الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مؤامرة كبرى لاغتيال ثلاثة من الصحابة في ليلة واحدة

22 يونيو 2015 20:55
أحمد محمد (القاهرة) لما قتل عثمان بن عفان بويع الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه بالخلافة سنة 35هـ، بايعه جميع من كان في المدينة من الصحابة والتابعين والثوار وحكم خمس سنوات وثلاثة أشهر وصفت بعدم الاستقرار السياسي، لكنها تميزت بتقدم حضاري خاصة في عاصمة الخلافة الجديدة الكوفة ووقع الكثير من المعارك بسبب الفتن التي تعد امتدادا لفتنة مقتل عثمان. وتقول المصادر إنه كان كارها للخلافة واقترح أن يكون وزيراً أو مستشاراً إلا أن بعض الصحابة حاولوا إقناعه وأن أقارب عثمان والأمويين لم يبايعوه، وتوجهوا إلى الشام ومنذ اللحظة الأولى أعلن علي أنه سيطبق مبادئ الإسلام والعدل والمساواة بين الجميع بلا تفضيل أو تمييز بعد استلامه الحكم ببضعة أشهر، وقعت معركة الجمل قام بعدها بنقل عاصمة الخلافة إلى الكوفة. قرار العزل كان معاوية بن أبي سفيان والي الشام في عهد عثمان قد أعلن رفضه تنفيذ قرار العزل، كما امتنع عن تقديم البيعة لعلي، وطالب بالثأر لابن عمه عثمان فتوجه علي بجيشه إلى الشام وعسكر الجيشان حين التقيا بموقع يسمى صفين، ثم بدأت مفاوضات استمرت لمدة مئة يوم لكنها لم تأت بنتيجة، فبدأت مناوشات بين الجيشين أسفرت عن قتال استمر أسبوعاً. كان من أسوأ تداعيات حرب صفين ظهور فرقة الخوارج التي استباحت دماء المسلمين وكفرتهم وكفرت عثمان وعلي ومعاوية وسائر الصحابة والتابعين، وقطع الخوارج السبيل وسفكوا دماء الأبرياء، فتصدى لهذه الفرقة الضالة أمير المؤمنين علي وشتت شملهم في معركة النهروان، مما زاد من نقمة الخوارج على المسلمين عموما وأمير المؤمنين خصوصاً، واجتمعوا في بيت عبد الله بن وهب الراسبي، وهو أحد زعمائهم، فخطبهم خطبة بليغة زهّدهم في الدنيا، ورغبهم في الآخرة، ثم قال لهم اخرجوا بنا من هذه القرية الظالم أهلها إلى جانب هذا السواد. شر القتال وقبل أن يدخل معهم في قتال أراد علي رضي الله عنه أن يجنب المسلمين شر القتال، فبعث إليهم من يقول لهم عودوا إلى طاعة أميركم، فقالوا كلنا قتلة إخوانكم، وقد استحللنا دماءهم ودماءكم فقاتلهم وهزمهم. أما الموقف في الشام، فكان جيش معاوية رضي الله عنه يطيعه تماماً، ولم يكن هناك أي حالة خروج عليه، كان أمير المؤمنين رضي الله عنه قد تنغصت عليه الأمور، واضطرب عليه جيشه، وخالفه أهل العراق، واستفحل أمر أهل الشام، زاعمين أن الإمرة لمعاوية. وكانت هناك مؤامرة تحاك في الظلام من الخوارج، تهدف إلى التخلص من علي ومعاوية وعمرو بن العاص في وقت واحد اجتمع نفر منهم في مكة فذكروا قتلاهم في وقعة النهروان، وقال بعضهم لو أننا شرينا أنفسنا لله فأتينا أئمة الضلالة على غرة فقتلناهم فأرحنا العباد منهم وثأرنا لإخواننا الشهداء فتعاقدوا على ذلك عند انقضاء الحج. موعد التنفيذ تكفل عبد الرحمن بن ملجم بقتل علي وتعهد البرك بن عبدالله بقتل معاوية وتعهد عمرو بن بكر بقتل عمرو بن العاص وتحدد موعد التنفيذ في صلاة الفجر في السابع عشر من رمضان وتقدم البرك لقتل معاوية، وعندما رفع السيف ليضربه عند سجوده تكاثر عليه الحراس وجرح معاوية، ونجا وأمر بقتل البرك وذهب عمرو بن بكر إلى مسجد عمرو بن العاص، ولمرض عمرو لم يذهب إلى الصلاة، وكان يصلي بالناس بدلا منه صاحب الشرطة، وظنه عمرو فقتله، وقبض عليه وسيق إلى ابن العاص، وأمر بقتله وتوجه ابن ملجم إلى الكوفة واشترى سيفا وظل يسقيه بالسم أربعين يوما وكان يتردد على أمير المؤمنين فيكرمه ويحسن إليه وقد عرف ابن ملجم امرأة أعجب بها من الخوارج، اسمها «قطام» وعندما تقدم لخطبتها قالت له لا أتزوجك حتى تشتفي لي فقد آليت ألا أتزوج إلا على مهر ثلاثة آلاف عبد وقينة وقتل علي وكانت تكره عليا لأنه قتل أباها وأخاها يوم النهروان. غضبت قطام من ابن ملجم وكانت قد تزوجته، واتهمته بالجبن لأنه لم يقتل علياً ووعدها بأنه سيحقق أمله وأملها، وعندما همَّ علي رضي الله عنه بالخروج إلى المسجد، يوقظ الناس لصلاة الفجر وعندما دخل المسجد أسرع عبد الرحمن بن ملجم وضربه بالسيف على رأسه وقال الحكم لله يا علي لا لك ولا لأصحابك فقال علي فزت ورب الكعبة. أمسك الناس به وأخذوه لعلي الذي كان ينزف الدم من رأسه ويغطي لحيته فقال لهم احبسوه فإن مت فاقتلوه ولا تمثلوا به، وان لم أمت فالأمر إليَّ في العفو أو القصاص وانتقل إلى جوار ربه بعد الفتنة والمؤامرة الإرهابية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©