الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الاحتجاجات التركية... وتداعيات الأزمة السورية

الاحتجاجات التركية... وتداعيات الأزمة السورية
22 يونيو 2013 22:22
مايكل بيرنباوم إسطنبول بإعلان إدارة أوباما في الأسبوع الماضي قرارها إرسال أسلحة إلى الثوار في سوريا أصبحت الولايات المتحدة أكثر اعتماداً على تركيا من أي وقت مضى، وذلك في نفس الوقت الذي باتت فيه قدرة رئيس الوزراء التركي، رجب طيب أردوغان، على التحرك محدودة بالنظر إلى الاضطرابات الداخلية والحركة الاحتجاجية المتصاعدة، وهي الاحتجاجات التي أعطت زخماً جديداً لانتقادات قديمة يرفعها معارضو أردوغان من بينها انخراطه الفاعل في دعم المعارضة السورية. واليوم وفيما تحتاج الولايات المتحدة المزيد من الدعم التركي لإيصال الأسلحة إلى المعارضة السورية يواجه أردوغان ضغوط الشارع إذا ما انتهج سياسات لا تحظى بتأييد الرأي العام. فعلى رغم أن رئيس الحكومة التركي واصل في خطاباته النارية استهدافه لنظام الأسد، وقد نسق المسؤولون الأميركيون في الفترة الأخيرة مع نظرائهم الأتراك السياسة حول سوريا، إلا أن جزءاً مهماً من الشارع التركي بات غير مقتنع بتورط قائده في الأزمة السورية، ولاسيما بعد تفجر مشكلة اللاجئين المتدفقين على الأراضي التركية والإشكالات الأمنية المرتبطة بهذا الأمر. وقد كان لافتاً أن حاجة أوباما للتعاون التركي في الموضوع السوري منعته من ترديد انتقاداته لسياسة الحكومة التركية في التعامل مع المظاهرات، وذلك على رغم تفاجؤ أميركا بالأسلوب القاسي الذي تعاطت به الشرطة مع الاحتجاجات، حسب بعض المراقبين.وفيما حرص المسؤولون الأميركيون والأتراك على تنسيق المواقف والتخطيط لما سيأتي لاحقاً في سوريا يقول العديد من المتظاهرين ضد أردوغان إن الحاجز النفسي قد انهدم ولم يعد ما يمنع من مواصلة المظاهرات ضد رئيس وزراء لم يترك وصفاً قدحياً إلا ونعت به المحتجين. وهذا الأمر هو ما عبر عنه «سونير كاجابتي»، الخبير في الشؤون التركية بمعهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، قائلاً «من الآن فصاعداً ستواجه السياسات الحكومية غير الشعبية بموجة من الاحتجاجات في الشارع، وهو ما سيدفع كلاً من تركيا والولايات المتحدة إلى قيادة الجهود السورية من الخلف»، مع تشجيع الدول الأخرى على لعب دور أكبر والالتزام بشكل أكثر بدعم الثوار. وقد اتضحت المخاطر السياسية والإنسانية لدعم الثوار السوريين من قبل أردوغان في 11 مايو الماضي عندما تسبب انفجار سيارتين مفخختين في مقتل 52 شخصاً وجرح أكثر من 140 آخرين ببلدة ريحانية بالقرب من الحدود مع سوريا. ومع أن أحداً لم يستطع إثبات ضلوع نظام الأسد في التفجيرين، إلا أن الربط في أذهان الأتراك قائم بقوة، وهو ما يدفعهم إلى معارضة سياسة أردوغان تجاه الجار الجنوبي. يضاف إلى ذلك العدد الكبير من اللاجئين السوريين فوق الأراضي التركية الذي بلغ حسب الإحصاءات 363 ألفاً، إذ على رغم التعاطف الشعبي الواسع مع محنة الشعب السوري واللاجئين يبقى الانزعاج واضحاً من قلة الموارد وعدم القدرة على استيعاب التدفق الكبير للاجئين، ثم تأتي المخاوف الأمنية التي عبر عنها الصحفي التركي «أكين بودر»، قائلاً «لقد تحولت محافظة هاتاي إلى بؤرة من التوتر بسبب سياسات أردوغان». وهو ما يدفع المراقبين إلى الاعتقاد بأن قدرة رئيس الحكومة على فعل ما يحلو له في الشأن السوري باتت محدودة، حيث يقول «عثمان فاروق لوجولو»، نائب رئيس الحزب الجمهوري المعارض والسفير التركي السابق لدى الولايات المتحدة: «لقد قصت أجنحة أردوغان فيما يتعلق بسوريا»، مواصلاً أن محدودية خيارات رئيس الحكومة اتضحت بعدما أعلن أوباما عن استخدام نظام الأسد للسلاح الكيماوي ضد المعارضة وتجاوزه للخطر الأحمر، حينها توقعنا من أردوغان أن يصعد خطابه ضد الأسد، ولكنه لم يقدم على ذلك. والحقيقة أن تقاطع الحركة الاحتجاجية في تركيا مع تغيير أوباما لسياسته تجاه سوريا ولد نوعاً من الحيرة بالنسبة للمسؤولين الأميركيين الذين شعروا بالاستياء من طريقة التعامل مع المتظاهرين وفي الوقت نفسه الدهشة من أن سياسياً محنكاً مثل أردوغان واجه التحدي الأكبر لحكمه بطريقة غير سليمة، وهو ما أشار إليه «هنري باركي»، الخبير في الشأن السوري بجامعة «ليهاي» الأميركية، قائلاً «إن استقبال أردوغان في أوروبا والولايات المتحدة اختلف على نحو كبير عما كان في السابق، فبعد الاحترام الكبير الذي كانت تكنه واشنطن لأردوغان وزملائه باعتبارهم من كبار السياسيين اختفت اليوم تلك الهالة بسبب سوء تقدير رئيس الحكومة التركي»، مضيفاً أن الضغط الداخلي قد يجعل أردوغان أقل اندفاعاً في الموضوع السوري وأكثر حذراً في رغبته الإطاحة بالأسد. وأمام هذه التطورات يفكر المسؤولون الأميركيون في الطريقة الأمثل للتعامل مع أردوغان الذي احتفوا به في واشنطن قبل شهر واحد فقط، فعلى رغم القلق الذي أبداه وزير الخارجية، جون كيري، ونائب الرئيس، جو بايدن، إزاء عنف الشرطة التركية، إلا أن أغلب النقاشات مع الأتراك انصبت حول الموضوع السوري، حيث التقى في الأسبوع الماضي بواشنطن نائب رئيس الوزراء التركي، بشير أتلاي، مع كبار المسؤولين الأميركيين، كما هيمنت سوريا على المحادثة الهاتفية التي أجراها كيري مع نظيره التركي، أحمد داوود أغلو، يوم السبت الماضي، لتنطلق بعدها مباشرة محاولات الشرطة إخلاء ساحة تقسيم وحديقة «جيزي» المجاورة لها في مسعى على ما يبدو لتهدئة الأجواء لتنسيق تركي أميركي أكبر بشأن الموضوع السوري. ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©