الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

جلال لقمان: مشروع «الرحلة» فرصة ذهبية لصقل مواهب التشكيليين الشباب

جلال لقمان: مشروع «الرحلة» فرصة ذهبية لصقل مواهب التشكيليين الشباب
22 يونيو 2013 21:28
الفن التشكيلي له حضوره المتميز في الإمارات، وقد واكب بناء الدولة ومراحل نهضتها من بداية التأسيس، وأصبح له رواد يحملون لواء تطويره، والسير به على طريق الإبداع، ويعد الفنان جلال لقمان من أعمدة الفن التشكيلي، وهو متعدد المواهب في مجال الرسم والنحت والجرافيك، بالإضافة إلى إبداعه في عالم الفن الرقمي، كما أنه يحرص على القيام بمشروع فريد من نوعه، حيث يقوم برحلة مع مجموعة من الناس لزيارة المواقع الأثرية لينجزوا رسوماً عنها حسب رؤية وانطباع كل واحد منهم، ثم يعرض أهم هذه الأعمال الفنية في الجاليري بأسماء من رسموها. فاطمة عطفة (أبوظبي) - يحدثنا الفنان التشكيلي جلال لقمان عن ملامح من تجربته الفنية، ولأنه يتأثر بالمكان، فقد تساءلنا: ماذا توحي أبوظبي بقديمها من تراث، وجديدها من النهضة الحديثة التي هي عليها الآن بالنسبة له، فيشير لقمان بقوله: “قبل أكثر من عشرين سنة قررت أن أدخل في هذا المجال الصعب، لكننا نحن تحدينا الظروف، وأنا دائماً أشبه مشواري الفني مثل مشوار أهل المنطقة، لأني عندما دخلت عالم الفن كان عالم الفن التشكيلي بالإمارات في حالة “قحط”، شتان بين تلك الأيام والآن، فالماضي، كأنه تشفع لنا خلال هذه الفترة التي مضت، فأصبح لدينا تاريخ وخبرة طويلة، ساعدتني على تطوير نفسي كفنان تشكيلي، كما تطوير الفن نفسه في دولة الإمارات. بين الماضي والحاضر ويضيف لقمان: لقد تغيرت ثقافة وشخصية وشكل الدولة تغييراً كبيراً. ومن الصعب علينا، نحن أهل المنطقة، أن نقارن بين الماضي والحاضر بكل ما لمسناه من إنجازات جميلة، لكن نحن نسعد بالحاضر، ونتطلع إلى المستقبل، من خلال الخطط التي وضعتها القيادة الرشيدة للدولة في كل المجالات حتى تم تنفيذها بأحسن شكل. ونحمد الله الذي أنعم علينا ولم نفرط في هذه النعمة، ولم ننشغل بأمور غير مفيدة، بل أخذناها وادخرناها واستثمرناها في المواطن والمستقبل”. وعن تجربته الخاصة في هذه الفترة من تاريخ الإمارات، يوضح: “لي خبرتي في مجال الفن والثقافة، والتي تكونت مع مرور السنين، وأتذكر لما كنا نرسم يقال لنا ما هذه “الخرابيط”؟ فعلاً هناك العديد من الفنانين الإماراتيين تحدوا الصعاب وأدوا رسالتهم الفنية بأمانة في ذلك الوقت، هؤلاء هم اليوم أعمدة الفن التشكيلي الإماراتي، وهم الذين يعتبرون الحماة لهذا الفن من أن يفقد شخصيته، كنا نبني على خطوات صغيرة وبطيئة، لكن كانت خطوات صامتة ثابتة وكلها ثقة، وهنا نجد فنانين يتصفون بالأمانة على هذه الصنعة حتى ولو بطريقتهم البسيطة والجميلة، منهم على سبيل المثال الفنان عبد القادر الريس أو نجاة مكي، وغيرهما ممن يستعدون لتقديم المساعدة للشباب ورعاية مواهبهم وتثقيفهم دون مقابل، والهدف هو حماية ملامح التراث والبيئة الإماراتية التي يجب أن تظهر بالتشكيل وبأجمل صورة”. ولأن جلال لقمان يبدع في أكثر من مجال في عالم التشكيل، من الرسم والنحت والجرافيك، يبين لنا بأي مجال من هذه الأعمال التشكيلية يهتم أكثر قائلاً: “عندما أبدأ في العمل الفني لا أنتبه إلى الخامات إلى أن تنتهي اللوحة، استخدم المواد اللازمة من حديد أو خشب، إكريلك، بترول وأضيف له الجبس، أهم شيء بالعمل أن تظهر الفكرة أو اللوحة كاملة بالأخير، فلا يوجد أي تخطيط قبل بدء العمل الفني، فهدفي أن أرى الجمال في الصدى، من غير أن أضع لنفسي أي حدود”. وحول اختلاف الرؤية الفنية بين المتلقي والمبدع، وإن كانت قريبة أو مختلفة عن رؤية الفنان في دلالة العمل بعد إنجازه وعرضه، يقول لقمان: “عندما أنتج عملاً يكون نتيجة لرؤية معينة أثناء العمل الذي يبدأ كمن يزرع البذرة أثناء الشغل على العمل إلى أن يصل لفترة من النضوج وتأخذ تشكلاً متكاملاً، وبالأخير الشعور الذي بدأ من الفكرة هو الذي يتم ويستكمل العمل الفني ويستقل عن عالم الفنان، وقتها ينتقل الحوار بين المتلقي والتشكيل أو المنحوت، حيث رؤية كل من يشاهد العمل تختلف بين شخص وآخر. وهكذا هو الفن يؤدي إلى حوار بين الفنان والمتلقي من خلال العمل الفني”. الفن الرقمي تجربة الفن الرقمي وماذا تعني للقمان، أشار إليها موضحاً: “الفن هو الفن سواء كان رقمياً أو زيوتاً أو نحتاً أو غناءً، فتعدد الأساليب موجود، لكن لابد من وجود فنان خلف هذه الأجهزة أو خلف هذه المعدات وإلا لا يمكننا أن نحصل على فن وإبداع. الفن الرقمي يعتمد على الكومبيوتر، من لا يعرف بالفن الرقمي يعتقد أنه سهل أو ليس له قيمة، لكني تفهمت قيمة الفن الرقمي، ونجحت في تقييمه فنياً، وابتعت لوحات رقمية، فهناك أناس يبحثون عن شراء اللوحات الثرية، وهذا دليل على أن الفن الرقمي قائم بذاته وله كثير من المعجبين في العالم كله، وهناك متاحف فقط للفن الرقمي. وهذا الفن هو يرسم بالأساليب التقليدية كافة لكن يرسم على الكومبيوتر، فيه فرش وألوان وإضاءة، وتشعرين أن وراءها فناناً مبدعاً، وأنا لا أتكلم على الفوتوشوب، أنا أعني الفن الرقمي الذي ينتج عن فنان قادر أن ينتج أعمالاً فنية لها قيمة فنية”. مشروع «الرحلة» وعن مشروع “الرحلة” التي يقوم ويشرف عليها لقمان، يشير إلى أهمية العمل، قائلاً: “بداية الرحلة كانت فكرة، جاءتني، عندما اقتنعت بأني مهما عملت لابد أن أؤسس لشيء آخر يستمر من بعدي، إلى جانب اللوحة والمنحوتة، وإلا لا أكون عملت الشيء المميز، من هنا جاءت فكرة “الرحلة”، التي تجمع أكثر من فائدة، من زيارة المواقع الأثرية إلى الحوار بين الفنان والناس وتلمس أماكن الجمال في بلدنا، بالإضافة إلى الرسم، وترك آثار من هذه الزيارة، فكنت آخذ مجموعة من الناس وأدربهم على الفن ومن دون أي مقابل، فقط لتطوير الحركة الفنية في الإمارات، وفتحت الباب لأي شخص يريد أن يدخل في هذه الرحلة ويتعلم الرسم، وفيها ورش عمل، وكل ما يحتاجه المشارك الذي يستلهم من رؤيته زاوية ما، ويحولها إلى لوحات فنية، مستوحاة من الرحلة والمواقع التي نزورها، ثم نأخذ هذه اللوحات ونعرضها للمشاركين في جاليري، وأصبح لدينا العديد من الفنانين الذين بدأوا مشوارهم الفني بعد أن تدربوا في مشروع الرحلة، وهي ما زالت مستمرة”. أما عن مواكبة لقمان لمسيرة الإمارات والنهضة الثقافية، فتحدث عنها مؤكداً: “نحن في الإمارات نعمل على بناء المستقبل في المجالات كافة، وبالنسبة لي أعشق جزيرة السعديات، وهي من المواقع الجديدة والجميلة في بلادنا، والتي تضم المتاحف الأثرية والفنية، ومن يتأمل المدة القصيرة من تاريخ دولتنا الحديث، يعرف مدى التقدم الكبير والمتوازن وأهمية ما تم من أعمال خلال هذه السنوات، وميزة هذا التقدم أنه يجمع بين الإنجازات العصرية الحديثة، مع الحفاظ في الوقت ذاته على كنوز التراث”. العملاق الخفي ما الأقرب للفنان جلال لقمان، من ألوان الفن التشكيلي، هل هي الألوان الزيتية أم العمل النحتي أم الخشب؟.. هنا يعبر عن الفرق بين هذه الأدوات التي يتطلبها الفن ورؤيته الواضحة فيها قائلاً: “لا تهمني المادة التي استخدمها، لأن المادة الخام تعتمد على العمل، ومتى تعجبني خامة معينة تناسب شعوري نحو العمل الذي أفكر في تنفيذه اختارها. ومنذ سنوات لم أكن أريد استخدام الخشب ولا ألوان في عملي، فقط كنت أعمل بالحديد ولمدة سنة، وأنا أعمل طوال اليوم من الصباح حتى الفجر، وأحلم كيف أنحت “العملاق الخفي”، وبالفعل قمت بعمل مجموعة كاملة على الكمبيوتر. وأذكر أنني في إحدى المرات انفردت بنفسي أربع سنوات فقط، أعمل ليل - نهار، ولم أقدم خلال هذه السنوات أي معرض، واكتفيت بعمل لوحات فنية عدة، من البلاستيك، ومن الحديد أيضا، وبالألوان والخشب، وهذا التنوع يأتي حسب الفكرة التي أراها مناسبة لعمل فني ناجح”.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©