الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

عائشة الكعبي تطرز القصة بالتفاصيل الإنسانية الصغيرة والمباشرة

عائشة الكعبي تطرز القصة بالتفاصيل الإنسانية الصغيرة والمباشرة
23 يونيو 2011 22:21
أقام نادي القصة في اتحاد كتّاب وأدباء الإمارات في مقر الاتحاد على قناة القصباء مساء أمس الأول آخر فعالياته لهذا الموسم باستضافة القاصة عائشة الكعبي في قراءة قصصية من مجموعتها “لا عزاء لقطط البيوت” الفائزة بالمركز الأول في جائزة المرأة الإماراتية في الإبداع والفنون لعام 2011 والصادرة مؤخراً عن دار أزمنة للنشر والتوزيع في عمّان في خمس وثمانين صفحة من القطع المتوسط مشتملة على سبع وخمسين قصة قصيرة جداً، وقدم الأمسية القاص الإماراتي محسن سليمان. ومن بين القصص التي قرأتها في الأمسية كانت قصتها “مشيخة” والتي فيها يلمس القارئ رَصْد الكاتبة أثر القدر بحتميته على مصائر الأفراد في الوقت نفسه الذي ترسم فيه المشهد كأنما التقطته من حكاية عابرة أو حديث على فنجان قهوة أو ربما من طرفة أو “نكتة” سمعتها لتقوم بتحويلها إلى قصة بقدر ما توحي وتومئ فإنها تصرِّح أيضاً. وهذا الحسّ التراجيدي – الكوميدي ينقلب في بعض القصص ليصير تراجيديا فحسب، بل كما لو أن المؤلفة نفسها تشعر بالحزن من التماع فكرة – قصة في ذهنها ثم توقدها على الورق. وإذ لا يخلو الأمر من جرأة، فإنه في الوقت ذاته أقرب ما يكون إلى تأمل في مصير الجسد البشري، إذ تبدأ آثار الفصول التي تقلبت عليه لعمر بأكمله تتضح للآخرين، كما في قصة “هبوط”، حيث لا مجال لدفع “سخرية” القدر عن الجسد البشري الذي كما لو أنه يصنع فناءه الخاص. إنما في كلا الحالين، أي في كل من القصتين، كما في القصص الأخرى، فإن “تطريز” القصة بالتفاصيل الإنسانية الصغيرة والمباشرة بما تنطوي عليه من مشاعر وأحاسيس، وكذلك المواقف اليومية التي يمر بها الناس في حياتهم التي يخوضونها يومياً هي شاغل أساسي في الكتابة القصصية لدى عائشة الكعبي. أما الأمر الآخر الجدير بالملاحظة، فهو ارتفاع السوية الفنية لتقنية القصّ، بالميل إلى الاختزال الشديد عبر بنى تركيبية ونحوية للغة لا تحتمل أي حذف أو إضافة أو حتى تقديم وتأخير في النماذج القصصية المتقدمة في “لا عزاء لقطط البيوت”، فيصبح المعنى واضحاً ومباشراً ولا لبس فيه. غير أن ما يضعف فنية بعض القصص القصيرة جداً في الكتاب، الميل إلى “شعرية القول”، كما في “سيرة عدّاء”، أو “شعرية الموقف” كما في قصة “ترقب”، فكما تذكّر الأولى بقصائد من شعر السخرية المترجمة إلى “العربية”، كما لدى الفرنسي جاك بريفير، فإن الأخيرة تقترب أكثر إلى حقل قصيدة النثر منه إلى القصة القصيرة جداً.
المصدر: الشارقة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©