الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

معركة البحث عن وظيفة

27 مايو 2006
دبي - علي مرجان:
طارده حلم البقاء في سجلات الحياة الكريمة·· حلم المستقبل والوظيفة بعد أن انتهت مرحلة هامة من حياته·· ظل يبحث حتى أعلن يأسه من كل شيء·· تساءل: ما الحل؟ ، ومن يدفع لي ثمن سنوات العلم والدراسة ·· هل ما درسته مجرد حبر سري على ورق رديء؟·· صمت وعيناه أعلنتا الحل ·· دموع سقطت وهو ما زال يتساءل·
وطالبان درسا الطب ولم ينجحا في الحصول على فرصة عمل·· قررا أن يتخليا عن حلمهما في معالجة المرضى ليطلبا العمل في وظيفة مندوب علاقات حكومية· وفتيات تخرجن في الجامعات وبدلا من أن تكون الدنيا الواسعة أرضا لأحلامهن، صارت الجدران الأربعة محبسهن في بيوتهن بعد أن فشلن في الحصول على فرصة عمل ولو لإثبات الذات··إنها قصص يومية للباحثين عن فرصة ينتظرونها كمن يتمنى ماضيا لن يأتي ·
أمام تلك الحالة المستعصية للتوظيف جلسنا إلى طلاب الجامعات الذين شاركوا في المؤتمر العام الثامن الذي أقامه الاتحاد الوطني لطلاب الإمارات بمشاركة وفود محلية وعربية وعالمية وناقشوا تلك الإشكالية·· سألناهم عما يدور في عقولهم ؟ وماذا يقترحون من حلول لما لقبوها 'بالمأساة'؟·· حاورناهم وخرجت الآراء الطلابية بمنتهى الوعي والمسؤولية ·· كانت كلماتهم تقرأ وتكتشف وتحلل وتشكو وتتساءل·
تخصصات عاطلة
ضحايا التخصصات الأدبية هم الأكثر عددا في سجل الباحثين عن وظيفة في حين تعتبر التخصصات العلمية وتحديدا تقنية المعلومات والتكنولوجيا هي الأكثر طلبا في سوق العمل·
في ذلك الجانب يقول عبد الواحد البادي -مواطن تخرج هذا العام من كلية التقنية -: التوظيف عقبة شديدة يواجهها خريجو الجامعات خصوصا من التخصصات الأدبية، وهو الأمر الذي يترتب عليه مشكلات اجتماعية ونفسية تتسبب في عزوف الكثيرين منهم عن الزواج لعدم حصولهم على الوظيفة المناسبة·
مؤسسة لتوظيف الخريجين
ويضيف: في المؤتمر العام الثامن الذي أقامه الاتحاد الوطني لطلاب الإمارات في دبي مؤخرا تحت شعار ' معا ·· نحو رؤية طلابية مستقبلية ' ناقشت اللجان الفرعية قضية التأخر في توظيف الخريجين·· وكان هناك اقتراح بأن يتم إنشاء مؤسسة لتوظيف الخريجين يكون من أهم أدوارها التنسيق بين احتياجات سوق العمل والمؤسسات التعليمية والتربوية التي تحتاج إلى تفعيل دور الإرشاد الأكاديمي بجامعات الدولة·
يبدو أن إنشاء الهيئات صار موضة العصر في الدولة، فعلى الرغم من وجود مؤسسات قائمة تتولى مهام توظيف المواطنين إلا أن طلاب الجامعات وخريجيها يريدون مؤسسة توظيفية لهم·
قضية قالت عنها فضة لوتاه مديرة هيئة تنمية بالإنابة: نحن بحاجة إلى دعم من الدولة لمواصلة العمل وتوصيل برامجنا إلى المستفيدين منها، إضافة إلى أن نجاح مؤسسة لتوظيف الخريجين يحتاج إلى تضافر الجهود من جانب مؤسسات المجتمع ورجال الأعمال· وأشارت إلى أن القطاع الحكومي لن يستطيع أن يستوعب تلك الأعداد المتزايدة من الخريجين سنويا·
وهناك تعاون من جانب بعض المؤسسات الكبيرة في هذا القطاع الذي اصبح انخفاض أجوره في أحيان كثيرة سببا في عزوف المتقدمين لوظيفة شاغرة عن العمل·
إعادة تأهيل الخريجين
وأضافت: نقوم من خلال هيئة 'تنمية' بإعادة تأهيل خريجي التخصصات الأدبية في الوظائف التي تتقدم بها الشركات والهيئات، وغالبا ما يكون التأهيل خاص بمهارات اللغة الإنجليزية والكمبيوتر·
وضربت مدير هيئة تنمية بالإنابة مثلا في ذلك الشأن عندما قالت إن هناك خريجة جامعية متخصصة في علم الأحياء عملت في إدارة شؤون الموظفين في 'إعمار'·
الخبرة قبل التخرج
مجالس الطلبة في الكليات تتحمل جزءا من المسؤولية لفتح المجال أمام الطلاب من أجل الدخول الى مجالات العمل من خلال قيام تلك المجالس بالتنسيق مع المؤسسات المجتمعية والهيئات الفاعلة لتلقي التدريب في التخصص الذي يدرسه الطلاب، وفي هذا الاطار تتفوق كليات التقنية من خلال مجلس طلابها · يقول أحمد بخيت رئيس مجلس طلاب كليات التقنية: من خلال فعالياتنا وأنشطتنا، نحاول ايجاد تفاعل مع المجتمع بهدف ايصال صوتنا الى جميع المؤسسات في الدولة والعالم· ويؤكد أن خريجي كليات التقنية هم الأوفر حظا نظرا لأن الفرص الوظيفية المتاحة متنوعة حيث يتم التدريب لاكتساب المهارات أثناء الدراسة·· يتساءل: هل الطالب الحاصل على شهادة جامعية مؤهل لاختراق سوق العمل؟ ·· يجيب: التأهيل ضروري، وهذا ما حاولنا انجازه في السنوات الماضية، حيث قام المجلس بانشاء مركز للتوظيف داخل كليات التقنية بهدف منح الطلاب خبرات ميدانية في التخصص الذي يدرسونه·
المعدل والوظيفة
وينتقد سعيد عبدالله السعيدي المسؤول المالي في الاتحاد الوطني لطلاب الإمارات قيام الشركات الخاصة باشتراط ارتفاع المعدل التراكمي الأمر الذي يضع الخريجين الحاصلين على معدلات أقل في مأزق· ويشير السعيدي إلى أن خريجي هذا العام من كلية التقنية في جامعة الإمارات فوجئوا أن شهادة التخرج التي منحوا إياها لا تحمل لقب 'مهندس' ، الأمر الذي يقف عائقا في سبيل توظيفهم بالشركات، لكن معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التعليم العالي والبحث العلمي وقف إلى جوارهم بعد استغاثتهم به وتم تعديل الشهادة بما يتوافق واشتراطات سوق العمل·
للطالبات رأي
إذا كانت أعداد الطالبات في مدارسنا وجامعاتنا تفوق أعداد الطلبة، فإن فرص التوظيف على العكس من ذلك تماما، مما يتطلب إلقاء نظرة من الجهات الرسمية على أوضاع المواطنات من خريجات الجامعات في سوق العمل الذي قد لا تجد فيه إلا نسبة ضئيلة منهن·
طالبات رأس الخيمة فتحن ملفا مثيرا حول تزايد أعداد الإماراتيات الحاصلات على مؤهلات جامعية ولا يجدن فرص العمل التي تناسبهن، وتقول مهرة ماجد القاسمي عضوة في مجلس الطالبات: القضية صعبة وخصوصا في المناطق النائية التي يعتبر الحصول على وظيفة فيها أمرا شاقا إن لم يكن مستحيلا·
وتطالب فاطمة آل مالك طالبة في كلية طالبات رأس الخيمة بأن يتم تفعيل دور الاتحاد الوطني لطلاب الإمارات ومجالس الطلاب في كليات الدولة للمشاركة في التعبير المباشر عن هموم وأحلام ومتطلبات طلاب جامعات الدولة وتوصيلها إلى المسؤولين وخصوصا فيما يتعلق بقضية التوظيف·
الزي الوطني بريء
فاطمة الشحي الطالبة بكلية طالبات رأس الخيمة انتقدت اشتراط بعض الشركات تخلي الفتاة عن الزي الوطني لقبولها في العمل وقالت: الزي ليس هو المستهدف بقدر ما تستهدف تلك الشركات إبعادنا عن العمل مشيرة إلى أن ذلك يدخل في إطار الشروط المجحفة التي لا تقبلها الفتاة الإماراتية· وتطالب فاطمة بأهمية ألا يتم تهميش الفتاة الإماراتية في الجامعة وهذا يتطلب أن تكون عضوا رئيسيا في الاتحادات الطلابية متسائلة: كيف سنعبر عن أنفسنا واللجان التي تم تشكيلها في المؤتمر العام الثامن الذي أقامه الاتحاد الوطني لطلاب الإمارات ليس به عضوة واحدة من الفتيات ؟ ·· تجيب: اهتموا بنا ·· لا تهمشونا ·· فلدينا ما يمكننا أن نشارك به في نهضة وطننا·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©