السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

السفير التركي في القاهرة: لا نسعى لإنتاج سلاح نووي في الوقت الراهن

26 مايو 2006
القاهرة - 'الاتحاد' - خاص:
أكد سفير تركيا في القاهرة سافاك جوكتورك أن كلاً من مصر وتركيا قوة إقليمية في الشرق الأوسط، ولاعب مهم في سياسة المنطقة، وتعملان معاً من أجل تهدئة الأوضاع وتعزيز فرص الاستقرار والسلام بين الأطراف المختلفة في المنطقة، سواء في فلسطين أو العراق··
وكما وصف العلاقات الثنائية بين البلدين بأنها ممتازة على كل الأصعدة·· السياسية والاقتصادية والثقافية· مشيراً إلى أن القاهرة وأنقرة لا تعملان فقط من أجل تطوير علاقاتهما الثنائية، ولكنهما تتعاونان على أعلى مستوى لمعالجة القضايا المطروحة على الساحتين الإقليمية والدولية، خصوصاً تلك التي تهم العالمين الإسلامي والعربي··
وركز على أن مواقف البلدين إزاء هذه القضايا متشابهة إلى حد كبير، وفي أغلب الأحيان متطابقة، وفي أحيان أخرى يكمل دور أحدهما دور الآخر·
وساق مثالاً على ذلك القضية الفلسطينية، فقال: إن بلاده تتابع وتقدر الجهود التي تبذلها مصر لتهدئة الأوضاع بين الفلسطينيين والإسرائيليين، كما أن تركيا تعمل من جانبها على تهيئة المناخ لاستئناف المفاوضات بين الجانبين، كما أكد على أن تركيا ومصر الآن بصدد وضع منظور إقليمي مشترك لكيفية التعامل مع قضايا منطقة الشرق الأوسط ومواجهة التحديات المختلفة المصاحبة لهذه القضايا·· وهذا نص الحوار:
بداية: دعنا نقترب من هذه القضايا بشكل أكثر تحديداً، ما هو موقف تركيا من الأزمة المثارة حالياً حول البرنامج النووي الإيراني؟
هذا البرنامج كما تعرف هو مثار قلق كبير للمجتمع الدولي بأسره، وموقفنا من هذا البرنامج يقترب بشكل كبير من الموقف المصري، وهو ضرورة أن يوضع تحت الإشراف الدولي الكامل وأن تتعاون الحكومة الإيرانية بشكل كامل مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية·
وإذا لم يتحقق ذلك، هل تؤيدون العمل العسكري ضد إيران؟
لا·· بل يجب أن يتحقق ذلك بالوسائل السلمية·
نفترض أن الوسائل الدبلوماسية فشلت واستمرت إيران في تطوير برنامجها وأنتجت السلاح النووي·· ما هو موقفكم في هذه الحالة ؟
حتى الآن ما زالت إيران تؤكد أن برنامجها سلمي وانها لا تسعى لامتلاك السلاح النووي، ونحن نعتبر ذلك شيئاً جيداً، وندعو الإيرانيين إلى أن يثبتوا للمجتمع الدولي صدق نواياهم·
أما إذا تحدثنا عن الاحتمال الذي ذكرته في سؤالك، فيمكنني القول إنه سواء امتلكت إيران السلاح النووي أو لم تمتلكه، فإن تركيا في الوقت الراهن لن تصنع أسلحة نووية وستظل دولة خالية من أسلحة الدمار الشامل، وستحافظ على أمنها بالأسلحة الأخرى، هذا هو موقفنا·
لكنني أعتقد أن قضية اليوم ليست هي كيفية رد فعل تركيا على إيران في حال امتلاك الأخيرة للسلاح النووي، وإنما القضية هي كيفية التعامل دولياً مع البرنامج النووي الإيراني، وكيفية الإبقاء عليه سلمياً تحت إشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية·
وهل أنتم في تركيا لديكم برنامج نووي سلمي ؟
لقد بدأنا بالفعل ندرس فكرة بناء مفاعل نووي لتوليد الطاقة السلمية·
في حال تم فرض عقوبات دولية على إيران، ماذا سيكون موقفكم؟
- نأمل ألا تصل الأمور إلى هذا الحد·
إذا انتقلنا إلى العراق·· كما ترى أن محاولات التقسيم لم تتوقف، والأكراد في الشمال يطالبون باتحاد فيدرالي، ألا تشعرون بالقلق في إقامة فيدرالية في العراق؟
أي نظام دستوري، أو أي شكل للدولة العراقية يوافق عليه العراقيون سوف نحترمه، المهم بالنسبة لنا ليس شكل الدولة، لكن المهم هو 'النوايا' التي لدى كل جماعة في العراق·
نحن من جانبنا نرى أن العراق سيكون له مستقبل جيد لو ظل بلداً موحداً، ونأمل أن يحافظ العراقيون على وحدتهم القومية·
و'نوايا' الأكراد في تركيا، ألا تقلقكم ؟
لا شك في أن التطورات التي تحدث الآن في العراق قد تشجع 'البعض' في تركيا على تقسيم الناس أو التفرقة بينهم أو البحث عن سبل أخرى، لكن هؤلاء 'البعض' هم قلة قليلة جداً، وإذا حاولوا استغلال مناخ الحرية والديمقراطية المتوفرة في تركيا، فإنهم سيفشلون، لأن هذا المناخ هو من أجل المصلحة المشتركة والمستقبل المشترك لجميع أبناء الشعب التركي، لذلك نحن لا نشعر بأي قلق·
ما أريد تأكيده لك هو أننا في تركيا لا نفرق بين مواطنينا بناء على خلفياتهم الإثنية أو الثقافية أو الدينية، لذلك عندما يتعلق الأمر بأشخاص هم قطاع من المجتمع التركي داخل الحدود التركية، فنحن نفرق بينهم وبين من هم خارج حدودنا· ما يجري خارج حدودنا ليس مشكلتنا، إنه يصبح مشكلتنا في حالة عجز قطاعات الشعب العراقي عن إيجاد مستقبل مشترك يجمعهم، عندئذ سيصبح ذلك عامل عدم استقرار للجميع، وليس بالضرورة أن يحدث ذلك بسبب الروابط الدينية أو الثقافية التي قد تملكها هذه الجماعة أو تلك مع مجموعة من المواطنين الأتراك داخل حدودنا·
أريد أن أؤكد لك أيضاً أن جميع أبناء تركيا سواء كانوا من أصول كردية أو تركية هم مواطنو تركيا، مستقبلهم هو مستقبل تركيا·· وهذا هو شعور الأغلبية الساحقة للمواطنين في الأقاليم الجنوبية - الشرقية· كما أن الأتراك ذوو الأصول الكردية لا يعيشون في منطقة بعينها وإنما يعيشون في مناطق مختلفة من البلاد، لذلك لا يمكنك تقسيم أبناء الأمة التركية بناء على خطوط ثقافية أو جغرافية أو دينية، لأن ذلك لا يتفق مع تطورنا التاريخي·
لكن هناك انقسام آخر بين رئيس الجمهورية أحمد نجدت سيزار ورئيس الحكومة رجب طيب أردوجان سمعنا به في الأسابيع القليلة الماضية عندما عبر 'سيزار' علانية عن مخاوفه على مستقبل تركيا العلمانية من صعود التيار الإسلامي، إلى درجة أنه قال: إن أي مسؤول في الحكومة ترتدي زوجته الحجاب يجب طرده من منصبه·· ورد وزير الخارجية عبدالله جول - الذي ترتدي زوجته الحجاب - على ذلك·· فإلى أين يتجه الداخل التركي الآن ؟
تركيا هي جمهورية ديمقراطية علمانية، والرئيس التركي وجميع المسؤولين في الحكومة يعملون معاً من أجل استمرار النظام القائم ورخاء المجتمع، أما إذا حدثت مناقشات هنا أو هناك، فهذه من سمات المجتمع الديمقراطي·
وهل ستظل تركيا علمانية ؟
نعم·· دستورنا علماني ديمقراطي، ورئيسا الجمهورية والحكومة والشعب متمسكون بالنظام العلماني الديمقراطي·
نعود مرة أخرى إلى علاقتكم بالخارج، كيف تسير علاقتكم مع سوريا الآن ؟
علاقتنا مع سوريا جيدة، شهدت خلال السنوات الأخيرة استقراراً وتحسناً ملحوظاً، وبيننا الآن حوار منفتح وصريح·
أرمينيا تطلب إقامة علاقات ديبلوماسية معكم بدون أية شروط، لكنكم ترفضون، وقمتم بإغلاق الحدود معها بمجرد أن أعلنت في 1992 استقلالها عن الاتحاد السوفييتي السابق·· لماذا ؟
أولاً، هناك علاقات اقتصادية واجتماعية قائمة بين البلدين، عشرات الآلاف من الأرمن يزورون أسطنبول كل عام ويتاجرون مع الأتراك ويعملون معهم بالفعل، إذاً فالمسألة ليست مسألة إغلاق حدود لأن المواصلات الجوية متوفرة·
لكن عندما تطلب أرمينيا إقامة علاقات ديبلوماسية معنا بدون أية شروط فعلينا أن ننظر إلى الأمر بعمق، لأنها تطرح هذا الطلب في إطار ما هو واقع بالفعل وكأن علينا أن نقبل به كشرط مسبق· فمثلاً: ما زالت أرمينيا تحتل نحو 20 في المئة من أذربيجان، ونحن لا نقبل باستمرار هذا الاحتلال، أيضاً عندهم مادة في دستورهم تتضمن ادعاءات باطلة على تركيا، فكيف نقبل ذلك؟ طبعاً نحن نتطلع إلى إمكانية تجاوز هذه الصعاب وإقامة علاقات ديبلوماسية مع أرمينيا، لكن المسألة تحتاج إلى بعض الوقت·
'أورينت برس'
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©