الجيل السابق كان جيلاً رائعاً، كان جيلاً مكافحاً، وكان جيلاً على خُلق، ونحن لا نقول ذلك حتى نقلل من أهمية ودور الجيل الجديد، بل على العكس فالحقيقة أن لكل جيل زمانه ووقته، ولكنني كنت أقصد أن أعقد مقارنة ولو بسيطة في حكاية صغيرة حدثت ذات يوم·
كانت مجموعة من الأهل مدعوة عند أقاربهم، اجتمعوا وتحدثوا كالعادة ووضعوا بعدها بعض الأطعمة على الطاولة، كان معهم طبعاً بعض الأولاد الصغار، حاول بعضهم أن يبدأ قبل الجميع فنظر إليهم والدهم نظرة واحدة فرفعوا ايديهم عن الطعام مدركين أن والدههم يقول لهم في تلك النظرة: انتظروا 'عيب عليكم'· فما كان من صاحب البيت إلا أن عاتبه قائلاً كيف تحرم الصغار من الأكل بكلمات حادة، أدرك فيها الصغار مدى الخطأ الذي ارتكبوه وان ذلك ينم عن عدم تربية جيدة لهم، فأشفقوا على والدهم من ذلك التأنيب الذي وُجه إليه بسبب تصرفاتهم· طأطأ هؤلاء الأولاد رؤوسهم خجلاً على الرغم من صغر سنهم، وساد المكان لحظات صمت، ولكن هذا الإشفاق من جانبهم قابله نظرة إكبار من الجميع بمن فيهم والدهم انه استطاع أن يربي جيلا يسمع الكلام في أقل الأمور أهمية، وانه يتفهم من نظرة واحدة ويطيع بكل أدب واحترام، فقد اعتبر الوالد ان ذلك أغلى من كنوز الدنيا·
وإني أترك للقارئ أن يلمس الفرق اليوم بين ما نشهده هذه الأيام ويقارن بين الماضي والحاضر حتى يقارن بين الجيلين في أمور مختلفة·
هاني سعيد - أبوظبي
عدد اليوم
