بوش وبلير يعترفان بأخطاء في العراق

في انتقاد ذاتي غير معهود، اعترف الرئيس الاميركي جورج بوش ورئيس الوزراء البريطاني توني بلير بارتكاب أخطاء في العراق أكبرها فضيحة تعذيب المعتقلين في سجن أبو غريب
وطريقة حل 'حزب البعث' الحاكم سابقا وطرد نحو 40 ألفا من أعضائه من الجيش· لكنهما اتفقا خلال مؤتمر صحافي مشترك عقب اجتماعهما في البيت الأبيض فجر أمس على أن قرار شن الحرب لإسقاط الرئيس العراقي السابق صدام حسين كان صائبا وأنه حان الوقت للتطلع إلى المستقبل وأن يدعم العالم الحكومة العراقية الجديدة·
وردا على سؤال عن الاخطاء، قال بوش 'اعتقد ان أكبر خطأ حتى الآن في تورط بلادنا في العراق، هو ما حدث في ابو غريب· لقد دفعنا ولا نزال ندفع ثمن ذلك منذ فترة طويلة، وخلافا لحقبة صدام، فإن مرتكبي تلك الاعمال قد احيلوا على القضاء'· وتابع 'ان قرار الاطاحة بصدام كان صائبا ولكن لم تسر كل الأمور كما توقعنا وقد تعلمنا من اخطائنا، وعدلنا اساليبنا وبنينا على ذلك نجاحنا من تغيير طريقة تدريب قوات الامن العراقية الى اعادة التفكير في طريقة تنفيذ اعادة الاعمار'· واستطرد 'لا شك في ان الحرب في العراق خلفت الخوف في الولايات المتحدة· عندما ترى أبرياء يموتون كل يوم، فإن ذلك يؤثر على على العقلية في بلادنا'· واعترف بوش أيضا بأن سياسة التشدد وتحدي المسلحين العراقيين كانت خطأ كبيرا· وقال ردا على سؤال بشأن التمرد العراقي الذي بدأ يظهر بعد قوله 'دعهم يأتون'، إن ذلك التصريح كان 'نوعا من الحديث المتشدد بعث برسالة خاطئة الى الناس· أعتقد الحديث من نوع: مطلوب حيا أو ميتا، تم تفسيره على نحو خاطئ في أجزاء من العالم'· وأضاف 'تعلمت بعض الدروس بشأن التعبير عن نفسي ربما بطريقة أكثر نضجا وحنكة'·
أما بلير، فاعتبر أن أكبر خطأ هو حل 'البعث' وحرمان الجيش العراقي من كوادره 'البعثيين' مما ادى الى الصعوبات الراهنة في اعادة تشكيل القوى الامنية· وقال 'اعتقد انه كان بالامكان اجتثاث حزب البعث بطريقة مختلفة تماما عما فعلنا'· وأضاف 'أعلم أن قرارنا الاطاحة بصدام حسين كان مهما جدا للمجتمع الدولي ولكن مهما كانت اراء الناس حول الحكمة من وراء هذا القرار، فالآن وبعد أن أصبح للعراق حكومة ديمقراطية انتخبها الناس وأصبحوا في مواجهة من يسعون الى تدمير أمل الديمقراطية، فإن شعورنا بأداء مهمتنا يجب أن يعادل ذلك'· وخلص إلى القول 'أعتقد انه من السهل مراجعة الاخطاء التي قد نكون ارتكبناها· ولكن السبب الاهم في صعوبة المسألة العراقية هو تصميم خصومنا على هزيمتنا ولا اعتقد ان ذلك يجب ان يفاجئنا'·
وعن انسحاب قوات التحالف الغربي من العراق، قال بوش 'يجب ان يعلم الشعب الاميركي ان السياسة هي أننا لن تقرر حجم قواتنا· لقد وضعت الهدف: بلد يمكنه ان يحافظ على نفسه ويحكم نفسه، ونحن نحرز تقدما على كل الجبهات'· وأضاف 'أريد ان ترحل قواتنا، لكنني أتفهم أيضا أنه من الضروري أن نفي بمهمتنا وننجزها وعدد القوات سيعتمد على ما يقوله الجنرالات والقادة'· وقال بلير 'اعتقد انه يمكن لقوات الامن العراقية ان تتولى السيطرة بشكل تدريجي وعندما يتحدث رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي عن جدول زمني موضوعي فهو يعني جدولا زمنيا تحكمه الظروف على الأرض'· وأضاف 'من الحتمي بمرور الوقت ان ننقل المسؤولية الأمنية، أما الآن فإن الحكومة العراقية قالت انها تريد ان نبقى حتى إنجاز المهمة·
وتوقع الزعيمان الغربيان مصاعب أخرى في العراق لذلك ناشدا جميع دول العالم دعم الحكومة الجديدة· وقال بوش ان بغداد تحتاج الى مزيد من قوات الشرطة وان قائد القوات الأميركية في العراق الجنرال جورج كاسي بحث مع المالكي أمس الأول كيفية تحسين الأمن فيها· وأوضح 'من المهم حقا أن تصبح بغداد أكثر أمنا'· وقال بلير 'ربما خلال الاشهر القليلة المقبلة ستكون هناك محاولة حقيقية من جانب القوى المناهضة للديمقراطية لاختبار الحكومة بقوة شديدة ومن واجبنا، لكن أيضا من واجب المجتمع الدولي بأسره، دعمها'·