الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«أفضل مرتل».. تؤسس جيلاً جديداً في عالم التلاوة القرآنية

«أفضل مرتل».. تؤسس جيلاً جديداً في عالم التلاوة القرآنية
9 يوليو 2014 04:38
أصوات ندية تتسابق من أجل إظهار براعتها في تلاوة آيات الذكر الحكيم ضمن منافسات الجولة الثانية من مسابقة أفضل مرتل، التي اختتمت أمس الأول، على مسرح أبوظبي بكاسر الأمواج لفئتي أشبال القرآن وشباب القرآن، والتي ينظمها نادي تراث الإمارات، وتستمر حتى الثامن عشر من يوليو الجاري برعاية كريمة من سمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان ممثل صاحب السمو رئيس الدولة رئيس نادي تراث الإمارات. واللافت أن كل واحد ممن جلسوا على كرسي التلاوة كان يلخص أشواقه الداخلية ومواجده الوجدانية وأسلوبه الذي يتميز به، غير أن بعضهم كان يتمثل مشاهير القراء وهو ما ينبئ عن هذه المسابقة تعمل على بناء شخصيات جديدة في عالم التلاوة القرآنية. احتضن مسرح أبوظبي بكاسر الأمواج تفاصيل الجولة الثانية من مسابقة أفضل مرتل حيث جلست لجنة التحكيم بمهابتها العائلية تستمع إلى الأصوات الندية الواثقة من نفسها وهي تتلو آيات القرآن الكريم في تبتل وخشوع واللجنة تقيم وتضع الدرجات، والجمهور ينصت ويصيخ السمع للقراء الجدد، مبدياً إعجابه بالابتسامة تارة، وبهز الرأس تارة أخرى، أما أولياء الأمور فهم كانوا أشد حماسة يملأهم الأمل في أن يكون الفوز من نصيب أبنائهم. قراء جدد واحد وثلاثون متنافسا من الإمارات، والأردن، وسوريا، والسودان، واليمن، وموريتانيا، والسنغال، والصومال، والعراق، وإثيوبيا، والمغرب، ومصر، ومملكة البحرين، وبنجلاديش وبرعاية شاملة من المسعود للسيارات، أدنوك فندق شيراتون، الفوعة، السيف غرافيكس، ورعاية إعلامية لكل من صحيفة البيان الإماراتية، وموقعي آرا، وأبوظبي للبيئة، ما جعل قاعة مسرح أبوظبي تكتظ بالجمهور وتضفي لمسة التحفز على كل المشاركين وحول منافسات الجولة الثانية. إلى ذلك، يقول مسؤول بقسم العلاقات العامة بنادي تراث الإمارات عوض النعيمي «رعاية نادي تراث الإمارات في هذه الدورة من مسابقة أفضل مرتل وما سبقها من دورات أخرى أضفت المزيد من التحفيز للمشاركين في فئتي المسابقة، خصوصاً وأن الإقبال كبير جداً، فضلاً عن أنها استقطبت العديد من الأصوات المميزة وكرمتها عبر السنوات الماضية، وهو ما جعل هذه المسابقة تقوم بدور كبير في إثراء واقع القراء الجدد». ويلفت النعيمي إلى أن الشركاء الداعمين لهذه المسابقة يقدمون جوائز عينية ونقدية تصل إلى نحو ربع مليون درهم. ويشير إلى أن تقدير المتميزين في حفظ وتجويد القرآن من الأمور المهمة التي ترفع معنوياتهم. قاعدة شبابية يذكر النعيمي أن اللجنة العليا المنظمة للمهرجان أشادت بمشاركة التلاميذ صغار السن في هذه المسابقة التي تستقطب كل يوم أعداداً جديدة من أرجاء الدولة كافة من حملة مشروع حفظ وتلاوة كتاب الله، وخاصة المشاركون من الإمارات وتميزهم على المستويات كافة، لتكون بذلك واحدة من أهم المسابقات المحلية الناجحة على خريطة المسابقات في الدولة، كما أثنت اللجنة على جهود المشاركين وأعضاء لجنة التحكيم، ورعاة المهرجان والجمهور الكثيف الذي يحرص كل مساء على الحضور في مسرح أبوظبي لمتابعة برنامج المسابقات وتشجيع المتنافسين في أجواء تحمل تقديساً خاصاً لكلمات الله وحسن الإنصات والاستفادة من المعاني الجليلة التي تتضمنها الآيات الكريمة، لافتاً إلى أن اللجنة أشادت أيضاً بتوجيهات وجهود سمو الشيخ سلطان بن زايد ودعمه الشخصي لفئتي المسابقة «شباب القرآن، وأشبال القرآن»، وإسهامهما في تأسيس قاعدة شبابية من حفظة كتاب الله عز وجل ومن ثم تلاوته وتجويده وفق الأسس والأحكام التي تحرص لجنة التحكيم على ترسيخها في نفوس المتسابقين الذين وصل عددهم في هذه الدورة إلى أكثر من 100 متنافس، معظمهم يحفظ القرآن كاملا. أربع جولات عن المستوى الراقي الذي ظهر عليه العديد من المتسابقين، يقول رئيس لجنة التحكيم الدكتور إبراهيم الجنابي «لفت نظري الإقبال الكبير من قبل المتسابقين الذي حرصوا على إثبات وجودهم عبر المشاركة في منافسات المسابقة التي ستمتد إلى 4 جولات قادمة»، مشيدا بجهود المشاركين في الجولة الثانية واهتماماتهم بجماليات القرآن الكريم والتفاعل مع معانيه الجليلة، وحرصهم على ضبط مخارج الحروف ومن ثم القراءة بشكل لافت وبأداء متميز، مع مراعاة الوقف والابتداء وجمال التلاوة والتنوع في اختيار السور، مؤكدا أن التنافس بدأ قويا وسيستمر على هذا النحو حتى تحديد المثلث الذهبي في خريطة المنافسة على جوائز المسابقة. وثمن الجنابي باسم أعضاء اللجنة الدكتور أنس محمد قصّار، والدكتور محمد المشهداني، جهود سمو الشيخ سلطان بن زايد، وحرصه على الاهتمام بإنارة شعلة الإسلام من خلال مثل هذه الأنشطة الهادفة. ويشير الجنابي إلى أن ختام المسابقة وتكريم الفائزين سيكون في الثامن عشر من يوليو الجاري على مسرح أبوظبي بكاسر الأمواج، حيث سيتم الإعلان عن أسماء الفائزين في فئتي المسابقة ومن ثم منحهم الجوائز التي يستحقونها. واختتمت فعاليات المسابقة بتكريم الجمهور من خلال السحوبات على أرقام الدخول وقدمت الجوائز النقدية الفورية للفائزين، وقد اعتاد جمهور المهرجان على المشاركة اليومية في المسابقات الدينية التي يسعى النادي من خلالها إلى تعزيز الثقافة الروحية والدينية والتراثية لديهم. أصغر متسابق في لفتة طريفة صفق الجمهور طويلا لأصغر متسابق في مسابقة أفضل مرتل وهو الطفل المصري عمر أسامة (7 سنوات)، بعد أن قدم قراءة متميزة لبعض الآيات من «سورة الفجر» بشكل متقن، ويقول عمر «أحلم بأن أصبح عالماً كبيراً يخدم الإسلام»، مؤكدا أنه لم يخش المنافسة مع من هم أكبر منه سنا، وفي حال فوزي بالجائزة الأولى فإنني سأخصصها للفقراء والمحتاجين. وأعرب عن شكره لإدارة نادي تراث الإمارات لإتاحة الفرصة لي للمشاركة في هذه المسابقة المتميزة، والتي تسعى لإعداد جيل جديد من المرتلين. خلف الكواليس قبل بداية التنافس، وتلاوة القرآن أمام لجنة التحكيم والجمهو،ر جلس جلال يوسف (29 سنة)، يرتل الآيات التي سيقرأها بعناية خاصة، ويراعي فيها ضبط الأحكام. ويبين أنه من أشد المتأثرين بالقارئ الذي فسر القرآن بصوت محمد صديق المنشاوي، بالإضافة إلى أدريس أبكر والمعيقلي. وحول أمنياته يذكر جلال بأنه يتمنى أن يكون من قراء المسجد الحرام والأقصى، وجامع الشيخ زايد الكبير. دعم وثقة في أحد أركان مسرح أبوظبي، وقف المشارك منيب رضوان يراجع الآيات التي سيتلوها أمام لجنة التحكيم والجمهور. واللافت أن مجموعة من الأطفال الذين لم يكن لهم به معرفة سابقة وقفوا إلى جواره، وظلوا يساندوه ويشجعونه، ما بث في نفسه الثقة والأمل في أن يكون من ضمن الفائزين في هذه المسابقة. ويؤكد رضوان أنه يحفظ 9 أجزاء من القرآن الكريم، وأنه سوف يقرأ من سورة «يسين». طفل بحريني من البحرين كان ينصت الطفل صالح حسين العوضي لوالده، وهو يذكره بأحكام التلاوة قبل انطلاق منافسات الجولة الثانية على مسرح أبوظبي بكاسر الأمواج. ويذكر العوضي أن والده الطبيب هو الذي غرس فيه محبة القرآن، فبدأ في الحفظ حتى أتم ثلاثة أجزاء، ويلفت إلى أنه على الرغم من أنه جاء بصحبة أبية ووالدته وإخوته، إلا أن ابن عمته جاء خصيصاً من الشارقة من أجل مساندته، وتحفيزه على القراءة بشكل أفضل.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©