الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
صحة

مفاهيم التغذية الشائعة تضع الكثيرين على طريق حمية غذائية خاطئة

مفاهيم التغذية الشائعة تضع الكثيرين على طريق حمية غذائية خاطئة
23 يونيو 2013 01:29
من اللافت في الآونة الأخيرة أنه بدا واضحاً أن هناك احتلالاً من جانب برامج التغذية لشاشات التلفزة والمجلات وبرامج الراديو، والتحدث حول مواضيع لها علاقة بالصحّة والنحافة والحميات الغذائيّة، ولكن بدلاً من أن تؤدّي هذه البرامج إلى مساعدة الأفراد في أنظمتهم الغذائيّة وإرشادهم إلى أفضل الطرق، زادت من إرباكهم وتساؤلاتهم حول أنجع السبل التي تفيد في ذلك. رنا سرحان (بيروت) - من السهل رؤية المفاهيم الخاطئة حيال تغذية الجسم بالوحدات الحرارية، خاصة في ظل انتشار أنواع بدع الحميات الغذائية إلى الحميات المدعمة بالنشويات، ما أدى ذلك إلى الوقوع في العديد من المغالطات التي يردّدها هؤلاء ويعتمدها الناس في أنظمتهم الغذائيّة وتتسبّب في الكثير من الأخطاء في اتّباع حميات غذائيّة معيّنة. لكن استدراك ما يجب تناوله، من ناحية الكمية والتوقيت الصحيح، يساعد الجسم على استعادة عافيته أسرع. لذا تنصح الدكتورة منى نصرالله الاختصاصية في أمراض السكري والغدد الصمّاء في مستشفى الجامعة الأميركية، بالتركيز على تناول الطعام بشكل صحيح، والحفاظ على القاعدة الذهبية وهي “لا تفوت وجباتك الأساسية”. تناول وجبات صغيرة كما تنصح نصرالله بتناول وجبات صغيرة بشكل منتظم ومتكرر على مدار النهار، مثل اللبن بالفاكهة الخالي من الدسم أو الفاكهة أو سندويش صغير من الحبوب الكاملة مع الجبنة البيضاء والخضراوات. كذلك تساعد الحبوب الكاملة الغنية بالألياف مثل الأرز والخبز على مد الجسم بالطاقة، إضافة إلى البروتينات الموجودة في صدر الدجاج دون الجلد، وصدر الحبش، ولحم البقر الخالي من الدهون، والسمك، والأجبان، والألبان والحليب الخالي من الدسم، كما البيض والبقوليات. وللأجسام التي تستهلك في عملها الكثير من الطاقة، الأجسام التي تمارس الرياضة تركز نصرالله، على أن الدهون المشبعة مهمة كالتي توجد في المكسرات النيئة، وزيت الزيتون، والأفوكادو، وبذور الكتان. وفي سياق آخر، تتحدث نصرالله عن بدع التغذية التي انتشرت في الآونة الأخيرة، حيث جعلت معظم الناس يلجأون إلى الخبز والقمح والأرز والسكر الأسمر، وعن ذلك تقول: “إن الخطأ الشائع هو أنّ الخبز ذا اللون الأسمر يحتوي على وحدات حراريّة أقلّ من الخبز الأبيض. والصواب أنّ الخبز الأسمر له القيمة الحراريّة نفسها، لكنّ خبز “القمح الكامل” يتضمّن قيمة غذائيّة أكبر لأنّه أغنى بالألياف، والفيتامينات والمعادن الموجودة في قشرة القمح الخارجيّة”. حمية جيّدة والخطأ على حد قولها، أن هناك من يلجأ لاتّباع حِميَة لأشخاص آخرين، خسروا بعض الكيلوجرامات، على أنّها حمية جيّدة وينطبق ذلك على الجميع، فيما الصواب هو أن احتياج جسم الإنسان من السعرات الحراريّة يعتمد على العمر، الجنس، الوزن، الطول، النشاط البدني اليومي والحالة الجسديّة والمشاكل الصحيّة. لذا، ليس هناك نظام غذائي موحّد، فالنظام الغذائي يجب أن يناسب احتياجات كلّ فرد. وتتابع: “الخطأ أن عدم مضغ الطعام جيّداً يَزيد الوزن، فالصواب أن طريقة مضغ الطعام ليس لها تأثير على البدانة، لكن عدم مضغ الطعام جيّداً، يمكن أن يُؤثّر على عمليّة الهضم ويجعلها عمليّة مؤلمة” وتسرد نصرالله العديد من الأخطاء مع تعليلاتها، أهمها: “الخطأ أن الرياضة مهمّة جداً، فهي تساعد على المحافظة على الوزن المثالي وتقلّل خطر الإصابة بالسمنة، بينما الصواب هو اتباع حمية مناسبة، بالإضافة إلى ممارسة الرياضة، وهذا لا يساعدك فقط على تخفيف الوزن بطريقة أسرع، بل يقوّي الذاكرة، ويُزيل التوتّر ويساعد على التخلّص من الضغوطات النفسيّة”. خطأ إغفال الوجبات وتضيف نصرالله، أن تناول نوع واحد من الطعام طيلة اليوم خطأ، لأن الصواب أنه لا يوجد في الطبيعة طعام واحد متكامل يحتوي على جميع العناصر الغذائيّة، لذا يجب تنويع الأطعمة في الوجبات الغذائية، كي نتمكّن من الحصول على كلّ احتياجات الجسم من الغذاء. كما أن شرب الماء الساخن خاصّة في الصباح الباكر وقبل تناول الطعام، يُساعد على تذويب الشحوم من الجسم ويسهم في إنقاص الوزن، لكن شرب الماء البارد، يزيد حجم البطن كما ويزيد الوزن.. ورغم ذلك فهذا أمر خاطئ لان الصواب أن ليس للماء أيّ تأثير على البدانة، فهو المكوّن الوحيد الذي لا يحتوي على أيّة وحدات حراريّة. في حين يتسبب نقص الفيتامينات في حدوث آلام وضعف في عظام الإنسان. أما إذا أردنا خسارة بضعة كيلوجرامات، يمكننا أن نتناول وجبتَين يوميّاً فقط، لنتمكّن من إزالة الوزن الزائد، وهو الأمر غير الصحيح، حيث إن إغفال الوجبات ليس حمية، فخلافاً لما هو شائع هذا لا يساعد على إنقاص الوزن، لذلك علينا تناول ثلاث وجبات رئيسيّة ووجبتين خفيفتين يوميّاً. تخفيف الوزن ويقال إن تجَنُّب تناول الخبز، الأرُزّ والمعكرونة، هي الطريقة الأنسب لتخفيف الوزن، ولكن لابد أن نعلم الصواب، وهو أن الخبز ليس مصدراً للبدانة، فإقصاؤه من غذائك اليوميّ ليس حمية مناسبة، إذ إنّ احتياج جسم الإنسان من العناصر الغذائيّة يتوزّع كالتالي: 60% كاربوهيدرات، 20% بروتينات، 30% دهون. لذا لا حاجة لتجنّب الخبز، الأرزّ والمعكرونة للتمكّن من خسارة الوزن، إذ إنّ هذه الأطعمة هي مصادر مهمّة للكربوهيدرات. وعن الاستماع إلى نصائح الأقارب والأصدقاء فيما يخصّ الحمية والمشاكل الصحيّة، تنصح نصرالله بعدم الإصغاء “لمجرب” كما يقول المثل، وتفادياً للوقوع في مشاكل صحية، لا بدّ من التوجه إلى الطبيب أو إلى اختصاصيّة التغذية للحصول على معلومات صحيّة وغذائيّة. ولا تعتبر الحمية الغذائيّة بأي حال من الأحوال مرادفاً للتجويع أو الحرمان من الطعام، بحسب نصرالله، بل تعني نظاماً غذائيّاً منوّعاً وصحيّاً، من شأنه تزويد الجسم باحتياجاته الأساسيّة من العناصر الغذائيّة الضروريّة دون الزيادات التي ينتج عنها الوزن الزائد. كما أنّ تنويع الأطعمة في الوجبات الغذائية أمر بالغ الأهميّة لتجنّب المشاكل الصحيّة والأمراض. وعن تجنّب تناول الموز، العنب والتين لأنّها تعتبر فاكهة غنيّة بالسكّر والوحدات الحراريّة، تكشف أن الصواب في أن موزة واحدة تساوي حبتين من التين، ما يوازي 17 حبة عنب أو ليمونة واحدة أو تفاحة واحدة من حيث السعرات الحرارية. الرشاقة والسكّري ترى الدكتورة منى نصرالله، أن تناول الكثير من السكّر لا يسبّب مرض السكري، إذا لم يكن لديك مرض السكّري، فتناول السكّر لن يسبّبه لك، ولكن ما يزيد خطر إصابتك بداء السكّري، فهو البدانة والخمول. لذا، حافظ على جسم رشيق ورياضي لتفادي الإصابة بداء السكّري، من جهة أخرى تعتبر أن تناول الكثير من الملح لا يسبّب مرض الملوحات بالطريقة التي يتخيلها البعض أو كما يُشاع أنّ تناول كمية مرتفعة من الملح يسبّب مرض الملوحات “أو ما يُعرف بارتفاع مستوى حمض اليوريك في الدم”، ولكنّ الحقيقة هي أنّ حمض اليوريك ليس له علاقة بالملح، إنّما يتعلّق بكمّية البروتينات المرتفعة التي نتناولها. وقد يكون مرض الملوحات وراثياً، لكنّه غالباً ما يكون نتيجة زيادة الوزن، الإفراط في الأكل أو الإفراط في شرب الكحول.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©