محمد حامد (دبي)
بعد 34 عاماً من تتويج الأب كيكي روزبيرج بلقب بطولة العالم للفورمولا - 1 ما زال الابن نيكو روزبيرج يحلم بالحصول على لقب بطولة العالم للمرة الأولى في مسيرته بعالم الفورمولا، ويبدو أن التتويج المتأخر بالألقاب، وتذوق طعم المجد في مرحلة عمرية كبيرة هو الصفة التي تجمع بين الأب والابن.
فقد توج كيكي روزبيرج بلقب بطولة العالم للفورمولا - 1 عام 1982 وكان يبلغ حينها 34 عاماً، بل إنه بدأ في خوض سباقات الفورمولا - 1 وهو في الـ 29، وها هو الابن يقترب من مجد الأب وهو يبلغ 31 عاماً، مما يؤشر إلى أنهما يمتلكان قوة الشخصية والصبر، والثقة في أن اللقب سوف يبتسم لهما بعد محاولات عدة.
وهناك شيء آخر يجمع بينهما، وهو أن الصحراء كانت مصدر الإلهام و«وجه السعد» على الأب، وهي على الأرجح ستكون كذلك للابن، فقد توج كيكي بلقب بطولة العالم، أو بالأحرى حسم اللقب عام 1982 في صحراء نيفادا الأميركية، وها هو نيكو روزبيرج يقترب من الحسم في أبوظبي لتظل ذكرى رائعة لكل منهما على الرغم من بعد المسافة بين نيفادا وأبوظبي، وامتداد الفترة الزمنية بين مجد كيكي، وحلم الابن إلى أكثر من 30 عاماً.
روزبيرج الأب فلندي حرص على تعليم الابن لغات عدة، وهو الآن يجيد الإنجليزية، والفرنسية، والإيطالية، والإسبانية، فضلاً عن الألمانية، ولكنه لا يتحدث الفنلندية، وهي مفارقة تثير الانتباه، وكشف الأب عن السر في ذلك، فقال إن اللغات التي يجيدها الابن هي الأكثر نفعاً له في مشواره الاحترافي، وفي علاقاته بالوسط الرياضي بشكل عام أكثر من الفنلندية التي لا تعد واحدة من اللغات الرئيسة في العالم.
وفي بدايات مشواره في عالم سباقات السيارات خاض روزبيرج الابن المنافسات تحت العلم الفنلندي وكذلك الألماني، ولكن الاتحاد الدولي للسيارات قرر إلزامه بأن يخوض السباقات باسم دولة واحدة، فكان اختياره لألمانيا وذلك في بدايات دخوله سباقات الفورمولا-1 على وجه التحديد، حيث تلزم القواعد السائق الذي يحمل أكثر من جنسية أن يخوض المنافسات تحت علم دولة واحدة. روزبيرج لديه رقم قياسي خاص قد يكون سبباً في شعوره بالفخر، وشعوره بالحزن في نفس الوقت، فقد فاز بـ 23 سباقاً في بطولات العالم للفورمولا - 1 منذ بدايات احترافه عام 2006، ولكنه لم يتوج ببطولة العالم، وهو السائق الوحيد في التاريخ الذي يملك هذا العدد من الانتصارات في السباقات دون أن يفوز بلقب بطولة العالم.
وبالنظر إلى آخر 3 مواسم، فقد تطور أداء روزبيرج كثيراً، وحقق نتائج وأرقاما هي الأفضل في مسيرته الاحترافية، فقد حل سادساً عام 2013، وثانياً عام 2014، وكرر نفس الإنجاز وحل ثانياً الموسم الماضي محققاً 322 نقطة، وها هو يحقق الأرقام الأفضل طوال مشواره بعالم الفورمولا - 1 الموسم الحالي، فهو صاحب المركز الأول برصيد 376 نقطة محققاً الفوز ب 9 سباقات في أستراليا والبحرين والصين وروسيا وجولة أوروبا، وكذلك في بلجيكا، وإيطاليا، وسنغافورة، واليابان.
وأشارت تقارير صحفية عالمية أن الأب كيكي روزبيرج لن يكون موجوداً في أبوظبي لمشاهدة اللحظة الأهم في مسيرة الابن، والتي تعيد له لحظات المجد وذكريات التتويج باللقب عام 1982، حيث يفضل الأب متابعة روزبيرج الابن من بعيد، وهو لم يحضر غالبية سباقات وجولات الموسم، ومن ثم يفضل ألا يكون حاضراً على نحو مفاجئ في السباق الحاسم، ويبدو أنه يفضل مشاهدة السابقات عبر الشاشات من مقر إقامته في موناكو.
عدد اليوم
