الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

قتلة أبوخضير يعترفون بجريمتهم وعباس يتعهد بمحاسبة إسرائيل في المحاكم الدولية

قتلة أبوخضير يعترفون بجريمتهم وعباس يتعهد بمحاسبة إسرائيل في المحاكم الدولية
8 يوليو 2014 11:51
اعترف 3 من اصل 6 مشتبه بهم من المتطرفين اليهود بقتل وحرق الفتى الفلسطيني محمد أبوخضير الأربعاء الماضي في القدس الشرقية المحتلة، وقاموا بإعادة تمثيل مسرح الجريمة أمام محكمة في بتاح تكفا في شمال شرق تل أبيب، وذلك وفق ما اعلن مصدر مطلع على الملف اشترط عدم الكشف عن اسمه لوكالة «فرانس برس». بينما ذكرت القناة العاشرة لـ»التليفزيون الإسرائيلي» أن المتهمين الثلاثة أخبروا المحققين «أن قتل أبو خضير كان عملا سهلا انتقاما لخطف وقتل ثلاثة مستوطنين في الخليل بالضفة الغربية المحتلة في 12 يونيو الماضي، وأنهم أقدموا على حرقه كي يتطاير رماده في جبال القدس إمعانا في التنكيل». وكانت الشرطة اعتقلت الأحد 6 متطرفين يهود تتراوح أعمارهم بين 16 و22 عاما من بلدة بيت شمس القريبة من القدس، في إطار عملية التحقيق في خطف وقتل الفتى أبوخضير الذي اظهر تقرير التشريح الأولي وجود آثار دخان في رئتيه، وهو أمر يعزز فرضية حرقه وهو على قيد الحياة. ورغم أن تفاصيل القضية تخضع لأمر حظر نشر مشدد، قالت مصادر «إن 3 من الموقوفين اعترفوا أيضا بمحاولة خطف الطفل الفلسطيني موسى زلوم (9 سنوات) قبل يوم على خطف أبو خضير في حي شعفاط، لكن تدخل والدته حال دون ذلك». وقال موقع صحيفة «يديعوت احرونوت» الإلكتروني «انه يشتبه في انتماء المعتقلين الستة إلى منظمة إرهابية، وهم متهمون بالخطف وبقتل قاصر وحيازة أسلحة بشكل غير قانوني بالإضافة إلى ارتكاب جريمة لدافع قومي». وأوضح محامي المعتقلين انه تم تمديد اعتقال خمسة منهم لثمانية أيام، وخمسة أيام للسادس. إلى ذلك، تعهد الرئيس الفلسطيني محمود عباس أمس باللجوء إلى المحاكم الدولية لمحاسبة إسرائيل على ما تقوم به ضد الفلسطينيين، وقال خلال لقائه بعائلة الفتى محمد أبو خضير «لن نسكت عن هذه الجريمة البشعة، ولن نسكت بعد اليوم على هذه الجرائم التي ترتكب بحق شعبنا وليس فقط جرائم القتل والتعذيب وإنما الاستيطان وهجمات المستوطنين والخطف والاعتداء وقطع الأشجار والاعتداء على المساجد»، وأضاف «هذه القضية وغيرها من القضايا ستصل إلى أبعد مكان في العالم وعند ذلك سيأخذ كل واحد حقه، ولازم نأخذ حقنا». ورد عباس على مطالبة عائلة الفتى أبو خضير بنقل القضية إلى المحاكم الدولية بالقول «راح نروح (سنذهب) إلى المحاكم. هم (إسرائيل) ما بدهم نروح. اللي ما بده يروح على المحاكم عليه ألا يعتدي على الناس». بينما جلس والد الطفل حسين إلى جانب عباس وهو يحمل ملصقا لصورة ابنه. وسعى عباس خلال اللقاء الذي حضره عدد من أفراد عائلة أبو خضير إلى تهدئة الأم التي لم تتوقف عن البكاء، وقال «الله يصبرك يا ستي..الله يصبرك..أنا أعرف جيدا ما مدى صعوبة فقدان الأم لابنها، لكن نحتسبه عند الله وهذا قضاء الله لابد أن نتحمله برضا..الله يعوضك ويصبرك». وقال عباس «مقدر علينا أن نمر بهذا الطريق وأن نبذل جهدا ودما لكن للأسف نحن نتعامل مع ناس لا يفهمون الإنسانية ولا يفهمون معنى هذه الإنسانية»، وأضاف «الحادث الذي تعرض له حبيبنا الشهيد محمد للأسف الشديد يذكرنا بأشياء ويذكرهم بأشياء حدثت في التاريخ وكان المفروض ألا يفعلوا هذا لأنهم عانوا من المذابح والقتل. المفروض ما يحطو همهم في الضحية وإذا كانوا هم الضحية ما نكون احنا ضحية». كما خاطب عباس الفتى طارق أبوخضير الذي ما زالت آثار التعذيب الذي تعرض له خلال اعتقاله بادية على وجهه قائلا له «لقد حاولوا تشويهك ولكن ستبقى رغم هذا الاعتداء أفضل منهم، وأضاف «إن شاء الله سيكبر طارق وسيطالب بالسلام لأننا نفهم بالسلام والعدل أكثر منهم». مؤكدا عزمه على الانضمام إلى مزيد من المنظمات الدولية، وقال «سنمضى على عدد آخر من المنظمات والاتفاقيات الدولية وسنتابع تفعيلها لأن التوقيع وحده لا يكفي دون المتابعة والتفعيل وسترون ذلك في الأيام القادمة». من جهته، اتصل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمس بوالد أبو خضير لتقديم تعازيه، والتعبير عن غضبه من الجريمة الشنيعة بعد يوم من تأكيد قوات الأمن اعتقال المتورطين في الجريمة. ونقل بيان عن نتنياهو قوله لوالد الضحية «أود أن اعرب عن صدمتي وصدمة الإسرائيليين من جريمة قتل ابنك الخسيسة»، وأضاف «عملنا فورا لإلقاء القبض على القتلة وسنقدمهم للمحاكمة وسيطبق عليهم القانون بحذافيره»، وتابع مؤكدا «نرفض كل التصرفات الوحشية أيا كانت وقتل ابنك عمل شنيع لا يمكن لأي إنسان أن يقبل به». وأضاف نتنياهو «أن المجتمع الإسرائيلي يلفظ هؤلاء المجرمين، وبالتالي على السلطة الفلسطينية أن تتحمل مسؤولية العثور على قتلة المستوطنين الثلاثة مثلما قامت قوات الأمن في إسرائيل باعتقال المشتبه فيهم بقتل أبو خضير في غضون أيام معدودة»، وأضاف «انه لا يفرق بين التحريض داخل إسرائيل سواء كان صادرا عن يهود أم عرب»، ومؤكدا انه لن يتم تمكين المتطرفين من تفجير الأوضاع في المنطقة وسفك الدماء. فيما أعلن وزير الدفاع موشيه يعالون أنه يجب التعامل مع قتلة الفتى الفلسطيني كـ»إرهابيين»، وقال في تغريدة على موقع «تويتر» للتواصل الاجتماعي «أشعر بالخجل والترويع من القتل الوحشي للصبي أبو خضير.. هؤلاء القتلة الوضيعون لا يمثلون الشعب اليهودي ولا قيمه ويجب التعامل معهم كإرهابيين»، ودعا إلى ضرب مرتكبي هذه الأعمال ومدبريها بيد من حديد. من جهة ثانية، وبعد أن أمرت محكمة إسرائيلية الأحد بإخلاء سبيل الأميركي الفلسطيني طارق أبو خضير (15 عاما) ابن عم الضحية الذي أثار ضرب الشرطة له في القدس الشرقية قلق الولايات المتحدة، قالت وزارة الخارجية الأميركية إن بوسع طارق العودة إلى فلوريدا مع أسرته هذا الشهر إذا تمت التحقيقات على وجه السرعة. وكانت تواصلت المواجهات العنيفة الليلة قبل الماضية بين قوات الاحتلال والمئات من فلسطينيي 48 في عكا والناصرة وعرابة وبلدات النقب ومنطقة المثلث على خلفية الاحتجاجات المستمرة على جريمة قتل وحرق محمد ابو خضير، وقد اعتقلت شرطة الاحتلال 110 فلسطينيين على الأقل نصفهم من القاصرين. وانطلقت التظاهرات انطلقت في أماكن عديدة في الأراضي المحتلة عام 48، حيث قام عدد من الشبان بإغلاق شارع طمرة عكا ورشقوا سيارات الشرطة بالحجارة، وتم اعتقال 11 متظاهرا، كما تم اعتقال 40 متظاهرا في مدينة الناصرة بعد صدامات مماثلة. وتظاهر الآلاف في بلدة عرابة البطوف. وفي القدس المحتلة، استمرت المواجهات في ضواحي المدينة وبلدات شعفاط وأبو ديس والعيزرية والرام واحياء الشيخ جراح وسلوان وقرب باب العامود وباب حطة في البلدة القديمة وشهدت المدينة حملت اعتقالات واسعة طالت عشرات المقدسيين. بينما فرضت شرطة الاحتلال قيودا مشددة على دخول المصلين من النساء والرجال ممن تقل أعمارهم عن 35 عاما إلى المسجد الأقصى المبارك. (القدس المحتلة - الاتحاد، وكالات)
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©