فرج علام يقرأ مفهوم الالتزام في الأدب الغربي والعربي

نظَّمت جماعة الأدب في اتحاد كتاب وأدباء الإمارات أمس الأول في مقر الاتحاد بالمسرح الوطني، محاضرة نقدية بعنوان “إشكالية الالتزام في النص الأدبي” للباحث المصري الدكتور فرج علام، وقد شهدها عدد من الأدباء والكتاب والمهتمين بالأدب. وفي تقديمه للمحاضر الدكتور فرج علام، قال الشاعر سالم بو جمهور المسؤول الثقافي لجماعة الأدب “إن ما تطرحه المحاضرة عن الالتزام يعد أمراً مهماً خاصة أن قضية التزام النص الأدبي بمنهج أو آيديولوجيا أو موقف، تعد إشكالية ليست جديدة، ولكن التفصيل فيها وإعادة بحثها مسألة ضرورية”. وأضاف “ولهذا السبب، نجد أن المحاضر سوف يقدم العلاقة بين الجمالي والغرضي، ومدى تقاربهما أو ابتعادهما عن بعضهما بعضاً في أي نص إبداعي”.وقال بو جمهور “إن الدكتور فرج علّام الأكاديمي، المتخصص في النقد الأدبي له مساهمات فاعلة في الدرس الأدبي الذي تقدمه جماعة الأدب، ناهيك عن دراساته في هذا الحقل المعرفي”. ثم استهل الدكتور فرج علام محاضرته بتعريف مفهوم الالتزام، وقال “يلتزم الفنان أو الأديب في بناء عمله الفني بإطار الفن وأعرافه التي تشكل حدوده وملامحه المميزة له وكينونته وجوهره، وهذا الالتزام يجعل ما يبدعه الفنان أو المبدع يقع ضمن هذا الفن أو ذاك فيتشكل ضمن فن قولي محدد، فيكون شعراً أو نثراً (قصة، رواية، مسرحية)”. وأضاف “يسعى المبدع إلى التجديد في أدواته الفنية والتنويع فيها من نص إلى نص ومن عمل إلى عمل، وقد ينحرف المبدع أو يتمرد - بشكل ما - على بعض قواعد هذا الفن وأطره، في محاولة للبحث عن التجديد والتفرد والتميز وبعث روح جديدة في دماء الفن”. وأكد أن المبدع عندما يبني نصاً، فإنه ينطلق وفق رؤية فلسفية تؤطر رؤاه وتصوراته وأفكاره حول كل ما يحيط به، وان تشكل هذه الرؤية من خلال الجو الثقافي العام الذي يحيا فيه المبدع، أو من خلال ثقافته واطلاعه على فلسفات أخرى تخالف المألوف. وتحدث عن دور المبدع اتجاه مجتمعه وطبيعة هذا الدور ومدى إمكانية نجاحه في هذا الإطار، وأشار إلى أهمية الالتزام الوجداني تجاه المجتمع والذي قد يتعارض مع جودة الفن لحساب المنفعة، ولهذا ناقش علام مسألة الاستجابة الظرفية للنص الأدبي وللمتلقي وقال: يمتاز الفنان دون غيره من الناس برهافة الحس والشعور، وهو أيضاً ليس معزولاً عن مجتمعه. وتساءل علام: هل الفن يقصد الإمتاع أم الفائدة؟ أم أنه يجمع بينهما معاً؟ وطرح الناقد في محاضرته عدداً من الملاحظات التي ارتأى أهميتها، منها “أن الفن الشعري يجب ألا يتحول إلى فن إخباري تقريري”، و”أن النص الأدبي هو نص لغوي، ومعنى ذلك يجب أن يمتلك جمالياته”، و”يجب التأني عند تناول نصوص أدبية قيلت في ظروف معينة”، و”ان قراءة النصوص يجب ألا تعزل عن الظروف المحيطة التي أنتجت فيها”. ثم تناول الدكتور فرج علّام “مفهوم الالتزام وموقف النقاد منه”، حيث أشار إلى تعريفات نورمان ميلر ومحمد غنيمي هلال، وتناول كذلك موضوع النقد الغربي وقضية الالتزام ابتداءً من نظريات أرسطو في التطهير حتى مفهوم الواقعية الاشتراكية والمدارس الحديثة. وتطرق الباحث إلى موقف الأدب العربي من الالتزام خاصة إلى آراء طه حسين وتوفيق الحكيم ومحمود تيمور لكونهم أدبيين، وأخيراً تحدث عن موقف الإسلام من الالتزام.