الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

العنف الديني في نيجيريا

21 يونيو 2012
يوم الأحد الماضي نفذ مسلحون يشتبه في انتمائهم لجماعات إسلامية متشددة هجوماً على ثلاث كنائس مسيحية بشمال نيجيريا، متسببين في مقتل 23 شخصاً وجرح آخرين، ولعلَّ ما زاد من تفاقم العنف المستشري في البلاد منذ شهور قرار بعض الشباب المسيحي في المناطق التي شهدت هجمات الرد بنفس الطريقة، متذرعين بعجز الحكومة عن حمايتهم ووقف موجة الاستهداف التي يتعرضون لها. وقد خلفت عمليات الانتقام تلك سقوط سبعة ضحايا على الأقل. وفي تقديرات رسمية تعرض أكثر من 150 شخصاً لإصابات مختلفة بعد تصاعد الأعمال الانتقامية في مناطق متنوعة بشمال نيجيريا، وكان عام 2012 قد سجل هجمات متعددة على دور العبادة وصلت، حسب الأرقام المتوافرة، إلى عشر كنائس استُهدفت في عدد من المدن والبلدات النيجيرية، وحتى الآن لم تبرز جماعة متطرفة تعلن مسؤوليتها عن تلك العمليات عدا الجماعة المعروفة باسم "بوكو حرام" التي تبنت عدداً من الهجمات السابقة وأعلنت بصراحة استهدافها لكل مظاهر الحداثة والاختلاف الديني التي تعتبرها نوعاً من الخروج عن الدين. وفيما كانت وتيرة العنف تتصاعد في الشهور الأخيرة اقتصرت الطائفة المسيحية في ردها على مناشدة الحكومات المحلية في الولايات الشمالية بحمايتها، رافضين الانخراط في عنف مضاد يزيد من توتير الوضع وتأجيج الصراع الديني بين القوى المتطرفة. لكن الهجمات التي نفذها يوم الأحد الماضي بعض المسيحيين الغاضبين على أهداف مسلمة أثار مخاوف المراقبين من احتدام العنف في أكبر بلد أفريقي من حيث عدد السكان. وعن هذه المخاوف يقول "إجناتيوس كاسوا"، المحلل من ولاية "كادونا" التي شهدت الهجمات الأخيرة في نيجيريا "ما نراه حالياً من عمليات انتقامية تستهدف المسلمين هو عمل خاطئ، لأنه بالحوار فقط نستطيع حل المشاكل وتهدئة الأوضاع بين أتباع الديانتين". وناشد السيد "كاسوا" الحكومة بالتدخل الفوري لوضع حد للعنف قبل أن يستشري ويحرق الأخضر واليابس، مشدداً على أن "المسلمين والمسيحيين يعبدون الله، كما أن تعاليم الديانتين معاً تنبذ العنف وتدعو للسلام". ولعل ما يجعل من ولاية كادونا مسرحاً للعمليات الأخيرة موقعها الجغرافي على حدود التماس بين الشمال الذي يقطنه غالبية مسلمة وبين الجنوب المسيحي في معظمه. وتشتبه الشرطة في أن الانفجارات الثلاثة التي استهدفت الكنائس المسيحية وولدت ردود فعل غاضبة لدى المسيحيين نُفذت على الأرجح من قبل انتحاريين تمكنوا من اختراق الحراسة وتفجير أنفسهم وسط المصلين، وهو ما يشير إليه "أمينو لاوال"، المتحدث باسم الشرطة في ولاية كادونا، قائلاً "نعتقد أن الانفجارات كانت بسبب انتحاريين، لكني لا أستطيع الغوص في التفاصيل لأن التحقيقات ما زالت جارية"، وقد أكد الدكتور "تايلور آديمي" بمستشفى "لوك" القريب من مكان الحادث وصول 40 ضحية إلى المستشفى أغلبهم من الأطفال. ومع أن أحداً لم يعلن مسؤوليته عن الهجمات، إلا أن المراقبين يرون فيها بصمات واضحة لـ"بوكو حرام" التي تسببت موجة العنف والإرهاب التي أطلقتها في قتل ما لا يقل عن ألف شخص خلال السنتين الماضيتين، وتسعى هذه الجماعة المتطرفة التي يعني اسمها "التعليم الغربي حرام" إلى إقامة دولة مسلمة في البلاد، وتقول إنها تهاجم المسيحيين انتقاماً لقتل المسلمين في نيجيريا. لكن الهجمات التي تنفذها "بوكو حرام" أدت إلى إشعال فتيل العنف المضاد في ولاية "كادونا" عندما خرج مجموعة من الشباب المسيحي ملوحاً بالعصي والأسلحة الحادة ليخربوا أحد المساجد ويحرقوا آخر؛ وحسب المسؤولين في مستشفى "جيرالد"، وصل عدد الضحايا إلى 35 شخصاً، توفي سبعة منهم قبل وصولهم بسبب الحروق التي تعرضوا لها من قبل المهاجمين، ولتفادي عمليات عنف موسعة فرضت حكومة ولاية كادونا حظراً للتجول يمتد من وقت غروب الشمس وحتى مطلع الفجر لمنع انفلات الوضع الأمني وتصادم الطائفتين، كما حشدت قوات الأمن عناصرها في الأحياء المسيحية لمنع نزول الشباب إلى الشوارع واستهداف المسلمين. إبراهيم جاربا نيجيريا ينشر بترتيب خاص مع خدمة «كريستيان ساينس مونيتور»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©