خالد البدري:
لم تكن الرحلة التي قام بها عدد من الإعلاميين إلى مزرعة أبوظبي للدواجن والتي جاءت بناءً على توجيهات سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس مجلس إدارة هيئة البيئة 'أبوظبي' إلا خطوة من الخطوات التي تنتهجها الهيئة للاطلاع على الخطوات التي تتخذها المزارع في تربية الدواجن والتي تتم وفقاً للأطر العلمية السليمة التي تجعل من هذه المزارع المكان الآمن لتربية الدواجن ·
شارك في الرحلة سعادة ماجد المنصوري الأمين العام لهيئة البيئة 'أبوظبي' رئيس سكرتارية اللجنة الوطنية لمكافحة أنفلونزا الطيور والشيخ حامد بن خادم بن بطي آل حامد رئيس مجلس إدارة اتحاد الإمارات لمنتجي الدواجن·
كما شارك في الرحلة عدد من الإعلاميين والصحفيين من الصحف ومحطات التلفزيون ووكالات الأنباء المحلية والعربية تعرفوا خلالها إلى الاحتياطات والإجراءات الاحترازية التي تتخذها الدولة لمنع انتشار أنفلونزا الطيور والتأكد من سلامة منتجات الدواجن المحلية والاطلاع على نظم التربية والرعاية المتبعة في المزارع المحلية وكذلك عمليات الذبح والتجهيز والتغليف·كما تعرف المشاركون في الرحلة أيضا إلى وسائل الأمن الحيوي التي تتبعها مزارع الدواجن المحلية بالدولة للوقاية من كافة الأمراض التي تصيب الدواجن وخاصة مرض إنفلونزا الطيور·
مراحل العمل
وتتبع مزرعة أبوظبي للدواجن مراحل عمل متميزة وعندما تدخل إلى مقر المزرعة الواقعة في سويحان على بعد حوالي 120 كيلو متراً من العاصمة أبوظبي يبدأ التعامل العلمي مع كل من يدخل حماية للدواجن من الأمراض حيث ترش السيارات فور دخولها بمادة تعقيم ثم يرتدي الجميع كمامة وقفازاً فوق الرأس لحماية الدجاج من أي عدوى ·
وتبدأ برامج العمل داخل المزرعة على مراحل فالمرحلة الاولى خاصة بالعناية بالنسبة لصغار الدجاج والبالغ أعمارها من يوم إلى ثلاثة أيام ثم يتم نقل صغار الدجاح حينما تصل أعمارها فوق ثلاثة أيام إلى العنابر الأخرى التي تعتني بها حتى تصل إلى 35 يوماً ومن ثم يتم نقلها إلى عنابر أخرى ليبدأ إما ذبحها للاستهلاك الفوري أو تجميدها·
تعبئة البيض
وتتبع المزرعة أفضل طرق تعبئة البيض آلياً حيث توجد الاجهزة الحديثة التي تأخذ البيض من عنابر الدواجن لتنقله على سيور اوتوماتيكية لتحركه حتى يصل إلى مرحلة طباعة تاريخ التصنيع ومن ثم مرحلة التعبئة في كراتين تمهيداً لنقلها إلى الاسواق ·
ويصل انتاج المزرعة من الدواجن سنويا حوالي مليون و200 ألف دجاجة وحوالي 70 مليون بيضة سنوياً· وأفاد المسؤولون بأن حجم خسائر الدواجن في الدولة بلغ حوالى 20 مليون درهم خلال الثلاثة أشهر الأولى من العام الحالي وانخفض إنتاج الدواجن بنسبة تصل إلى حوالى 30 % فيما لم يتأثر انتاج البيض حيث مازال الاقبال على استهلاك البيض بمعدله الطبيعي،واشار المسؤولون في المزرعة إلى انه لم يتم استخدام أي نوع من أنواع الهرمونات في تربية الدواجن حيث تتبع المزارع كافة البرامج العلمية والتي تطالب بها المنظمات العالمية المعنية بتربية الدواجن لذلك فإن الدواجن خالية من أي مواد هرمونية
الإجراءات الاحتياطية
وأكد سعادة ماجد المنصوري أن دولة الإمارات اتخذت كافة الاحتياطات المتعلقة بمنع انتقال مرض انفلونزا الطيور إلى الدولة من خلال الخطة الوطنية التي وضعتها لجنة الطوارئ الوطنية لمكافحة مرض أنفلونزا الطيور والتي تهدف إلى تحقيق الأمن الصحي من خلال الاستجابة الفورية والفاعلة بتنسيق جهود ومدخلات كافة الجهات المشاركة على مستوى الدولة في جميع مراحل التنفيذ المختلفة·وقال سعادته إن الخطة الوطنية اهتمت بقطاع صناعة الدواجن المحلية من العمل مع منتجي الدواجن وتشديد الرقابة على المزارع ومنافذ التوزيع واتخاذ جميع الإجراءات الاحتياطية لحماية المستهلك والإنتاج الوطني·وأشار إلى أنه تم إغلاق محال الدواجن الحي في المناطق السكنية في إمارة أبوظبي لما تشكله من خطورة على الأوضاع الصحية في حال حدوث أي وباء، كما تم تشديد الإجراءات بالنسبة للطيور السائبة وإجراء المسوحات على الطيور البرية والمهاجرة في المواقع الرئيسية على مستوى الدولة·
الإجراءات الوقائية
وأكد أمين عام هيئة البيئة أن مختلف الجهات في الدولة مستمرة في إجراءاتها الوقائية المتخذة لمواجهة أي احتمالات لتسلل المرض إلى الدولة،مشيراً إلى أن الإجراءات المتخذة تم منع الاستيراد من الدول التي تكتشف بها حالات إصابة وفحص الطيور التي تدخل عبر المنافذ الحدودية للتأكد من خلوها من الإصابة بالفيروس·
ووجه سعادة ماجد المنصوري الشكر للفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة على دعمه في إعداد وتنفيذ الخطة الوطنية لطوارئ أنفلونزا الطيور كما شكر سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان لمتابعته المستمرة في تنفيذ الخطة الوطنية·
مواصفات قياسية
تتمتع الدواجن وبيض المائدة المنتجة محلياً بمواصفات قياسية تجاري كل المنتجات العالمية وخالية تماماً من مسببات الأمراض وتخضع لرقابة صارمة من كافة الجهات الرقابية بالدولة·
هذا علاوة على أكثر من 25 مزرعة صغيرة تنتج حوالي خمسة ملايين فروج و20 مليون بيضة و5000 طن سماد· وبهذا يصل اجمالى إنتاج المزارع من لحوم الدواجن إلى حوالي 40000 طن و يتم استيراد أكثر من 100000 طن لحوم دواجن مجمدة· ويمكن حساب قيمة إجمالى الإنتاج السنوي من الفروج الطازج وبيض المائدة والأسمدة بما يعادل 400 مليون درهم تقريبا·ويصل إجمالي استثمارات صناعة الدواجن في الإمارات إلى المليار درهم إذا أضيفت استثمارات العديد من الصناعات التي تخدم صناعة الدواجن·
صعوبة نقل العدوى
نظراً للتوزيع الجيد لمزارع الدواجن بالدولة والالتزام بالمواصفات والشروط الصحية لمزارع ومسالخ الدواجن التي أعدتها البلديات ووزارة الزراعة ووجود مسافات شاسعة بين المزارع فإن هناك صعوبة لنقل العدوى كما أنه لا توجد أي فرصة لنقل العدوى بفيروس أنفلونزا الطيور أو أي فيروسات أخرى عن طريق الطيور المهاجرة أو الطيور البرية لأن جميع المزارع توجد بعيداً عن خط سير هذه الطيور أو أماكن تجمعها وجميع المزارع مغلقة·
كما أن سرعة التحرك من الجهات المعنية لمتابعة الأمراض الوبائية المعلن عنها من المنظمة الدولية للصحة الحيوانية ومنع الاستيراد من الدول الموبوءة من أهم عوامل الحماية التي تحول من دون دخول الوباء إلى الدولة والمعلومات ونتائج الفحص المختبري للعينات المختارة من مزارع الدولة تشير بوضوح إلى أن الإمارات آمنة وخالية من فيروس أنفلونزا الطيور ولم يسبق أن ظهر في البلاد
عدد اليوم
