الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

واقعية الأهلي والنهاية السعيدة

28 مايو 2006
أكرم يوسف:
رقص وينفرد شايفر
بكى محمد قاسم
تساقطت دموع نجوم الأهلي
واحتفلت الجماهير حتى الصباح
إنجاز يستحق الرقص والدموع والاحتفال
نعم ··الحلم تحول إلى حقيقة
درع الدوري عاد لأحضان الأهلي بعد غياب 26 عاما
26 عاما كاملة انتظرها الأهلي وجماهيره وهي تحلم باللقب الرابع، يولد الحلم مع كل جيل يظهر ، وأسماء تلمع ،وأجانب تتألق وعلى مدى سنوات ظهرت أجيال ،واختفت أخرى ، ولمعت أسماء وأنطفات أخرى واللقب يعاند الأهلي حتى عندما يكون قريبا من منصة التتويج ·
حتى كانت ليلة 26 مايو 2006 بالقطارة في' القمة الفاصلة '
ليلة تاريخية عانق فيها الأهلي اللقب الرابع ،وحفر صناع الإنجاز أسماءهم فوق الدرع الجديد
سالم خميس ،فيصل خليل ،محمد قاسم ،حسن علي إبراهيم ، عادل عبد العزيز ،بدر ياقوت ،جاسم أكبر ،مارتن بارودي ،عبد الله موسى ،فرهاد مجيدي ،أحمد شاه ،علي حسين ، خالد محمد ،علي سعيد ،مشموم محبوب ،
هؤلاء وغيرهم من الأسماء التي ساهمت من البداية بالجهد والعرق للوصول إلى النهاية السعيدة بقيادة المدرب الألماني وينفرد شافير ،ويبدو أن الكرة الألمانية على موعد مع التألق مع اقتراب كأس العالم الصيف المقبل حيث ساهم الألماني راينر هولمان الموسم الماضي في قيادة الوحدة للفوز بالدوري بعد غياب ثلاثة مواسم ،ويأتي وينفرد شايفر هذا الموسم ليقود الأهلي للقب بعد 26 عاما ليضيف تأكيدا جديدا على أن الأداء الواقعي الممزوج بالدقة الألمانية واللعب الجماعي أكثر إيجابية مع الكرة الإماراتية ·
لمسة شايفر
وعندما كان الأهلي في قمة تألقه قبل ثلاثة مواسم مع الروماني بيلاتشي والنجم الإيراني علي كريمي لم يتمكن من الفوز بالدوري ،وكان الفريق في ذلك الوقت يقدم عروضا هجومية ممتعة ، ويحرز أهدافا كثيرة وفي نفس الوقت تهتز شباكه كثيرا ،ولذلك كان يتراجع في النهاية ويكتفي بالإعجاب ،ولكن عندما تولى الألماني وينفرد شايفر أصبح الأهلي يقدم كرة قدم متوازنة ،لا تعرف الاندفاع والمغامرات العشوائية والأداء الحماسي ،وأيضا لا تعتمد على اللعب الفردي ، وبعد أن احتل الأهلي المركز السابع الموسم الماضي وفي رصيده 9 هزائم و6 تعادلات ،و40 هدفا في شباكه
نجده هذا الموسم لم يخسر سوى ثلاث مرات فقط وتعادل في خمس مباريات واهتزت شباكه 25 مرة فقط (أقوى ثاني خط دفاع بعد العين) وأقل فرق الدوري تعرضا للخسارة ،وخط الهجوم يقدم ماهو مطلوب منه بذكاء وأداء تكتيكي وكرات طويلة دون أي تأثير على الجانب الدفاعي وكانت الحصيلة في النهاية أكثر من رائعة خاصة وأن المباراة الفاصلة كانت أمام حامل اللقب صاحب الهجوم الأقوى والصدارة منذ بداية الدوري بل منذ يناير 2005 الموسم الماضي وهو يتربع على القمة لمدة 490 يوما ،وحقق فوزا كاسحا بالستة على الشارقة في آخر مباراة بالدوري ومع الرأفة ·
التوقعات للوحدة
وكان منطقيا أن تنحاز التوقعات لصالح الوحدة قبل بداية اللقاء ليس فقط لأنه صاحب كل هذه النجاحات ولكن لأنه أكد تفوقه على الأهلي هذا الموسم وفاز عليه ذهابا وإيابا كما فعل الموسم الماضي ،وكانت أوراق الوحدة الهجومية تبدو أكثر تأثيرا من الأهلي خاصة وان الوحدة يملك أسلحة فعالة في مختلف الخطوط ·
ولكن بعد 90 دقيقة في موقعة' القطارة التاريخية ' شاهدنا سيناريو مكرر من أداء الوحدة في الدوري ،فالفريق الذي فرض سيطرته على معظم فترات المباراة وخلق العديد من الفرص للتسجيل وكان الأخطر هو الذي خسر في النهاية لأنه قدم أداء انفعاليا ،حماسيا ،متسرعا ،يفتقد للتركيز في الدفاع والهجوم ·
وفي المقابل تعامل وينفرد شايفر بذكاء وواقعية وحصل على ما يريد من المباراة بأقل مجهود وأكثر تركيز ،دون مغامرات عشوائية وأجبر الوحدة
على اللعب من العمق بعد أن أغلق الأطراف، وأبطل مفعول مصادر الخطورة الوحداوية ونجح في شن غزوات هجومية سريعة ·
محاولات هجومية
وعندما نتوقف أمام المحاولات الهجومية لكل فريق سنجد أن الوحدة الأكثر تفوقا وقام طوال المباراة ب20 محاولة هجومية منها 6 تسديدات على مرمى عبدالله موسى و14 تسديدة خارج المرمى واحتسبت له 6 ركنيات ،وعلى الجانب الآخر نجد أن الأهلي رغم الأهداف لأربعة قام بسبع محاولات هجومية فقط منها خمس على المرمى أسفرت عن أربعة أهداف والمحاولة الوحيدة التي أخفقها الأهلي هي انفراد فرهاد مجيدي في الشوط الثاني وسدد في مرمى عبد الباسط ،بينما سدد الأهلي مرتين خارج المرمى ·
ويعكس الفارق الكبير في المحاولات الهجومية بين كل فريق مدى حالة التركيز التي كان يتعامل بها الأهلي مع المباراة حيث أحرز أربعة أهداف من 7 محاولات وكان واضحا أن وينفرد شايفر تعلم الدرس جيدا بعد أن خسر مرتين أمام الأهلي هذا الموسم ولذلك لعب بحرص شديد وعطل تماما الأطراف لإيقاف خطورة فهد مسعود ومحمد علي عمر الذي لعب بدلا من حيدر الو علي المصاب لدرجة أن المرة الأولى التي تقدم فيها عادل عبد العزيز لظهير الأيسر للهجوم في الدقيقة 49 رغم انه ثالث هدافي الأهلي بعد فيصل خليل وفرهاد مجيدي برصيد خمسة أهداف ، وكان هناك التزام شديد من حسن علي إبراهيم في وسط الملعب رغم أنه يملك مهارات هجومية ·
ثغرات ومساحات
واعتمد الأهلي على الكرات الطويلة واستغلال المساحات الواسعة التي تركها وسط الوحدة أمام الدفاع ،تلك المساحات استغلها الثلاثي فرهاد مجيدي وفيصل خليل ومارتن بار دوي وينضم إليهم سالم خميس وفعلوا كل شيء دون رقابة أو ضغط من وسط الوحدة عبد السلام جمعة أو عبد الله النوبي الذي لعب بدلا من عبد الرحيم جمعة المصاب،وكان هناك اندفاع للهجوم وتركوا بشير سعيد وعبد الله سالم وعمر علي عمر يواجهون بمفردهم مهارات فيصل خليل وفرهاد مجيدي ومارتن باردوي وكان واضحا أن نجوم الوحدة نزلوا المباراة بثقة كبيرة وتعاملوا مع الأهلي على أنه نفس الفريق الذي سبق وأن تفوقوا عليه ذهابا وإيابا هذا الموسم ،ونسوا أن للفاصلة حسابات أخرى،وأهلي الفاصلة يختلف تماما عن أهلي الدورين الأول والثاني ،ويختلف تماما عن الشارقة ·
نفس السيناريو
ومنذ البداية أربكت تحركات كل من فيصل خليل وفرهاد مجيدي دفاع الوحدة لأن أداءهما اتسم بالسرعة والمهارة وظهر ذلك في الهدف الأول الذي جاء من ركلة جزاء غير صحيحة عندما أبعد عبد السلام جمعة الكرة داخل المنطقة من أمام مارتن بارودي فسقط وبعد ثوان قليلة أعلن الحكم محمد عمر ركلة جزاء ·
ولكن عندما نعود إلى بداية اللعبة سنجد أنها تمريرة طويلة من عادل عبد العزيز قبل منتصف الملعب لم يحسن عبد الله سالم استقبالها فذهبت إلى بشير سعيد الذي قدمها هدية على طبق من فضة إلى فرهاد مجيدي لينطلق داخل منطقة الجزاء ويراوغ عبد الله سالم ويمرر للقادم من الخلف مارتن بارودي وقبل أن يسدد تدخل عبد السلام وكانت ركلة الجزاء ·
وتوقع الجميع عودة الوحدة وبقوة كما عودنا في مبارياته السابقة وكما فعل أمام الشارقة في المباراة الأخيرة فهو يملك الكثير من المهارات والإمكانات التي تؤهله للعودة وبقوة ،إلا أن الهدف الثاني جاء بعد خمس دقائق ليعمق الجراح ·
والأمر الذي لاحظه الجميع أن كل أهداف الأهلي جاءت بنفس الطريقة ،اختراق من العمق أو عن طريق كرات طويلة ،ولم نر أيا من الأهداف الأربعة نتيجة كرات عرضية أو بضربات رأس لأن التركيز كان واضحا من العمق ·
ودائما ما يكون مارتن بارودي هو صاحب اللمسة الأولى في صناعة الهجمة·
ولكن يبدو أن الفرنسي تاردي مدرب الوحدة كان الوحيد الذي لم يتوقف أمام هذه الأمور ولم يحرك ساكنا لسد الثغرات ،والتنبيه على لاعبي الوسط بسرعة العودة للدفاع أو لاعبي الأطراف بالتحرك عكسيا للمساندة ·
بارودي مايسترو الوسط
وإذا كان مارتن بارودي هو الذي صنع ركلة الجزاء ، فهو أيضا الذي صنع الهدف الثاني بتمريرة عرضية لفرهاد مجيدي ،وهذا الهدف جاء ثمرة 9 تمريرات بدأت من الحارس عبد الله موسي ،إلى سالم خميس ثم إلى علي حسين ومنه إلى حسن علي إبراهيم ،ثم علي حسين مرة أخرى ،وسالم خميس ومجيدي ثم بارودي ومنه إلى مجيدي ليحرز الهدف ·
والسؤال هو ؟
أين لاعبو الوحدة وهم يشاهدون الكرة تنتقل من قدم لأخرى تسع مرات بطول الملعب لمسافة تقترب من ال90 ياردة ؟
أين الضغط من الهجوم أو الوسط أو الرقابة من الدفاع؟
لا أحد موجود
ونفس السيناريو تكرر مع الهدف الثالث ، عندما حاول متروفيتش المراوغة في وسط ملعب الأهلي فتقدم محمد قاسم وخطف منه الكرة ومررها إلى خالد محمد ومنه إلى مارتن بارودي في دائرة الوسط ويمرر إلى فرهاد مجيدي ليضع تمريرة سحرية وسط ثلاثة مدافعين إلى فيصل خليل الذي تحرك ببراعة ليستقبل الكرة ويتقدم في حراسة عمر علي ويسدد محرزا الهدف الثالث من خمس تمريرات ·
أما الهدف الرابع فصنعه حارس المرمى عبد الله موسي عندما سدد الكرة عالية وصلت على حدود منطقة جزاء الوحدة على رأس طلال عبد الله يضعها في مرماه بطريق الخطأ نتيجة تقدم الحارس عبد الباسط ·
وإذا كان الأهلي في قمة تركيزه التكتيكي والفني والبدني ،فإن الوحدة كان بعيدا تماما عن مستواه وكان نجومه خارج الخدمة يتحركون بشكل فردي ،والمحاولات متسرعة ،والتمريرات غير دقيقة ،واندفاع غير محسوب ،وتسابق النجوم على إهدار أكثر من فرصة مؤكدة من إسماعيل مطر ومتروفيتش وصالح المنهالي وبشير سعيد وفهد مسعود ·
ولم نشعر بدور المدرب في إدارة المباراة ، لتقديم الحلول سواء الهجومية أو الدفاعية ،وترك بارودي اخطر لاعبي الأهلي يتحرك بحرية ،وفرهاد مجيدي كان يقطع الملعب طولا وعرضا ،وسالم خميس يتحرك بهدوء·
ورغم فرص الوحدة الخطيرة على مدى الشوطين إلا أن الهدف الوحيد جاء من ركلة جزاء غير صحيحة عندما لمس بدر ياقوت الكرة بيده خارج المنطقة فاحتسبها محمد عمر داخل المنطقة ليعوض الوحدة عن ضربة الجزاء التي احتسبها ضد عبد السلام جمعة في الشوط الأول ·
وبكل صراحة كاد محمد عمر بقراراته الخاطئة ،أن يفسد المباراة واحتسب ركلتي جزاء غير صحيحتين ،وأخرج البطاقة الصفراء 12 مرة وطرد المدرب وينفرد شايفر ،وتقريبا نصف هذه البطاقات غير صحيحة وكان يبدو متسرعا ·
وعلى أية حال كان الأهلي الأفضل تكتيكا وفنيا وتعامل بواقعية مع المباراة لأنه كان يدرك جيدا أنها تساوي بطولة ،أما الوحدة الذي وضع نفسه بنفسه في مأزق الفاصلة كان يبدو بعيدا تماما عن مستواه ودفع ثمن فاتورة عدم الاستقرار الفني بتغيير المدربين وأيضا الثقة المفرطة قبل المباراة فخرج من الموسم صفر اليدين بعد أن بهر الجميع في البداية بأدائه وانتصاراته ونجومه وكان المرشح الأول والأقوى للفوز بالدوري والكأس وكأس رئيس الدولة ودوري أبطال آسيا
إنها بالفعل نهاية درامية للوحدة، ونهاية سعيدة للأهلي·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©