الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

محاكمة لظاهرة الدروس الخصوصية

26 مايو 2006
أشواق العود:
إذا كان الجميع مقتنعين بأن الدروس الخصوصية مرض متفش في الجسد التربوي وتشكل عبئا كبيرا على كاهل الأسرة، فلماذا يلجأ الطلاب إلى هذا العبء الثقيل؟ وكيف يمكن محاصرة هذه المشكلة التي تؤرق الأسرة ؟ وكيف يرى الطلاب والمعلمون أبعاد هذه الظاهرة؟·· أسئلة موسمية اعتدنا على طرحها في مثل هذا الوقت من كل عام!
استطلعنا رأي الطلاب فتعددت الأسباب، تقول الطالبة لولوة علي عبيد إنني ألجأ إلى الدروس الخصوصية في مادتين وهما اللغة الانجليزية ومادة الفيزياء وذلك بسبب الصعوبات التي أواجهها في فهم مادة الفيزياء والتي تتطلب مني الجد والوقت الكبير حتى أستوعبها ولكن بدون جدوى وكذلك قصر وقت الحصص المخصصة لهذه المادة فإن وقتها قصير جدا فلا يسع المعلمة شرح الدروس بتفصيل وإعادتها عندما يصعب فهمها مما اضطرني للجوء للدروس الخصوصية، وتمثل مادة الانجليزي صعوبة في فهم القواعد وكتابة المواضيع 'لأننا تأسسنا خطأ' ولضمان مستقبلنا الدراسي يجب أن نأخذ دروسا خصوصية·
مشكلة الغياب
ويشير الطالب سالم عبدالله إلى أن مشكلة الغياب سبب رئيسي للبحث عن الدروس فيقول: أغيب بشكل مستمر ومتكرر عن المدرسة هذا ما دعاني لأخذ دروس خصوصية، فالدروس التي تفوتني يصعب على المعلم إعادة شرحها لي، ويسهل تلقيها من المدرس الخصوصي لأنه يشرحها لي ببطء وتأن حتى أفهمها بشكل تام على الرغم من المبالغ المالية الكبيرة التي يطلبها من والدي ولكنه يعطيه خوفا على مصلحتي·
أسئلة الامتحانات
وترى الطالبة مريم محمد أن المدرس الذي يشرح لها الدروس يقدم لها الأسئلة التي تأتي في الامتحانات وإن لم تكن هي بالضبط فإن أسئلتها تكون مشابهة لذلك فإنني أثق في أساتذة الدروس الخصوصية لأنهم يقدمون خدمة كبيرة لقاء الأجر الذي يطلبونه· وتؤكد أنها تأخذ دروسا في جميع المواد ما عدا مادتي التربية الإسلامية والجغرافيا·
ويقول الطالب محمد علي أحمد: إنني من الطلاب المجتهدين والأوائل على مستوى منطقة الفجيرة التعليمية، ولا أنكر أنني دائما ما ألجأ إلى الدروس الخصوصية وحضورها بشكل مستمر لأنها توفر للطالب مناخا تعليميا خصبا بعد حضور الحصص في المدرسة فإن معلوماتنا التي نتلقاها من معلم المدرسة يسعى مدرس الدروس الخصوصية إلى تثبيتها والإضافة عليها بخبرته الواسعة وقدرته على إعطائنا الوقت الكافي·
نصب واحتيال
أما الطالب محمد علي فيؤكد أنه لا يفضل الدروس الخصوصية، ولا يفكر في يوم من الأيام اللجوء إليها وذلك لأنها عبارة عن نصب واحتيال لأن بعض الأساتذة غير المتخصصين في هذا المجال يسعون فقط وراء المال، في حين أن ما يقدمونه للطلبة يعد مستواه أقل من مستوى المدرس المتخصص في نفس المجال، وأضاف أنه عندما يستعصي عليه أحد الدروس، فإنه يلجأ إلى أحد أقربائه أومن يثق فيهم ودائما ما يقوم بحل أسئلة الامتحانات السابقة·
يجب محاصرتها
ويؤكد الدكتور عبد اللطيف حيدر عميد كلية التربية بجامعة الإمارات العربية المتحدة- أن الدروس الخصوصية تعتبر مشكلة يعاني منها قطاع التعليم في دولة الإمارات وجوانبها متشعبة ولا يقع إثمها على جهة معينة دون الأخرى بل إن الطالب مسؤول بسبب إهماله والمعلم أيضا تقع على عاتقه مسؤولية كبيرة في توصيل المناهج الدراسية كما ينبغي للطالب· كما أن المناهج الركيكة في دولتنا جزء مهم من هذه المشكلة، فضلا عن أن أحد الأسباب الرئيسية التي دعت هذه الظاهرة للتفشي في المجتمع، هو اتخذها من جانب بعض الأهالي كأحد مظاهر التباهي لكونهم يتعاملون مع أكثر من أربعة مدرسين في البيت الواحد تقريبا فالمشكلة يجب محاصرتها من جوانبها المتعددة·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©