق اللاعبين، وتسبب في إصابات لدى نسبة كبيرة من نجوم البطولة. وكشف مراد الغرايري طبيب نادي الشباب والمحاضر في الاتحادين الآسيوي والدولي أن اللجنة الطبية للفيفا ومركز البحوث والدراسات التابع له بزيوريخ، يصدر إحصائيات ودراسات حول أسباب وسبل الوقاية من الإصابات، التي تحدث أثناء مختلف المنافسات الدولية، التي ينظمها الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) وعلى رأسها طبعاً كأس العالم للرجال، حيث تبين أن كاس العالم الحالية المقامة بالبرازيل تشهد أعلى نسبة إصابات عضلية مقارنة بإحصائيات آخر 4 كؤوس عالم. العضلة الأمامية وأضاف: «الإصابات التي تعرض لها نجوم كبار مثل دي ماريا لاعب الأرجنتين في العضلة الأمامية، وشكودران مصطفي مدافع ألمانيا، وجوزي التيدور مهاجم أميركا، وساخوه مدافع فرنسا، وأجويرو مهاجم الأرجنتين تؤكد أن نسبة الإصابات العضلية كبيرة خلال المباريات». وعن أهم الأسباب المتعلقة بذلك أوضح، أن عدداً كبيراً من المباريات أقيمت في منتصف النهار بالتوقيت المحلي للبرازيل وسط حرارة عالية ورطوبة كبيرة تؤدي إلى فقدان كمية كبيرة من الماء والأملاح في الجسم خصوصاً في العضلات، الأمر الذي يؤدي مباشرة إلى الإصابة في العضلة مثل الشد والتمدد والتمزق. إرهاق مؤثر وأضاف: «الإرهاق عامل مؤثر بشكل واضح في تواضع مستوى اللاعب أو تعرضه للإصابة، حيث يوجد إرهاق على المدى الطويل، وذلك نتيجة طول الموسم الرياضي وعدم أخذ وقت كاف للراحة بين نهاية الموسم مع النادي وبداية المعسكر الإعدادي مع المنتخب لكأس العالم، والإرهاق على المدى القريب أي أثناء كأس العالم والمتمثل في برنامج المباريات المضغوطة، إلى جانب التنقل بين مختلف مدن البرازيل، واضطراب في جدول التمارين. وأكد الغرايري أن أول عنصر في جسم الرياضي يتأثر بالإرهاق هو العضلة حيث تتجمع الإفرازات السلبية جراء جهد التمارين والمباريات مما يتطلب تقنيات مكثفة للاستشفاء واسترجاع اللياقة ولكن في بعض الحالات تكون هذه التقنيات غير كافية لكي تتمكن العضلة من الاستشفاء التام وتكون بالتالي عرضة للإصابة عند بذل الجهد. وأشار فرناندو سانز المدير العام لمكتب «الليجا» بالشرق الأوسط إلى أن المنتخبات، التي تملك دوريات قوية في العالم مثل إسبانيا وإنجلترا تزثرت بشكل واضح من طول الموسم وارتباط لاعبيها بمشاركات قوية مع فرقهم حتى أيام قليلة من بدء منافسات المونديال مما جعل الصورة تبدو باهتة وغير لائقة بهذه المنتخبات، التي تملك نجوماً كباراً ودوريات قوية ومتابعة عالمياً. واعترف بأن المستوى الذي قدمه لاعبو «لاروخا» بالمونديال لم يكن متوقعاً، حيث لم يظهر اللاعبون حقيقة مستواهم، وكانوا بعيدين كل البعد عن الأداء المعروف عنهم فكانت الخسارة مستحقة أمام هولندا والتشيلي، وبالتالي ودع كأس العالم مبكراً. أسباب حقيقية وعن الأسباب الحقيقية التي تقف وراء هذه المشاركة الباهتة وغير المنتظرة، أشار فرناندو إلى أن الأسباب لا يمكن أن تتلخص في عنصر واحد إلا أن العامل الواضح بالنسبة للجميع يتمثل في حالة الإرهاق، التي يعاني منها لاعبو المنتخب الإسباني في أول مباراتين، وذلك نتيجة الموسم الشاق والصعب الذي خاضوه. وكشف فرناندو أن لاعبي إسبانيا لعبوا أكثر من 60 مباراة في الموسم المنقضي بين مباريات محلية وقارية أي بفارق 20 مباراة عن لاعبي منتخب التشيلي، الذين يلعبون في الموسم نحو 30 مباراة فقط.واعتبر أن تركز اغلب لاعبي «لا روخا» من فريقي الريال والبارسا كان له الأثر السلبي لأنهم لعبوا عدداً كبيراً، واستمرت مشاركاتهم إلى قبل المونديال بأيام قليلة خصوصاً أن طرفي نهائي دوري أبطال أوروبا جمع فريقين إسبانيين، هما الريال وأتليتيكو مدريد. وأوضح أن اللاعبين الإسبان في الدوري الإنجليزي لم يختلف وضعهم عن لاعبي «الليجا» بسبب الموسم الطويل والمرهق، وأكد فرناندو أن العامل البدني مهم جداً بالنسبة للاعب لأنه ينعكس على الجانب الذهني مما جعل لاعبي إسبانيا، مشتتين ذهنياً في الملعب وغير قادرين على رد الفعل بقوة والتعامل مع المنافسين.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©