1,45 مليون زائر أمضوا 4,6 مليون ليلة فندقية في أبوظبي

سجلت أبوظبي زيادة نسبتها 2% في عدد نزلاء فنادقها العام الماضي، على عكس توجهات الركود التي كانت سائدة في سوق السياحة العالمية. واستضافت فنادق العاصمة العام 2009 ما مجموعه 1.54 مليون نزيل، أمضوا حوالي 4.6 مليون ليلة فندقية. وشهد الربع الأخير من السنة زيادة ملحوظة في عدد النزلاء مقارنة بالسنة السابقة، بلغت نسبتها 16%. وقال مبارك حمد المهيري، مدير عام هيئة أبوظبي للسياحة: “لقد تكلل الربع الأخير من السنة الماضية بنجاح كبير، الأمر الذي يعزى إلى الفعاليات الكبرى التي استضافتها الإمارة وموسم الأعياد، مع توجه واضح لدى سكان الدولة لقضاء عطلاتهم محلياً”. وأشار إلى أن عدد نزلاء الفنادق على مستوى الدولة ارتفع في شهر ديسمبر وحده بنسبة 43% عما كان قبل سنة. وساهمت السياحة الداخلية في تعزيز أداء أبوظبي، حيث شكلت 42% من إجمالي نزلاء الفنادق، أي ما يعادل 650.58 ألف نزيل وزيادة نسبتها 26% عن السنة السابقة. وأوضح المهيري :”ساهم الطلب المحلي بشكل كبير في تمكين أبوظبي من التغلب على التحديات التي واجهها قطاع السياحة العالمي، والتي نجمت بصورة أساسية عن الأزمة المالية العالمية وانتشار مرض أنفلونزا الخنازير”. وأضاف: “فيما كانت السنة الماضية حافلة بالتحديات، كما هي الحال مع بقية الوجهات السياحية حول العالم، فإننا نعتقد أن تسجيل نمو في ظل هذه الظروف ما هو إلا مؤشر واضح على أدائنا القوي في وجه الانكماش العالمي”. وتابع “على المدى الأطول، فقد سجلنا نمواً ملحوظاً في عدد النزلاء، خاصة على مدى السنوات الخمس الأخيرة، وقد تضاعفت الأرقام خلال تلك الفترة من 960 ألف نزيل في عام 2004 إلى 1.5 مليون في عام 2009”. وعلى المستوى الدولي، فقد كانت الأسواق الرئيسية التي جاء منها نزلاء فنادق العاصمة هي المملكة المتحدة بواقع 96.7 ألف نزيل، والولايات المتحدة 67.8 ألف، والهند 61.24 ألف نزيل، وألمانيا 59.7 ألف نزيل، ومصر 43.3 ألف، وفرنسا 34.7 ألف، والسعودية 30.7 ألف، وإيطاليا بواقع 29.6 ألف نزيل. وتابع المهيري: “بدأت الأسواق البعيدة، مثل روسيا والصين، تكتسب المزيد من الأهمية، في الوقت الذي أظهرت فيه أسواق جنوب شرق آسيا نمواً ملحوظاً في الآونة الأخيرة مستفيدة من تعزيز حركة النقل الجوي”. وشملت مؤشرات الأداء الأخرى زيادة واضحة على صعيد مساهمة قطاع سياحة المعارض والمؤتمرات في العدد الإجمالي لنزلاء الفنادق في الإمارة، حيث ارتفعت إلى 10% العام الماضي مقارنة مع 8% في عام 2008. وفي هذا الصدد، قال المهيري: “نتوقع أن يواصل هذا القطاع أداءه القوي، خاصة وأننا نبذل جهوداً حثيثة لتعزيز قدرتنا التنافسية فيه”. وأضاف “يمثل برنامجنا “فرص أبوظبي” أداة فاعلة في هذا المجال، حيث تتولى هيئة أبوظبي للسياحة مهمة الإشراف على الموارد المالية لمساعدة الجهات المتخصصة في تنظيم الاجتماعات والمعارض والمؤتمرات لتنشيط وتحفيز فعاليات الأعمال الجديدة، بما ينسجم مع الرؤية الاقتصادية التي تنتهجها حكومة أبوظبي”. وأكد أن عدداً كبيراً من العوامل الإيجابية ساهم في تحقيق هذه النتائج المشجعة. وأوضح “تشمل هذه العوامل التزام حكومة أبوظبي الراسخ بتنفيذ خطة مدروسة، وإكساب اقتصاد الإمارة المزيد من القوة والحيوية، إضافة إلى الخطوات الواسعة التي قطعناها في مجال تطوير البنية التحتية للقطاع السياحي، بما في ذلك توسيع القدرة الاستيعابية للمطار”. كما ساهم في تلك التطورات الإيجابية وزيادة المساحات المخصصة لإقامة المعارض والمؤتمرات، وإنجاز منشآت فندقية مميزة، والزيادة الإجمالية في عدد الغرف والشقق الفندقية، والذي ارتفع إلى 17.5 ألف غرفة بنهاية العام الماضي مقارنة بـ12.8 ألف غرفة في بدايته. ولفت مدير عام هيئة أبوظبي للسياحة إلى أن قائمة الفعاليات التي تستضيفها أبوظبي أصبحت ترقى الآن إلى أفضل المستويات العالمية في جميع المجالات، ابتداء من المعارض والمؤتمرات وانتهاء بالأحداث الرياضية والثقافية وفعاليات الترفيه والطهي. وأشار إلى أن السنة الماضية شهدت أيضاً تزكية أبوظبي من قبل أطراف ثلاثة مؤثرة بصفتها وجهة مميزة للاستجمام، بما في ذلك تصنيفها ضمن أفضل 10 وجهات سياحية أوصى بزيارتها خلال عام 2010 دليلا السفر الرائدان “لونلي بلانيت” و”فرومرز”. وقال: “الصورة العامة تدل على أننا مقبلون على المزيد من التطور السريع”. وفي الوقت الحاضر، تستهدف هيئة أبوظبي للسياحة استقطاب 1.65 مليون نزيل فندقي في عام 2010، أي بزيادة 10% عن السنة الماضية، وترى أن قطاع سياحة الاستجمام سيلعب دوراً مهماً في بلوغ هذا الهدف. وساهمت الإضافات الأخيرة من الغرف الفندقية في تعزيز العرض وإيجاد بيئة أكثر تنافسية وأفضل قيمة بالنسبة لسياح الأعمال، كما أوجدت أرضية أكثر صلابة لانطلاق المرحلة التالية من المساعي الرامية إلى تعزيز خدمات السياحة الترفيهية. ومن المنتظر خلال عام 2010 إضافة المزيد من الغرف الفندقية في أبوظبي إلى العدد الحالي. وفي الوقت الحاضر، تستضيف الإمارة حفل إطلاق “ملعب شاطئ السعديات للجولف” الذي صممه جاري بلاير، كما ستشهد الشهر المقبل إطلاق ملعب “ياس لينكس” للجولف. وبنهاية العام الحالي، ستحتضن أبوظبي أيضاً افتتاح “عالم فيراري أبوظبي”، مدينة فيراري الترفيهية الأولى والوحيدة من نوعها خارج إيطاليا، والتي ستكون كذلك أضخم مدينة ترفيهية مغلقة في العالم. وخلص المهيري إلى القول: “يتجاوب قطاعنا السياحي بشكل كبير وفاعل مع التحديات والفرص التي تنطوي عليها البيئة الحالية، فالتعاون مستمر في الزيادة، كما أن المزيد من المنتجات والعروض الجديدة يشق طريقه نحو أسواق السفر ويصل إلى المستهلك بصورة مباشرة”. وفيما تواصل هيئة أبوظبي للسياحة دعمها للقطاع عبر جميع برامجها وأنشطتها، قال المهيري إنها تتطلع قدماً إلى عام سياحي ناجح آخر خلال العام الجاري 2010.