السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

عزف على إيقاع الطبول

26 مايو 2006

يتجرد سكان المناطق الجبلية في الدولة من إدخال الآلات الموسيقية والنفخية الى فنونهم الشعبية بالمقارنة مع الفنون الشعبية في دول الخليج، إلا من الطبل فهو الآلة الوحيدة التي تنسج الفنون في تلك المناطق متمثلاً بلعبة الطبل (الرواح) وأنواع الرزيف والفنون البحرية في مشهد لافت الى الإحساس في مجتمع يمثله الحضر والبداوة، فكان من أهم مقتنياتهم التي يتباهون بها (ويبدو أكثر وضوحاً في بيوت البداوة) وجوده معلقاً على مرأى من الزوار الذين يتبادلون في الزيارات ويمتنعون عن ارتشاف فنجان القهوة إلا بعد الطرق عليه، وأيضاً في حال البيع والشراء يسخن السجال الذي يسبق الاتفاق على المبلغ السخي التي تطرحه التقاليد في سرعة بين (10 الى 30) ألف درهم إماراتي، تضيف الى خصوصيته في المظهر الخارجي الذي يكون مخوصراً ويتسع من جوانبه، وتبرز نتوءات على سطحه الخارجي، ومزخرفة بالأزميل وبعد الانتهاء يدهن بالحل الذي يكسبه اللون، واشتهر في صنعه الحرفيون الذين يسكنون المرتفعات الجبلية فيختاره من أخشاب السدر أو القرط التي تجود بها البيئة المحلية، وبعد نحته يثبت على جوانبه جلد ماعز لزوجين مختلفين مكوناً من ذكر وأنثى يثبت كل في طرف، ويشد بخيوط مصنوعة من صوف الماعز تضفي على المنظر الخارجي سحر الجمال مهيأة الطرق عليه بواسطة النقر بالكف وهي تبعث بين أوساط الحاضرين جواً من البهجة والسرور، وإذا كان عند أهل الخليج أنواع من الطبول مثل الكاسر والرحماني وغيرها فالمعادلة في رؤوس الجبال مختلفة تماماً فلديهم طبل وليس سواه إيقاعه مكون من نقشة وأخرى مجامل أو خلفة·
وتماشياً مع العرف تميزت كثيراً منها وذاع صيتها في المجتمع لأصواتها الحادة، فعندما يعلن أصحابها بالمشاركة في مناسبة احتفالية يحرص أصحاب الطبول التي لا تحظى بشهرتها الى مقارعتها، وذلك حباً للتباهي بطبولهم لدى المشاركة معها التي تجلب شهرتها أعداد الطبول وقد تصل في بعض المناسبات في فن الرواح الى (40) طبلاً يأتي بها أصحابها، من شتى الاتجاهات غير آبهين من وعورة الطرق يمرون على التلال الجبلية التي يقطنها أصحاب المناسبات سيراً على الأقدام وبالسيارة·
فتحية لأصحاب هذه الطبول على دورهم في جمع أبناء القبائل على الألفة والتعاون في المناسبات الاحتفالية من مختلف أطياف سكان رؤوس الجبال من الشحي والحبسي والظهوري والشميلي· وجرت العادة بسبب شهرتها أن تحظى على ألقاب توارثوها أباً عن جد لتبث الفرحة والسرور بالإيقاع الرازم كالطبل الملقب باسم الييهل، الموقوع، لهيتي، لغبيتي، المخزور، الصم، الذبي وبشهادة على دورها الفني دفعني هذا الاختيار في إبرازه للقارئ الكريم لكي يكون على بينة من هذا الكنز المفعم بثقافة المكان·
عبدالله الشحي
خورفكان
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©