الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«زمن الصبر» يحصل على الترقيم الدولي لكتب المكفوفين

«زمن الصبر» يحصل على الترقيم الدولي لكتب المكفوفين
17 يناير 2011 19:58
أعلنت نتائج “الجميع يقرأ” وهي الدورة الرابعة من مسابقة القصة المقروءة بطريقة «برايل» للمكفوفين التي تقام كل سنة، وكرم الشيخ هزاع بن حمدان بن زايد الفائزين بتسليمهم شهادات التقدير والجوائز، كما كرم سموه الروائية مريم محيي الدين ملا، التي منحت مطبعة المكفوفين في مؤسسة دار زايد العليا للرعاية الإنسانية، حقوق طبع ونشر 5000 نسخة من روايتها «زمن الصبر» التي تتحدث عن تاريخ وتراث الإمارات، وقد نشرت طبعتها الأولى باللغة العربية في 2005 وبالإنجليزية عام 2009، كما تعتبر “زمن الصبر” أول عمل روائي للمكفوفين يحصل على الترقيم عن عملها وعن مبادرة دار زايد للرعاية الإنسانية تقول ملا: هذا التكريم فخر بالنسبة لي، جاء تتويجا لمجهوداتي الكبيرة التي بذلتها في إنجازه، إذ عملت فيه أكثر من ثلاث سنوات، ولازلت أتابع خطواته، وتعبر مريم عن سعادتها كونها استطاعت أن تقدم شيئا لفئة المكفوفين الذين حرموا نعمة البصر، ولم يحرموا نعمة البصيرة، ما يسعدهم وما ينور طريقهم، كما تقول إن روايتها التي طبعت بطريقة “برايل” ستساعدهم في الاضطلاع على تراث الإمارات وتثري ذائقتهم الأدبية. ويذكر أن الروائية منحت مؤسسة دار زايد للرعاية الإنسانية خمسة آلاف نسخة من “زمن الصبر” للمكفوفين في الإمارات الذي أصدرته عام 2005 وترجم إلى الانجليزية العام الماضي وطبع برايل 2011، إلى ذلك تقول الملا: تناولت في هذا العمل أبوظبي والعين بين سنة 1928و1966، أعتبرها أهم حقبة في تاريخ دولة الإمارات، أما عن مراجعها التي اعتمدتها في إنجاز هذا العمل تقول: استندت على كثير من المراجع والوثائق التاريخية، واحتوى العمل على 400 كلمة محكية من اللهجة الإماراتية، كما وظفت في رواية” زمن الصبر” الشعر الشعبي والشعر الفصيح، والأهازيج وأغاني الأطفال، وصورا حقيقية وخرائط، كل ذلك يوضح سير الراوي الذي اعتمدت عليه في هذا التوثيق. خيال وواقع تضيف مريم أن “زمن الصبر” مزج بين الخيال والواقع، واحتوى على 50 شخصية من الخيال، و15 شخصية حقيقية، كان من بينهم محمد عبد الجليل الفهيم، الذي عايش فترة المغفور له بإذن الله الشيخ زايد، وعاش في قصره آنذاك، عندما كان حاكما بالمنطقة الشرقية، وتقول في هذا السياق: استغرق هذا العمل 3 سنوات، من كتابة وتدقيق ومراجعة، وتمت مراجعة العمل من وزارة الإعلام، ثم أخذت حقوق الموافقة ونشر العمل سنة 2005، وتوضح ملا أن “ زمن الصبر” استغرق العمل فيه عدة سنوات مما أرهقها فكريا، وجعلها بالتالي تلجأ للشعر بحثا عن مساحة إبداعية أقل عناء، هكذا تقول: كنت أبحث عن مسافات من التخييل بعيدا عن العناء في البحث في التاريخ والتدقيق في المعلومة الموثوقة، حيث أتعبني هذا العمل الروائي، هكذا جمعت قصائدي الشعرية وأصدرتها في كتاب سنة 2007 تحت عنوان “شظايا نافذة” ولجأت إلى الشعر لأستريح من هذا العمل الذي أحاطت به صعوبات في التدقيق وفي جمعه، وفي سنة 2008 تمت ترجمة “زمن الصبر” إلى الإنجليزية، وعدت للعمل من جديد فيه، حيث طبع ونشر على النفقة الخاصة لعبد الجليل الفهيم. فرصة تاريخية بعد طباعة العمل بالإنجليزية، تلقت مريم ملا عرضا من مؤسسة زايد للرعاية الإنسانية لطبع عملها بطريقة “برايل” لصالح المكفوفين، عن ذلك تقول: وافقت على الدعوة واعتبرت ذلك فرصة بالنسبة لي لمساعدة المكفوفين للاضطلاع على تراث البلاد ومعرفة شخصياتها المهمة التي صنعت تاريخها، كما وافقت على طبعه بدون أي مقابل يذكر، ومنحت المؤسسة حقوق النشر وطبع 5000 نسخة، وذلك بهدف الاضطلاع على هذا العمل من جهة، ومن جهة ثانية لتوسيع دائرة انتشاره، ودرجت هذه الرواية ضمن مسابقة القصة القصيرة للصف الثاني عشر، كما حصلت هذه الرواية على ترقيم دولي، إذ سعت مؤسسة زايد للرعاية الإنسانية بمساعدة شيخة السويدي المنسق العام لمطبعة المكفوفين لذلك، ويعتبر أول عمل يحصل على هذا الترقيم الدولي للكتب المطبوعة بطريقة “برايل”، وهذا الترقيم الدولي يعني أنه يخضع لكل المواصفات الدولية من معلومات ودقة وإفادة، وهذا الترقيم سيساعد على الانتشار أكثر في العالم. وترجع مريم ملا بذاكرتها للوراء وتتحدث عن أول أعمالها الذي أيقظت شرارته أمومتها التي حولت تدوينها لمسارها اليومي إلى رواية “أمومة وغربة” الذي صدر سنة 2001، تقول عن ذلك: أعتبر أمومتي أهم ما في حياتي، هي انفجار لمشاعري، كنت أدون كل تفاصيل وجزئيات وأحاسيس الحمل، وحين أصبح عمر ابنتي 12 سنة عملت على طبع كل ما كتبت، وأنوي كتابة الجزء الثاني بعدما أصير جدة، وتشير مريم أن ابنتها التي تتابع دراستها بالجامعة الأميركية ستتخرج قريبا، وتضيف أن علاقة أي أم بأبنائها يجب أن تنبني على مكارم الأخلاق وتعليم الصدق أولا قبل كل شيء، وتضيف أنها تحرص على تعليم ابنتها اللغة العربية وقراءة القرآن الكريم، إيمانا منها أن إتقان اللغة الأم ينمي المهارات ويقوي الأخلاق ويسندها على مبادئ قوية، وتعتبر ملا أن التربية تأتي في الدرجة الأولى قبل العلم والصحة، أما منح الابن الثقة فهذا يأتي في الدرجة الثانية بعد تأسيس قاعدته الأخلاقية على الصدق والأمانة في الحديث مهما كانت المصائب كبيرة. الليل الأبيض بعد عملها الأول الذي فجر طاقتها الكتابية تضيف عملا آخر للساحة الإبداعية، وكانت رواية تحت عنوان “الليل الأبيض” وهو عمل تخييلي يدور حول قصة شباب مستأجرين عند امرأة عجوز في إحدى القرى السورية، لا يعرفون بعضهم البعض، جمعتهم الأفراح والأتراح، ولكن وقفوا مترابطين في اتجاه المحن، تحمل رسالة من خلال عملها، وتدعوا إلى العودة للترابط الاجتماعي، وعن ذلك تقول: عند صدور عملي الأول قرأه الكاتب السوري حنة مينا، وعندما جاء إلى أبوظبي قابلته وعرّفت بنفسي، إذ لم يكن يعرف شخصيا صاحبة العمل، رغم إعجابه بالرواية، ونصحني بكتابة عمل من وحي الخيال، وبذلك صدر هذا العمل سنة “الليل الأبيض” 2002. تتحدث ملا عن عمل آخر وتقول: في 2003 تناولت الجانب الإنساني في القضية الفلسطينية، أحطت بقضايا الشعب قبل الاحتلال، اعتمدت في ذلك على المحكي وعلى مرجع أعتبره مهما جدا هو للكاتب عارف العارف الذي يحمل معلومات قيمة جدا عما قبل الاحتلال، واضطلعت على هذا العمل القوي حين كنت أتردد على المجمع الثقافي في أبوظبي، وهو عمل يعطي الصورة الحقيقية لما حصل ما قبل الاحتلال. بدأت ملا روايتها بعرس من “قرية دير عمار” أما شخصيات روايتها كانت من القدس ورام الله وقرية دير عمار نفسها، كانت الفرحة هي البداية أما النهاية فظلت مفتوحة وتناولت أربعة أجيال امتدت قبل الاحتلال، حاولت من خلال هذا العمل الوصول لعمق الناس ودواخلهم.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©