دونيتسك (د ب أ) - في الوقت الذي لا يزال فيه الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا) متمسكاً باستمرار مساعدين للحكم خلف المرميين، عاد الجدل حول استخدام التكنولوجيا في عالم كرة القدم أو مواصلة الاعتماد على العين البشرية، يطل برأسه مجددا أمس بعد هدف آخر غير محتسب شهدته مباراة أوكرانيا وإنجلترا في بطولة الأمم الأوروبية.
وشهدت الدقيقة 62 من هذه المباراة، عندما كانت إنجلترا متقدمة بهدف وهي النتيجة التي انتهى بها اللقاء، كرة للمهاجم الأوكراني ماركو ديفيتش لكن جون تيري أبعد الكرة: فهل دخلت بكامل محيطها؟ ستاد “دونباس أرينا” في دونيتسك شاهد الكرة بوضوح والإعادة التليفزيونية أعطت جماهيره الحق:
كان هدفاً. فقد أخرج جون تيري الكرة بعد أن تجاوزت خط مرمى الحارس جو هارت لكن الحكم المجري فيكتور كاساي لم يحتسبها على رغم تواجد حكم خامس على خط المرمى. ويتوقع أن يتخذ مجلس البورد العالمي قراراً في هذا المجال بعد أيام قليلة على نهائي البطولة القارية، إذ يتم راهنا اختبار طريقتين من التكنولوجيا.
ففي الشوط الثاني ضغط رجال بلوخين دون تنظيم، واعتمد الإنجليز على الهجمات المرتدة مستفيدين من سرعة روني الذي شكل خطورة في أكثر من مناسبة دون أن تكتمل الصورة، وضاعت على أوكرانيا فرصة حقيقية بعد ركنية ومتابعة رأسية من أرتيم ميلفسكي فوق الخشبات (60)، وسجلت ميلفسكي هدفاً واضحاً لم يحتسب بعد أن أخرج جون تيري الكرة من قلب المرمى (61) دون أن يتدخل الحكم الخامس لتثبيته. ونزل المخضرم أندري شفتشنكو (35 عاما) بديلاً لديفيتش ليخوض المباراة رقم 115، لكن الرقم الأوكراني يبقى في حوزة تيموتشوك (119 مباراة). وحرم جو هارت لاعب الوسط الأوكراني يفجيني كونوبليانكا من هدف التعادل بإعادة الكرة بيده اليسرى في الوقت المناسب (73)، ورد روني برأسية اثر ركلة ركنية سيطر عليها بياتون على دفعتين (75)، وكرر الإنجليزي المشهد في ربع الساعة الأخيرة من الشوط الثاني بإضاعة الوقت كما فعلوا في الأول. وكان الهدف غير المحتسب لو تم الاعتراف به لتغير مجرى المباراة.
وبرر الحارس الإنجليزي جو هارت الخطأ التحكيمي بعد أن احتفل بتأهل منتخب بلاده إلى دور الثمانية للبطولة التي تستضيفها بولندا وأوكرانيا بقوله: “إنه قرار اتخذ على عجل”. لكن المدرب الأوكراني
وسبق أن عانت إنجلترا كرة مثل التي هزت شباكها أمس في دور الستة عشرة لمونديال جنوب أفريقيا أمام ألمانيا، عندما ارتطمت تصويبة فرانك لامبارد بالعارضة وعبرت خط مرمى الحارس مانويل نيوير قبل أن ترتد إلى الملعب. ومنذ المونديال الماضي، جرب الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) آليات مختلفة لتجنب مثل هذه الامور المثيرة للجدل في مونديال البرازيل 2014. لكن رئيس يويفا ميشيل بلاتيني راض عن الحكمين خلف المرميين، الفكرة التي تظهر للمرة الأولى في بطولات الأمم الأوروبية بعد تجربتها في بطولات الأندية بالقارة خلال الموسمين الماضيين.
وقال الأوكراني أندري شيفتشينكو “35 عاما” الذي ودع منتخب بلاده أمس الأول: “كان من شأن الهدف أن يغير المباراة، لا أعتقد أنهم سرقونا، لكنني أعتقد أنه لابد من الحديث عن التكنولوجيا، لا أفهم لماذا لا يستخدمونها حتى الآن”.
من جانبه، اعتبر السويسري جوزيف بلاتر رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم أن تكنولوجيا خط المرمى أصبحت “ضرورة” وذلك بعد الخطأ التحكيمي الذي كلف أوكرانيا عدم احتساب هدف التعادل في مرمى إنجلترا أمس الأول. وكتب بلاتر على حسابه على مدونة “تويتر”: “بعد مباراة الأمس (أمس الأول)، لم تعد تكنولوجيا خط المرمى احتمالاً، بل ضرورة”.
عدد اليوم
