الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مهرجان اسطنبول السينمائي يغامر مع جمهور متحفظ

مهرجان اسطنبول السينمائي يغامر مع جمهور متحفظ
28 مايو 2006
اسطنبول ـ سيد عبد المجيد:
ذكريات لا تنسى، وقيم لا تتغير، وحكايات كتب لها الخلود: تلك هي السمات الأساسية التي وجدها المتابع في العديد من عروض الدورة الخامسة والعشرين لمهرجان اسطنبول السينمائي والذي انتهت لياليه مؤخرا·
تميزت خلال المهرجان عروض بعض أعمال المخرج الايطالي العبقري روبروتو روسيليني، فجاءت بمثابة تواصل مع ماض من خلال عمل وثائقي خاص أعدته ايزابيلا روسيليني لتكريم والدها· ومن إيطاليا أيضا كان جمهور اسطنبول على موعد مع قيمة سينمائية دشنت مع آخرين أمثال فيدور فيسكونتي وبولو بزوليني وفرانكو زيفريللي الواقعية الإيطالية، أنه فيتوريو دي سيكا صاحب 'المحطة' ومنه استلهم المصري يوسف شاهين فيلمه الشهير 'باب الحديد'·
جرأة فرنسية
والأحياء كان لهـم مكان لما تركوه من إبداعات لا تنسى أمثال الآن ديلون الذي اعتذر عن الحضور وجيرار ديبارديو وايزابيل هوبير ودورها الفذ 'زوجة ملازم'، في إطار الاحتفاء بالسينما الفرنسية·
هذا عن الذكريات فماذا عن القيم التي لم تتغير؟ في إحدى العروض بدت هناك همسات تتسلل داخل صالة العرض ممزوجة بتعليقات ساخرة ومعها تعالت ضحكات كان واضحا أن صاحباتها فتيات ولم يكن المشهد كوميديا يستوجب الضحك فقط، كانت هناك جملة من بطلة الفيلم تنبه فيها زوجها ألا يدخل غرفة ابنته تحسبا أن تكون مع صديقها! هنا بدت المفارقة، فرد الفعل يعكس في النهاية قيم وتقاليد بلد تختلف كليا عن تلك القيم التي تعكسها الأفلام الاوروبية والاميركية·
هذا كان فقط ملمح من الفيلم المعنون حرفيا 'اطبع أو مارس الحب' ونقول حرفيا فالترجمة التركية هروبا من الحرج على ما يبدو آثرت اختيار ترجمة مجازية وهي 'ارسم للسعادة' هذا الملمح لن يكون هو المفاجأة، فالجمهور سيجد مفاجأة أخرى في الفيلم والذي اعتبرته صحيفة 'لوموند' بأنه أجرأ فيلم فرنسي لعام 2005 ويتعرض لعلاقات مستهجنة بين مجموعات من الأزواج·
التعطش للسلطة وممارسة السيادة والتسلط وإجبار الغير على تلقي ثقافة ليست ثقافته قيم أخرى بدت عصية على التغيير وكأنها باتت غرائز إنسانية ارتبطت بجينات الرجل الأوروبي الأبيض وهذا ما اراد أن يقوله الفيلم الفرنسي 'الجمعة أو أي يوم آخر' لكن صانعي العمل حرصوا أن يوضحوا في نهايته أن هذه القيم رغم تغلغلها يمكن أن تتلاشى وتنتهي·
الشغف الانساني
في الفيلم الاميركي 'كين' بدا ان العذاب الإنساني لا يتغير ولا يرتبط بمكان أو جنسية فبطل الفيلم البالغ من العمر خمسة وثلاثين عاما يكاد يفقد عقله عندما يعود من جديد إلى نفس المكان الذي شهد فقد ابنته محاولا سؤال المارة ولكن دون إجابة·
ورغم اختلاف التفاصيل والمضامين سنجد في الفيلم الإيطالي 'أين أنت يا روح القلب' نزوعاً إنسانياً هائلاً نحو نفس القيمة··· الفارق أن بطلة الفيلم تبحث عن سر انتحار شقيقتها·
على الضفة الأخرى من العالم وتحديدا في إيران سنجد نفس الولع الإنساني وشغفه الذي لا يتوقف بالبحث عن التواصل والترابط مع الآخر، لكن الخوف من الوقوع في دائرة المحظور أو الاقتراب من التابو أغرق الفيلم الإيراني المشارك في المسابقة الرسمية 'بورتريه لامرأة بعيدة' في متاهات التورية والمجاز، ولكن يحسب للفيلم انه حاول أن يتقرب من نفس القيم الإنسانية المشتركة·
وفي القسم الذي ضم بعض الأعمال السينمائية التي صنفت على أنها الأفضل خلال الربع قرن قبل الماضي شاهد جمهور المهرجان فيلما مكسيكيا في غاية الروعة ولكن مع الأسف لا يمكن أن تراه سوى في المهرجان، بعنوان 'حب محطم وكلاب لقيطة' من انتاج عام 2000 وحاز على عدة جوائز· الفيلم يضم عوالم مخيفة ومشاهد في غاية القسوة وعلاقات محرمة، ورغم ذلك فهي تتمحور حول حكايات كتب عليها الخلود الهروب من الفقر من خلال الكلاب اللقيطة والبحث عن المجد والثراء على حساب الآخرين·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©