نيروبي - الاتحاد: مقديشو- وكالات الانباء: سيطرت مليشيا المحاكم الشرعية الصومالية على مزيد من المناطق والأحياء السكنية داخل العاصمة مقديشو مع استمرار الاشتباكات العنيفة التي وصفها المراقبون بالأعنف خلال السنوات العشر الماضية، وفيما يستعد تحالف مليشيات أمراء الحرب الذي تدعمه واشنطن لشن هجمات جديدة لاستعادة مواقعه في المدينة، دعت الحكومة الكينية إلى تدخل إقليمي ودولي لوقف القتال الدائر·
وقال رافائيل توجو وزير الخارجية الكيني لـ'الاتحاد' أمس إن بلاده بدأت في إجراء اتصالات مع دول الجوار الصومالي، جيبوتي وأثيوبيا، لتدارس الموقف من اجل العمل على وقف القتال الدائر في مقديشو ملمحا إلى أن استمرار القتال وترجيح انتشاره إلى خارج حدود مقديشو سيؤدي إلى ضرب مسيرة المصالحة الصومالية في مقتل وعودة الفوضى إلى البلاد، وندد توجو بعدم اهتمام المجتمع الدولي بالوضع الأمني والإنساني في القرن الأفريقي·
وطالب الوزير الكيني الأمم المتحدة والمنظمات الإقليمية والدولية تقديم الدعم المالي والعسكري إلى الحكومة الصومالية الانتقالية التي يقودها العقيد عبدالله يوسف احمد حتى تتمكن من فرض سيطرتها على مختلف أنحاء البلاد، وقال إن سقوط الحكومة الانتقالية سيؤدي إلى آثار سالبة على صعيد الوضع الأمني في كل منطقة القرن الأفريقي·
وكان الرئيس الكيني مواي كيباكي قد دعا الليلة قبل الماضية الولايات المتحدة الى تقديم الدعم الكامل للحكومة الصومالية الانتقالية·
وجاء في بيان اصدرته الرئاسة الكينية ان كيباكي 'دعا الحكومة الاميركية والمجموعة الدولية الى مساعدة الحكومة الصومالية الانتقالية على اقامة سلطة مدنية لاعادة البلاد الى وضعها الطبيعي'·
واضاف البيان 'عليها ايضا (الولايات المتحدة) تقديم مساعدة مالية الى الصومال فيما يتجه هذا البلد الى اعادة انشاء مؤسسات اساسية اخرى منها السلطة القضائية والجيش والشرطة'·
وقد صدر هذا البيان بعد لقاء بين كيباكي وهنري كرومبتون المسؤول السابق في وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية والرئيس الحالي لشعبة مكافحة الارهاب في وزارة الخارجية الاميركية الذي قام بزيارة الى كينيا بقيت سرية·
وقال مسؤول اميركي طلب عدم الكشف عن هويته ان كرومبتون شارك هذا الاسبوع في نيروبي في لقاء مع دبلوماسيين اميركيين معتمدين في شرق افريقيا وغادر المنطقة بعد لقائه مع كيباكي·
وذكرت مصادر دبلوماسية واميركية طلبت عدم الكشف عن هويتها ان قوات التحالف تلقت دعما ماليا اميركيا لملاحقة عملاء تنظيم 'القاعدة' الارهابي في مقديشو، وأكد البيت الابيض الاسبوع الماضي ان الولايات المتحدة تدعم من سمتهم 'شركاء' محليين لمنع التنظيم الارهابي من اقامة 'رأس جسر' في الصومال، لكنها لم تشر الى قوات التحالف·
وعلى صعيد الوضع الميداني في مقديشو أسفرت المعارك التي اندلعت في اليومين الماضيين عن سيطرة مليشيا المحاكم الإسلامية على مزيد من الأرض في جنوب مقديشو وذلك على حساب تجمع مليشيات أمراء الحرب الذي أطلق عليه اسم (التحالف من اجل تحقيق السلام ومحاربة الإرهاب) والذي يعتقد على نطاق واسع انه مدعوم من الولايات المتحدة الأميركية· ومع أن القتال في بعض المناطق قد قلّت حدته صباح أمس الجمعة مما أدى إلى هروب الآلاف من السكان إلى خارج العاصمة إلا أن العديد من المراقبين يؤكدون أن الجانبين يستعدان حاليا' لخوض معركة فاصلة حيث تسعى المليشيا الإسلامية التي يقودها الشيخ شريف الشيخ احمد لطرد أمراء الحرب من الجيوب الصغيرة التي لا زالوا يحتفظون بها في جنوب العاصمة بينما تسعى المليشيات المناوئة للعودة إلى مناطقها التي طردت منها·
وطالب شريف حسن شيخ آدن رئيس البرلمان الصومالي الانتقالي في بيان وزعه أمس بتدخل إقليمي ودولي لإلزام المتقاتلين باتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه في الرابع عشر من الشهر الجاري مشيرا' إلى أن المعارك الدائرة حتى الآن أدت إلى مقتل العشرات وجرح المئات بينما هرب الآلاف من منازلهم إلى خارج العاصمة أو إلى المجهول·
وافاد شهود ان ميليشيات المحاكم الاسلامية وتحالف زعماء الحرب المدعوم من الولايات المتحدة، عززت مواقعها أمس في مقديشو بعد معارك ضارية الخميس اسفرت عن سقوط ثلاثين قتيلا·
وافاد الشهود ان آلاف السكان الخائفين من المواجهات فروا من مساكنهم خشية ان يقعوا ضحية نيران الاطراف المتحاربة واشاروا الى حصول اطلاق نار متقطع الليلة قبل الماضية·
واوضح مومي ابراهيم احد سكان حي 'كاي 4' في جنوب العاصمة المنطقة الذي شهد اعنف المعارك أمس الاول 'حصلت تحركات كبيرة للقوات خلال الليل· انهم يستعدون' لمعارك جديدة·
وقال عبد الله حسن اوسوبلي من الحي نفسه ان 'الناس يفرون من مكان الى اخر من دون ان يكونوا اكيدين بانه سيكون آمنا· الاكثر تأثرا بالوضع هم العائلات والمسنون'·
وبعد اكثر من اسبوع من الهدوء تجددت المعارك بالاسلحة الثقيلة الاربعاء الماضي في مقديشو بين الجانبين ومنذ تشكيل التحالف المناوئ للمليشيات الاسلامية في فبراير ادت المعارك بين الطرفين الى سقوط ما لا يقل عن 255 قتيلا في العاصمة الصومالية· والمعارك الحالية للسيطرة على العاصمة هي الاعنف والاكثر الدموية في الحرب الاهلية المتواصلة منذ 15 عاما
عدد اليوم
