سيناريو الهبوط يعاود الأسهم السعودية

الرياض - الاتحاد: عادت موجة التراجع لسوق الأسهم السعودي خلال الأسبوع الماضي ليفقد بذلك معظم المكاسب التي حققها في الأسبوع السابق، وشهد المؤشر العام انخفاضاً متواصلاً منذ بداية الأسبوع حيث هبطت قيمة المؤشر إلى مستوى 9471 نقطة خلال تداولات الاثنين الماضي، إلا أن المؤشر عاد للارتفاع ليعوض جزءا من خسائره في نهاية تداولات اليوم نفسه، ومع أن المستويات الحالية لأسعار الأسهم، وخصوصاً الاستثمارية التي تعتبر جذابة للشراء، إلا أن الحالة النفسية للمستثمرين بدت المسيطرة على اتجاه السوق بسبب المخاوف غير المبررة من استمرار التراجع وتتبع الشائعات غير المبنية على أي أسس استثمارية سليمة، الأمر الذي لا يتناسب مع المؤشرات الإيجابية للاقتصاد الوطني والمؤشرات الاستثمارية الخاصة بالسوق، حيث تشير التوقعات إلى استمرار نمو أرباح الشركات السعودية المساهمة·
وتوقع 'مركز بخيت للاستشارات المالية' أن تبلغ نسبة نمو الأرباح خلال العام 2006 نحو 28% مقارنةً بالعام ،2005 كما أن مكررات الربحية الحالية (بناء على أرباح آخر 12 شهر) ومكررات الربحية المتوقعة (بناء على الأرباح المتوقعة لعام 2006) للعديد من الأسهم وبالأخص أسهم الشركات الاستثمارية قد وصلت إلى دون مستوى 25 مرة (سابك: الحالي 18 والمتوقع ،16 الاتصالات السعودية: الحالي 16 والمتوقع ،16 الراجحي: الحالي 24 والمتوقع 18) وهي المستويات نفسها التي كان قد شهدها السوق في بداية العام ·2005
الجدير بالذكر، أن هناك عددا من أسهم شركات المضاربة شهدت ارتفاعات قوية الأسبوع الماضي متجاهلةً موجة التراجع التي يشهدها السوق مما يشكل محاولة لجذب صغار المستثمرين نحو هذه الأسهم من جديد في ظل عودة المضاربات عليها، بالرغم من الانخفاضات الحادة التي منيت بها أسهم شركات المضاربة خلال فترة تراجع السوق منذ شهر فبراير الماضي·
في المقابل واصلت هيئة السوق المالية جهودها المبذولة لرفع كفاءة السوق المالية من خلال إعلانها عن عدة خطوات لتحسين هيكلة السوق حيث أعلنت توقيع عقد تطوير أنظمة السوق المتعلقة بالتداول والمراقبة والتسجيل والإيداع، كما أعلنت عن اتجاهها نحو إيجاد صناديق استثمارية مستقلة عن البنوك وإنشاء شركة لسوق المال وهيئة مستقلة لمنح تراخيص المحللين الماليين·
من جهة أخرى شهدت أسعار النفط تذبذبات ضمن نطاق محدود، حيث ارتفع سعر برميل نفط غرب تكساس إلى حدود 71 دولارا للبرميل مدفوعاً بتوقعات المراقبين لأحوال مناخية سيئة ستؤثر على عمل المصافي الأميركية، في حين عادت الأسعار للهدوء نهاية الأسبوع إثر ظهور ارتفاع في بيانات مخزون النفط الأميركية، حيث أغلق سعر برميل نفط غرب تكساس الأربعاء الماضي مسجلاً 69,5 دولار بارتفاع قدره 0,8 دولار أو ما نسبته 1,2% عن سعره قبل أسبوع·
وأغلق مؤشر تداول لجميع الأسهم بنهاية تعاملات الاسبوع الماضي مسجلاً 10385,48 نقطة بانخفاض نسبته 6,0% عن إغلاق الأسبوع السابق، وبذلك يكون المؤشر قد انخفض بنسبة 37,9% منذ بداية العام، وبالنسبة لقيمة التداول السوقي فقد ارتفعت الأسبوع الماضي لتصل إلى 93,7 بليون ريال مقابل 71,4 بليون ريال للأسبوع السابق·
وتوقع تقرير مركز بخيت تراجع حدة التذبذب في السوق خلال الفترة القادمة، حتى إعلان النتائج المالية للنصف الأول ،2006 حيث سيكون لها الأثر الهام في تحديد اتجاه السوق المستقبلي·