جديد جونتر جراس

لفت الروائي الألماني الشهير الحائز على جائزة نوبل للآداب جونتر جراس الأنظار وأثار الاهتمام من جديد بمناسبة تأليفه كتاباً جديداً يحمل عنوان ''رحلة من ألمانيا إلى ألمانيا''· والكتاب هو عبارة عن مذكرات بدأ جراس بتدوينها إثر سقوط جدار برلين عام 0991م وعلى مدى السنوات العشرين التي تلت ذلك الحدث أصبح جراس من أكبر المنتقدين للطريقة التي تمت بها إعادة الوحدة، ويعبر عن مواقفه منها في مذكراته الجديدة· وفي قاعة محاضرات إحدى الجامعات الألمانية قدم الأديب الألماني الكبير قراءة أدبية لكتابه الجديد، حيث كان الجو المثالي للقراءة والنقاش متوفراً للجراس الذي يعرف عنه حبه للنظريات التي تثتثير شتى الآراء؛ ومع ذلك لم تكلل البداية بالحظ، فحتى قبل أن يباشر جونتر جراس بالقراءة انقلب كأس النبيذ وسرح ما فيه فوق المنبر والمخطوطة، فحاول تدارك الموقف قائلاً : بهذه السرعة انعطب النص، انها لبداية رطبة بعض الشيء'' لكن الذي تلى كان أكثر جفافاً، فعلى الرغم من إزالة الأذية بسرعة، تحولت محاضرة جراس إلى ما يشبه إعطاء الدروس دون أخذ ورد، فقد وقف وحده فوق منصة الخطابة ساعة ونصف متواصلة دون استراحة، ودون السماح بمقاطعته بأي أسئلة، ونقل من على المنصة رؤيته للعالم في عام 0991م، وهو تاريخ إعادة الوحدة الألمانية وسقوط جدار برلين، والذي كان اتخذ منه موقفاً سلبياً جداً، ففي أحد نصوص مذكراته يقول: ''المستثمرون الألمان الغربيون ليسوا مهتمين لدى تفقد مصانع ألمانيا الشرقية إلا بالبيع والشراء، ومن المتوقع لدى تنظيم الولايات الشرقية أن يتوجه إلى هناك جيش من رجال القانون الإداريين الغربيين، وهكذا يخدع الناس في ألمانيا الشرقية مرة أخرى''· لكن الكتاب الجديد ليس تحليلاً تاريخياً، إنما عبارة عن مذكرات، لهذا فإن الأحداث السياسية تغمر بعدد كبير من الطرائف الشخصية والرموز الخاصة، مما جعل الإصغاء والتركيز لفترة طويلة أمراً صعباً على غالبية الجمهور· وليس من قبيل الصدف أن تصدر مذكرات جراس في الذكرى السنوية العشرين لسقوط جدار برلين، وخلال أمسية القراءة الأدبية قوبلت نظرية الأديب جونتر جراس بصدى إيجابي واسع النطاق، وبالنسبة إليه بقيت مسألة تقديم كتاب جديد أمراً ثانوياً