الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

ليبيا: شباب يصنع المستقبل

22 يونيو 2013 22:27
نجوى بن وهيبة صحفية وناشطة ليبية في مجال البيئة والعمل المدني بعد مرور سنتين على نهاية ثورة عام 2011، ما زالت ليبيا الجديدة مشروعاً قيد الإنجاز، وما زالت تعاني من عدم الاستقرار والعنف. وقد شهدت الأسابيع القليلة الماضية عنفاً متواصلاً في أماكن متفرقة، بما فيها طرابلس. وفي 8 يونيو، خلفت صدامات بين المتظاهرين المحتجين والميليشيات في بنغازي ثلاثين قتيلاً، الأمر الذي أدّى إلى استقالة رئيس أركان الجيش الليبي يوسف المنقوش. وتستمر الميليشيات بأعمالها في الوقت الذي تبدو فيه الحكومة المركزية غير قادرة على وقفها. إلا أنه على رغم هذا العنف، ما زالت الغالبية الكبرى من الشباب تسعى لبناء الدولة التي طالما حلموا بها. وما زلنا نحن الشباب نعمل باتجاه تحقيق هذا الهدف. واليوم، وبعد مرور سنتين، نشأت الآلاف من مؤسسات المجتمع المدني والعمل التطوعي الليبية، وبدأت بالعمل في مختلف المدن، حيث يعمل أفرادها بكل ما أوتي الشباب من جهد وطاقة وحماس. وكان النظام العسكري السابق قد طمس منظمات المجتمع المدني في ليبيا، مما جعل كثيرين يشكّون في قدرة ليبيا على تطوير ثقافة المشاركة المدنية. إلا أن الشباب الليبيين، رجالاً ونساءً، أثبتوا للعالم أنهم قادرون بالتأكيد على بناء السلام، وأن بإمكانهم تحقيق المطالب بالعدالة الاجتماعية، وصنع حياة أفضل لهم ولمجتمعهم. وبعد الصراع المسلّح ضد النظام السابق انطلق الشباب، وركزت المبادرات على رفض العنف وعلى الحاجة للحوار لحل المشاكل. وعلى سبيل المثال، أسّست مجموعة من الليبيين الشباب مبادرة المصالحة الوطنية لتشجيع المصالحة بين أتباع النظام السابق وبقية السكان. وتشكّلت لجان في سبتمبر 2011، بهدف حل النزاع في مدينة بني الوليد دون اللجوء إلى السلاح. وعلى رغم أن جهودهم لم تكن ناجحة كما أمِل البعض، لأن بعض المجالس المحلية لم تتعاون كما كان متوقعاً مع الحملات، إلا أن تلك اللجان شكّلت خطوة في الاتجاه الصحيح. وفي الوقت الذي ركّزت فيه وسائل الإعلام على العنف الجاري على الأرض، كان الشباب يتعاملون مع قضايا لم يكن باستطاعتهم التعامل معها في الماضي، مثل شؤون الصحة والتعليم والبيئة. وفي أكتوبر 2012 على سبيل المثال، نظّم الاتحاد الليبي لمكافحة السرطان حملة توعية في المدارس الثانوية في عدة مناطق ليبية بينها مدن طرابلس وبنغازي وزليتن. وتقول أم سند، وهي واحدة من النساء المشاركات في الحملة: «كان مرض سرطان الثدي من الأمور التي لا يتم الحديث عنها في ليبيا. لم نكن نعلم شيئاً عنه، ولكن، والفضل يعود لهذه الحملة، أصبحت النساء يعرفن اليوم أنه يمكن اكتشاف هذا المرض». وقد نشرت الحملة الوعي بالمرض وشجّعت على الكشف المبكر عنه، ودحضت ثقافة الخجل بشأنه. وكذلك نشطت المنظمات الشبابية في مجال حماية البيئة، بعد أن كانت مجموعات كهذه محدودة جداً من حيث النشاط والعدد لعقود طويلة. ويقول أحد الناشطين الشباب وهو عضو في جمعية أكسجين للحماية البيئية: «أصبح الشباب الليبيون ناشطين جداً في مجال البيئة، وقد بدأت حملات التوعية لتغيير مواقف الناس تجاه البيئة تتشكّل». وأطلقت جمعية أكسجين للحماية البيئية بدورها حملة جديدة في ليبيا لنشر الوعي بمخاطر التلوث بالأكياس بالبلاستيكية. ويعتبر تشكيل مجموعات كهذه خطوة إيجابية وإنجازاً مهماً على رغم العوائق. وعلى سبيل المثال، وبفضل عمل هذه المنظمات، بدأت السلطات الليبية توبّخ من يقطعون الأشجار. وقد شاركت ليبيا في ساعة الأرض العالمية في نهاية شهر مارس 2012 بتوجيهات من الشباب، وإن كان ذلك على نطاق محدود. وفي عام 2013 اتسعت المشاركة في كل من مدن طرابلس وبنغازي والبيضاء وغريان، وتم إطفاء الأنوار في عدد من المباني الرئيسة. ودعا الشباب القائمون على المبادرة وزير الكهرباء للمشاركة في الحدث الهـادف للتنويـه بمخاطر الاحتباس الحراري والتشجيع على استعمال الطاقة المتجددة. ويشكّل العنف المستمر إحباطاً لكثيرين، وهناك احتجاجات من قبل بعض المنظمات لأن عدداً من المجالس المحلية في العديد من المحافظات لا تتعاون مع الحملات التي يقودها الشباب والأفكار التي ينشرونها. ولكن على رغم هذه المعوّقات، وكثير غيرها، يستمر الشباب في جهودهم وقد نجحوا في اجتذاب العديد من المساندين في المجتمع الليبي، ممن يؤمنون بأهدافهم ونواياهم. وتكمن قوة الشباب في إصرارهم على الاستمرار في رحلتهم لبناء وطنهم وأملهم في أن يكون المستقبل أفضل. ينشر بترتيب مع خدمة «كومون جراوند» الإخبارية
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©