السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

غزة على أبواب حرب جديدة وغارات دامية تحصد 9 شهداء

غزة على أبواب حرب جديدة وغارات دامية تحصد 9 شهداء
8 يوليو 2014 10:04
عبدالرحيم حسين، وكالات (رام الله، غزة) شهدت المواجهة بين إسرائيل وقطاع غزة تصعيداً واسع النطاق أمس يهدد بحرب أكبر في المرحلة المقبلة، حيث قام طيران الاحتلال بشن غارات دامية فجرا مما أسفر عن استشهاد 9 فلسطينيين وإصابة 20 آخرين بجروح. وردت الفصائل الفلسطينية بإطلاق عشرات الصواريخ من القطاع على جنوب إسرائيل أدى إحداها إلى إصابة جندي بجروح وإلحاق أضرار مادية واسعة. واتهمت السلطة الفلسطينية إسرائيل بشن حرب على الشعب لتدمير عملية السلام، وسط مطالبة حركتي «حماس» و«الجهاد الإسلامي» جميع الفصائل بالاستنفار، وتوعدهما بالرد. وأمرت الحكومة الأمنية الإسرائيلية المصغرة الجيش بتصعيد العمليات ضد قطاع غزة، وسمحت بتجنيد 1500 جندي احتياط، لكن مع تأكيدها في الوقت نفسه أن هذا القرار لا يعني الحرب أو تنفيذ عملية واسعة النطاق، وقالت مصادر الحكومة «إن الضربات التي ستوجه إلى أهداف حماس ستكون مؤلمة وتتصاعد يوماً بعد يوم حتى يتضح لقادة حماس أن مصلحتهم تتمثل في وقف إطلاق النار». وبث التلفزيون مشاهد لعشرات الدبابات المنتشرة قرب الحدود مع غزة والمستعدة للتدخل في حال شن هجوم محتمل على القطاع، ونقلت القناة العاشرة الخاصة في التلفزيون الاسرائيلي عن مسؤولين كبار «إن حماس بإطلاقها الصواريخ تجاوزت خطا احمر ينبغي أن تدفع ثمنه». واستهدفت الغارات الإسرائيلية مواقع متعددة في رفح ومخيم البريج وأراضي زراعية بالقرب من بركة الشيخ رضوان، وحي الزيتون، وبلدتي بيت لاهيا وبيت حانون، حيث سقط 9 شهداء هم وفق وكالة الأنباء الفلسطينية «إبراهيم البلعاوي، وعبد الرحمن الزاملي، ومصطفى أبو مور، وشقيقه التوأم خالد أبو مور، وشرف غنام، وجمعة أبوشلوف، وإبراهيم عابدين، ومازن الجربا ومروان اسليم اللذين نقلت جثتيهما إلى مستشفى دير البلح أشلاء متفحمة. وقالت مصادر طبية «إن بين الشهداء 5 ناشطين من «كتائب عز الدين القسام» (الجناح المسلح لحركة حماس) سقطوا في غارة جوية على نفق في رفح، وسادس توفي متأثرا بجروحه اثر غارة إسرائيلية أخرى على موقع تدريب»، وأضافت «إن شهيدي الغارة على مخيم البريج ينتميان إلى لجان المقاومة الشعبية ويعتقد انهما من «الجهاد الإسلامي»، وقد تم تشييعهما ظهراً». لكن جيش الاحتلال الإسرائيلي نفى مسؤوليته عن قتل ناشطي «حماس» في غارة جوية، وقال اللفتنانت كولونيل بيتر ليرنر للصحفيين «إن القتلى سقطوا عندما انفجرت شحنات ناسفة في نفق قاموا بحفره». وقال بيان آخر للجيش «إن الغارات استهدفت 11 موقعا إرهابيا ومواقع إطلاق صواريخ في قطاع غزة»، لافتا إلى أنه منذ منتصف ليل الأحد، سقط 68 صاروخا على الأقل أطلقت من القطاع على جنوب إسرائيل وأدى احدها إلى إصابة جندي بجروح طفيفة والحاق أضرار، كما وصل احد الصواريخ إلى مدينة بئر السبع دون إيقاع إصابات. وقال ليرنر «إن إسرائيل تستعد لاحتمال تصاعد القتال على طول حدود غزة واستدعت بضع مئات من قوات الاحتياط»، وأضاف «إن إطلاق مقاتلي حماس الصواريخ يوميا على إسرائيل من غزة يعني رفض سعي إسرائيل لتهدئة الوضع، والجيش يتحدث حاليا عن الاستعداد للتصعيد». وقالت القناة الثانية الإسرائيلية إن الحكومة المصغرة أعطت تعليماتها للجيش بتصعيد عملياته ضد القطاع، وسمحت بتجنيد 1500 جندي احتياط، متوعدة «حماس» بأنها ستدفع ثمن كل هجوم، ولكن مع ذلك لا قرار بالحرب أو تنفيذ عملية واسعة النطاق ضد غزة. وأصيب 7 فلسطينيين في قصف إسرائيلي استهدف مناطق زراعية قرب المجمع الإسلامي في حي الصبرة وسط غزة. وقال أشرف القدرة الناطق باسم وزارة الصحة إن الجرحى بينهم ثلاث فتيات وثلاثة أطفال. وقالت «ألوية الناصر صلاح الدين» في بيان «إن مجموعة تابعة لها نجت من قصف بطائرة استطلاع في بلدة بيت حانون أثناء إطلاقها صاروخين 107 على مستوطنة كرمييا، كما تم استهداف مجموعة أخرى من المقاومين نجت من قصف أطلقته طائرة استطلاع على منطقة السودانية شمال غزة من دون وقوع إصابات في صفوفهم». وتحدثت مصادر فلسطينية عن قيام الجيش الإسرائيلي بتوزيع منشورات تحذر السكان في مناطق شمال قطاع غزة من أن الأنفاق التي يجري حفرها قرب منازلهم تعرض حياتهم للخطر، وحثت المنشورات التي ألقتها طائرات، السكان الفلسطينيين على إبلاغ إسرائيل بوجود الأنفاق عبر الهاتف أو البريد الإلكتروني. وفي المقابل، أعطت «حماس» الضوء الأخضر لسائر الفصائل العاملة في القطاع بإطلاق الصواريخ باتجاه الأراضي الإسرائيلية». وأعلنت كتائب القسام أنها قصفت بعشرات الصواريخ مدناً في جنوب إسرائيل. وقالت في بيان «إنها قصفت مواقع في نتيفوت واوفكيم واسدود وعسقلان بعشرات الصواريخ بعد حوالي ساعة من إطلاق الطيران الحربي الإسرائيلي أكثر من ثلاثين صاروخا على مناطق خالية في محيط مطار غزة الدولي المدمر شرق رفح». ودوت أصوات صفارات الإنذار من غارات في ضواحي القدس وتل أبيب لكن متحدثا باسم الشرطة قال إنها كانت إنذارات كاذبة. ودعت «كتائب القسام» سكان بئر السبع إلى إخلاء منازلهم على الفور، وأطلقت رسالة مصورة مقرونة بشعارات مكتوبة باللغتين العربية والعبرية على موقعها الإلكتروني حذرت فيه المستوطنين في المدينة من البقاء في منازلهم. وأظهرت الرسالة صورا لجرائم إسرائيلية بحق الفلسطينيين شملت صورا لأطفال شهداء ونساء ودمار واسع أصاب منازل الفلسطينيين، وقالت الرسالة «إن هذه الجرائم بمثابة الحكم على المستوطنين بالموت»، مطالبة سكان بئر السبع بالهروب قبل فوات الأوان». وطالبت «حماس» و«الجهاد الإسلامي» الفصائل الفلسطينية بالاستنفار لردع إسرائيل، وشددتا على أن دماء الشهداء الذين سقطوا في الغارات الجوية على غزة لن تضيع سدى. وقال بيان لـ«حماس» «الدم بالدم والذي يشعل النار سيكتوي بنارها»، مطالبا السلطة بتجديد موقفها في لحظة الحقيقة لأنه لا مجال للكلمات الباهتة ولا التبريرات الممجوجة». وقال المتحدث باسم «حماس» سامي أبو زهري «إن اغتيال العدو عددا من كتائب القسام والمقاومة تصعيد خطير والعدو سيدفع الثمن». وقال الناطق باسم «حماس» فوزي برهوم في بيان «نحمل حكومة الاحتلال الإسرائيلي مسؤولية تفجير الأوضاع مع الشعب الفلسطيني باستمرار حماقاتها وجرائمها وانتهاكاتها المتواصلة وسياستها العنصرية والخطيرة وندعو كل أبناء الشعب في كل المدن والقرى والبلدات في كل فلسطين إلى تلبية نداء الوطن والانخراط في هذه الثورة والالتحاق في صفوفها دفاعاً عن الشعب وكرامته ومقدساته والاشتباك مع العدو وبكل قوة وفي كل المحاور». من جهته، اتهم كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات أمس إسرائيل بشن حرب حقيقية على الشعب الفلسطيني بغرض تدمير عملية السلام، وقال «إن الحكومة الإسرائيلية تسير في خطة لتدمير جهود العملية السلمية والتهدئة في غزة لتكريس الاحتلال وضرب السلطة الفلسطينية». وأكد أن القيادة الفلسطينية ماضية في التوجه إلى المؤسسات الدولية بما فيها المحكمة الجنائية الدولية للعمل على لجم اعتداءات المستوطنين والجنود الإرهابية. وطالب بتدخل دولي فوري لمنع تدهور الأوضاع في الأراضي الفلسطينية وتوفير حماية للشعب تكفل وقف التصعيد العسكري الإسرائيلي. وطالبت عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير حنان عشراوي مجلس الأمن بتحمل مسؤولياته في الحفاظ على الأمن والسلم الدوليين والتحرك الفوري لردع العدوان الإسرائيلي على الفلسطينيين، وقالت في بيان «إن عمليات الإبادة العرقية المنظمة ضد الإنسانية التي تقودها حكومة التطرف الإسرائيلية بمعاونة مستوطنيها لن تمر مرور الكرام وعلى المجتمع الدولي الخروج عن صمته المخجل والاستجابة بشكل عاجل لمسؤولياته السياسية والأخلاقية». ودعت الفلسطينيين في هذه اللحظات الحاسمة إلى التكاتف وتوحيد الصفوف في مواجهة جرائم الاحتلال ومخططاته لتصفية القضية والوجود الفلسطيني حتى إنهاء الاحتلال وإقامة دولة فلسطين وعاصمتها القدس.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©