السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

جزاء سنمّار

26 مايو 2006

فُطرت الأنفس على حب من أحسن إليها، فالإحسان إلى الناس يستعبد قلوبها، وقد أوصى ربنا تبارك وتعالى في كتابه العزيز بمقابلة الإحسان بمثله فقال عز وجل: (هل جزاء الإحسان إلا الإحسان)صدق الله العظيم - الرحمن
أما أن تتجاهل فضل الناس وأقدارهم ومنازلهم وإنجازاتهم، فذلك نكران للجميل، ومن أروع الأمثال التي يضرب بها العرب المثل للمحسن الذي يكافأ بالإساءة قصة سنمّار، الذي أحسن في عمله وتفانى فيه فكان جزاؤه أمرا فضيعاً! ترى ماهي قصة سنمار هذا؟ وماذا كان جزاؤه؟
يُحكى ان سنمار كان مهندسا رومي الأصل، وكان مشهورا في بنائه الحصون والقصور للملوك فبنى القصر الشهير والمعروف باسم 'الخَوَرْنقْ' والذي اعجب به العرب فذكروه في كثير من أشعارهم، وأبدع سنمّار هذه التحفة وبناها للملك النعمان بن امرىء القيس، وقد بُني القصر على نهر الفرات عند الكوفة في أرض العراق، والمعماري المبدع - وكل إنسان متميز - يحب عمله ويسعى جاهدا ان يظهر بصورة تسر الناظرين، فكان سنمّار المعمار يبني من القصر مدة من الزمن، ويغيب عنه مدة اخرى وذلك حتى يطمئن البنيان ويتمكن فيكون قويا وثابتا، الى أن أتقن سنمّار صنعته وبنائه وأتمه في مدة عشرين سنة، فكان هذا الصرح الشامخ - قصر 'الخَوَرْنقْ'- آية في الجمال، ولو بقي الى يومنا هذا فلعله زاحم أحد عجائب الدنيا السبع·
وعندما جاء تدشين القصر وافتتاحه حضر الملك النعمان بن امرئ القيس يصحبه المبدع سنمار المعمار، يشرح له ويعرض عليه انجازه الذي اخذ جزءاً ليس بالقليل من زهرة عمره، فصعد الملك النعمان وسنمار المعمار اعلى القصر، فأخذ الملك ينظر الى البر والنهر، منظر يطل على لوحة حية خلابة من ظباء تسرح وتمرح في البرية، واخرى يتبعها الصيادون، وغناء ملاحين اسفل القصر يصطادون الاسماك من نهر الفرات، واصوات الحدادة التي تطرب الآذان وتهز الاشواق، مناظر تدخل البهجة في النفوس، ولما رأى سنمار المعمار من الملك النعمان الفرح والسرور اراد ان يزيد في سعادته - وبحسن نية وظن - اطلع الملك على انجاز هندي فريد من نوعه، كان قد جعله اعجوبة في القصر، فماذا كان هذا الأمر العجيب، وماذا جرى فور معرفة الملك بالأمر واطلاعه عليه؟
هذا ما ستعرفونه لاحقاً··
منصور محمد المهيري
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©