"المحرقة" سياسة الأهلي في صفقات اللاعبين

أحمد عبد المطلب:
اتبع النادي الأهلي سياسة غريبة ومثيرة للجدل في مطلع التسعينات لمواجهة منافسيه والتغلب عليهم لحصد الألقاب والبطولات المحلية ليس في الملعب بطبيعة الحال ولكن خارجه··واعتمد بشكل أساسي على خطايا نظام الاحتراف الذي تم تطبيقه في تلك الفترة وحتى الآن لبسط سيطرته وفرض كلمته على الكرة المصرية مستغلا ضيق ذات اليد لدى غالبية الأندية الفقيرة إلى جانب تحول ولاء اللاعبين إلى المال من دون النظر إلى لون القميص وظهور فئة المنتفعين من عمليات بيع وشراء اللاعبين الذين ارتدوا فيما بعد زي الوكلاء والسماسرة·
ولجأ الأهلي إلى تجريد الأندية المنافسة من قوتها الضاربة وخطف أفضل لاعبيها عن طريق عروض يسيل لها اللعاب لضرب استقرارها ووحدتها من دون أن يكون في حاجة لهؤلاء اللاعبين وتكون النتيجة في النهاية كما وصفها طارق سليم مدير الكرة بالأهلي في فترة التسعينات أن فريقه يفوز لأنه أعور وسط العميان ولأنه يملك بضاعة لا تتوافر لدى باقي التجار·
وهذا الموسم أقدم الأهلي على عقد ست صفقات حتى الآن كان آخرها تعاقده مساء الخميس الماضي مع أحمد صديق الظهير الأيمن لأسمنت أسيوط لمدة خمس سنوات··ومع الناشئ محمد عبد الستار لاعب فريق الغردقة لمدة خمس سنوات أيضا··ومن قبلهما تعاقد مع رامي ربيع وطارق سعد من الشرقية للدخان بالإضافة إلى ثنائي الزمالك طارق السعيد ومحمد صديق··وهناك محاولات جادة يجريها الآن المهندس عدلي القيعى مدير التسويق والاستثمار بالأهلى لضم محمد أبو العلا لاعب وسط الزمالك الذي انتهى عقده هذا الموسم ويستخدم القيعي صلة القرابة التي تربط بين أميرعبدالحميد حارس مرمى الأهلي مع أبو العلا والأول زوج أخت الثاني وكل المؤشرات تشير إلى أن أبو العلا سيكون اللاعب الثالث الذي سينتقل من الزمالك إلى الأهلي هذا الموسم·
وأعلن الأهلي تعاقده مع أحمد صديق جناح أيمن فريق أسمنت أسيوط لمدة خمس سنوات في صفقة انتقال حر بعد انتهاء عقد اللاعب مع ناديه ووقع رسمياً على عقد انضمامه للفريق الأحمر··وأقدمت إدارة النادي على شراء لاعبها السابق الذي لعب بين صفوف فريق الشباب قبل أربعة مواسم لغلق الباب أمام الزمالك الذي كاد أن يضمه من دون الاهتمام بمسألة مشاركته في المباريات من عدمه·
وعلى الرغم من أن الأهلي يدرك تماماً أن الموسم المقبل الذي ينطلق فى 3 أغسطس المقبل سيكون الأخير الذي تطبق فيه قائمة الـ30 لاعباً لكل نادٍ وأن قائمة الـ25 ستعود في الموسم بعد المقبل إلا أنه مضى في سياسته التي لم تتغيرعلى أساس أن هناك أماكن فارغة في القائمة الحالية بعد اعتزال سيد عبد الحفييظ وهادي خشبة إلى جانب المستبعدين الذين سيحددهم الجهاز الفني مع نهاية الموسم الحالي·
وبدأ الأهلى عملياً سياسة ضرب استقرار منافسيه مع أول حالة بالقضاء على خطورة الزمالك وقوته بخطف رضا عبدالعال في فترة التسعينات ومعه انفرط عقد الفريق الأبيض لمدة ثماني سنوات ظل فيها الدوري أحمر اللون·· وعاد وكرر نفس السيناريو مع دخول الألفية الثالثة وأقدم على شراء عدد كبير من لاعبي الأندية الأخرى لحرمان المنافسين منهم من دون أن يلتفت إلى حاجته الأساسية وكان هدفه حرمان الزمالك ومن بعده الإسماعيلي من التعاقد مع النجوم الجدد بعد أن أدرك أن الكفة باتت تميل لمصلحتهما وبالتحديد الإسماعيلى ذلك القوة الجديدة ولم يكن هناك حل الا بخطف خالد بيبو وقتها لكي يضمن فراغاً مؤثراً في صفوف الدراويش إلى جانب عدم انضمامه للزمالك··ولم يكن بيبو هو اللاعب الوحيد بطيعة الحال وشهدت تلك الفترة شراء الأهلي لعدد كبير من اللاعبين كان من بينهم رضا شحاتة أفضل لاعبي المنصورة في هذا التوقيت وأتى به أيضا خشية أن يتعاقد معه الزمالك واستخدم شوقي غريب المدير الفني للمنتخب الشباب والأولمبي لضم غالبية نجوم المنتخبين ومنهم أحمد أبو مسلم وأبو المجد مصطفى من مزارع دينا وحسين أمين من الدخان ومن قبلهم كان أشرف أمين من السويس وسعيد عبد العزيز من غزل المحلة وكلها اسماء جاءت ورحلت من الأهلي من دون أن تتاح لها فرصة اللعب·
ومع بداية الموسم الحالي واصل الأهلي شراهته لشراء اللاعبين وتعاقد مع أحمد حسن من الشرقية للدخان الذي ظهر دقائق معدودات في بعض المباريات ومحمد عبدالله من الإسماعيلي وعمر سماكه من الترسانة وكلاهما انتقل بعد اشتباكات مع الزمالك الذي حصل على توقيع اللاعبين ومع ذلك خطفهما الأهلي في لحظات وأعد سيناريوهات غريبة بتهريب أحدهما واخفاء الآخر وهى تصرفات يستنكرها النادي الأحمر إذا ما حدثت ضده من غيره ومع ذلك يقدم عليها·
أما أكوتي مانسا فأتى به من المصري وكان التعاقد مقابل 11 مليون جنيه لمجرد أن مرتضى منصور رئيس نادي الزمالك زايد على الصفقة··ونفس الحال كان مع حارس مرمى الزمالك السابق نادر السيد الذي أتى به ليكون ضيفاً دائماً على مقاعد البدلاء ولم يدخل قائمة الـ18 في أي مباراة الا قليلاٍ والمباراة الوحيدة التي شارك فيها كانت أمام الإسماعيلي في الأسبوع الأخير بالدوري وظل احتياطياً مع أمير عبد الحميد للحارس الأساسي عصام الحضري· وعلى مدار الموسمين الماضيين استطاع الأهلي القضاء على خطورة الإسماعيلي تماما بعد أن حرمه من أربعة لاعبين أساسين بطرق مختلفة 'بركات وإسلام الشاطر وعماد النحاس ومحمد عبدالله'··وجاء الدور على الزمالك بضم لاعبيه طارق السعيد ومحمد صديق وكلاهما لا يضمن اللعب في ظل وجود محمد عبد الوهاب وجيلبرتو في مركز السعيد وتامر النحاس في مركز صديق·
شروط إذعان!
وحتى أن اللاعبين المستبعدين من صفوفه أو المحترفين بالخارج لم يتركهم الأهلي في حالهم ووضع لهم شروطاً مجحفة توصف بأنها شروط إذعان لضمان عدم الانتقال إلى الزمالك فيما بعد··وكان من بينهم خالد بيبو وأحمد بلال المحترف بتركيا وحسام غالي لاعب توتنهام الإنجليزي وأحمد أبومسلم لاعب ستراسبورج الفرنسي··والأول أعاره للمصري البورسعيدى واشترط صراحة عدم تعاقده مع الزمالك أو الإسماعيلي والسماح له باللعب لأي نادٍ آخر··أما بلال وغالي وأبو مسلم فاشترط عليهم العودة لصفوف الأهلي في حال انتهاء مشوار احترافهم بالخارج لحرمان منافسيه من التعاقد معهم··وفي نفس الوقت أقدمت إدارة الأهلي على خطوة معاكسة تماماً لخطف لاعبي الفرق المنافسة والتفت عن طريق عقود الاحتراف المضروبة في الخارج لضم اللاعبين وفعلت ذلك مع عماد النحاس لاعب الإسماعيلي الذي ترك الإسماعيلي عدة أسابيع للاحتراف بالسعودية وجاء منها إلى صفوف الأهلي كما استخدم النادي ثغرة وخطف إسلام الشاطر من الزمالك·
أما فيما يخص لاعبيه الحاليين فالنادي لا يترك أي مساحة أمام المنافسين للتفاوض معهم ويحرص دائما على تجديد عقود اللاعبين القدامى قبل أن تنتهي عقودهم بأكثر من سنة كاملة كما حدث مع أحمد السيد ووائل رياض رغم أن عقديهما ينتهيان مع نهاية الموسم الحالي ··كما بدأ من الآن في اجراء مفاوضات مع اللاعبين الذين تنتهي عقودهم في نهاية الموسم المقبل وهم عماد النحاس ومحمد شوقي وإسلام الشاطر ومحمد بركات وبذلك ضمن ألا يكون هناك مزايدة عليهم·
ويبقى في النهاية التأكيد على أن المشكلة الأزلية لمنافسي الأهلي خاصة الزمالك تكمن في الخلافات بين أعضاء مجلس الإدارة ويدفع فريق الكرة الفاتورة في النهاية بتردي النتائج·