عند بزوغ شمس صيفنا الحار في بداية كل يوم جديد نعيشه قد يتثاقل البعض منا وهم يهبون من فراشهم ويقاومون نومهم وأحلامهم الجميلة فيقابلون الآخرين بوجه عبوس قمطريرا وقد يتطاير الشرر من أعينهم ويتأففون ويتضجرون ولا يتحملون أحداً·· وعندما يراهم الآخرون يسلمون عليهم قد لا يردون السلام أوفي أحيان كثيرة يردون السلام ويسارعون في إعطاء ظهورهم لهم دون ان يكلفوا خواطرهم بالسؤال عن أحوالهم والاطمئنان عليهم فمزاجهم معكر ومشغول بالعمل وكيف سيقضونه مع رؤسائهم ومرؤوسيهم·· وهناك عبارات تكاد تكون شعارات واسطوانات نسمعها كل يوم من هؤلاء الكسالى ومنها:
- ما هذا الملل الذي نعيشه؟ اف كل يوم عمل وتعب وحر وضيق؟
- الى متى سنعمل ونعمل؟ متى نأخذ اجازتنا ونسافر ونرتاح ونغير جو؟
قرائي الكرام ان هناك أمورا قد يتجاهلها الكثير منا وهي ان الحياة كلها كدح وتعب وعمل وجد واجتهاد وطلب رزق وليست للراحة فقط بل على العكس تماما فالعمل يفجر طاقات وابداعات ومواهب كثيرة لأصحابها فهناك من يجد نفسه في عمله ووظيفته التي قد يتذمر منها· ولو أشحنا بناظرينا قليلا من خلال نافذة السيارة أثناء ذهابنا للعمل لوجدنا من هو يعمل بوظيفة تحتاج لطاقة كبيرة من صاحبها تحت وطأة الشمس الحارقة وأشعتها الملتهبة ولو نظرنا لهم لرقت قلوبنا لحالهم ولأشفقنا عليهم وهؤلاء هم العمال الذين يعملون في الحفر والبناء وتشييد ورصف الطرق، وهناك ايضا عامل النظافة وحارس البناية 'البواب' وشرطي المرور والصياد ومغسل السيارات والصانع والمزارع ولا ننسى بأن بعض أصحاب تلك المهن وغيرها قد يستمر عملهم الى ما بعد الغروب والى وقت متأخر من الليل وتتخللها فترات راحة بسيطة وقد يضجر بعضهم من العناء وشدة التعب ولا يجب ان نلومهم ولكن نلوم هؤلاء الذين يعملون في الوظائف الادارية والمكاتب المكيفة الذين ليس على لسانهم غير التأفف والضيق من ضغط العمل فماذا نقول لهؤلاء؟!
أقول إنه علينا ان نحمد الله عز وجل على ما نحن به من نعمة وفضل فالنعم تزول وبشكر الله تدوم قال تعالى: 'لئن شكرتم لأزيدنكم' لذا يجب ان نعمل بإخلاص واتقان ونبدع في وظائفنا بغض النظر عن طبيعتها ونوعيتها وصعوبتها وكثرتها أو مشقتها فنجاحنا في العمل يعني نجاح أسرنا ومجتمعنا، فلنسعى دائما لنيل العلا والرقي والتفوق كي تصبح دولتنا نجما ساطعا يسبح في فلك الأمم والدول المتطورة ذات النهضة والنجاح الاقتصادي والتكنولوجي والعلمي فلا كلل ولا تأفف ولا تعب بعد اليوم بل ابتسامة مشرقة وتفاؤل بعمل يتخلله إبداع وفن فالحياة عمل والعمل حياة·
موزة عبد الله العبدولي / الفجيرة
عدد اليوم
