الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

عتيجة المنصوري في مواجهة اندثار البرقع

عتيجة المنصوري في مواجهة اندثار البرقع
22 يونيو 2015 20:50
خديجة الكثيري (أبوظبي) يرتبط البرقع ارتباطاً مباشراً بالهوية الوطنية والثقافية لدولة الإمارات، ويعد قيمة أخلاقية في المجتمع، ورمزاً للستر بالنسبة للمرأة، وغطاء لوجهها أثناء الظهور أمام الرجال الأغراب. وتبقى المحافظة عليه جزءاً من الاهتمام بالتراث الإماراتي العريق، ومظهراً من مظاهر التمسك بالهوية الوطنية. ومن اللواتي حملن هذه المسؤولية عتيجة عبدالله المنصوري، التي تتغنى بالبرقع، وتعتز بأصالته ومعانيه التي ترمز للاحتشام، موضحة أن للبرقع مزايا تضيف البهاء والجمال إلى المرأة، التي تلبسه. وتقول: «تبدو المرأة به وكأنها لؤلؤ مصون». وتذكر أن للبرقع مهام أساسية عديدة، لأجلها كان الاهتمام بصناعته بالطريقة الأصيلة. وتقول: «أحرص على تعليم الحرفة للفتيات حماية لها من الاندثار»، موضحة: «لن نرضى بإدخال أي تطوير على صناعة البرقع من شأنه أن يضيع الهوية الصحيحة له في المستقبل». وهي إحدى حاميات التراث، اللاتي يجدن عمل مختلف الحرف والمشغولات اليدوية الإماراتية، ومنها قرض البراقع. إلى ذلك، تقول «تعلمت قرض البرقع في عمر الثامنة، حيث كنت أراقب جدتي وأمي، وهما تقرضان البراقع، فتعلمت بمهارة فائقة، وأصبحت أقرضه، وأهديه لخالاتي وعماتي ونساء الجيران». وتتابع «في مركز الصناعات بالاتحاد النسائي، أصبحت إحدى الماهرات في صناعته، وشاركت في عديد من معارض المشغولات والحرف الإماراتية». وحول كيفية صناعة البرقع، تقول «يدخل في صنع البرقع قماش يعرف «بالشيل» ويتميز بألوانه المتعددة الأصفر والأحمر والفضي والذهبي والأخضر الأسود والبنفسجي، وهذه الأقمشة كانت تدهن البشرة بألوانها، فقد كانت غير مبطنة من الداخل، سيما وأن المرأة كانت لا تخلعه حتى وقت النوم». وتوضح: «يتكون البرقع من الجبهة وهي الخط المستقيم، الذي يقع بداية البرقع من أعلى، ثم يقطعه السيف إلى قسمين متساويين، فتظهر عيون البرقع الخاصة بالعينين، والخرّة هي الانحناءات النازلة والممتدة من الجبهة وحتى آخر فتحة العين من الجانبين. أما السيف فهو عبارة عن عصا مصنوعة من عذق النخيل أو الجريدة، حيث تهذب جيداً، وتدخل من منتصف الجبهة إلى آخر البرقع ويكون موقعها في منتصف البرقع تماما، ثم يأتي خد البرقع، وهو القطعة التي تغطي وجه المرأة، ويعتمد حجمها كبيرة أو صغيرة حسب طلب المرأة، وأخيرا يأتي «الشبق»، وجمعها الشبوق، وهي الخيوط التي تثبت على طرفي البرقع من جهتي اليمين واليسار، وغالباً ما كانت من شعر الماعز أو صوف الغنم قديماً، أما في الحاضر، فغلبت المواد الصناعية، حيث نستخدم خيوطاً من البلاستيك أو من الزري الملونة». وترى أن البرقع الإماراتي فيه من ملامح سحر الماضي وعبق التراث الأصيل؛ فقد كان من ملابس المرأة الإماراتية وزينتها، وكان لزاماً على الفتاة أن تغطي به وجهها بمجرد أن يُعقد قرانها، وكان يمثل الفرق بين الفتاة والمرأة، لافتة إلى أن العرف عند البعض من الناس قديما كان أن تلبس الفتاة البرقع عند بلوغها مباشرة. وتقول: «الآن اقتصر لبس البرقع على الأمهات الكبار والجدات فقط، وفي المهرجانات التراثية والاحتفالات الشعبية»، عازية السبب إلى خروج المرأة للتعليم والعمل، وما صاحبه من انفتاح حضاري، واختلاط بثقافات أخرى.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©