أبوظبي (وام) - تنظم وزارة الاقتصاد اليوم زيارة رسمية تستغرق أسبوعا لوفد تجاري يضم نحو 50 شخصا يمثلون جهات حكومية وشركات من القطاعين العام والخاص من مختلف إمارات الدولة إلى كل من تنزانيا وكينيا بهدف تعزيز وتطوير العلاقات التجارية المشتركة معهما في إطار سعيها لفتح أسواق دول شرق أفريقيا أمام البضائع والمنتجات الإماراتية.
وتستهل البعثة التجارية التي يرأسها عبد الله بن أحمد آل صالح وكيل وزارة قطاع التجارة الخارجية بوزارة الاقتصاد جدول أعمالها بزيارة لمدينة دار السلام في تنزانيا تمتد ثلاثة أيام تليها زيارة للعاصمة الكينية نيروبي في 26 من الشهر الحالي لمدة أربعة أيام.
ويضم الوفد ممثلين عن جهات حكومية من بينها دائرة التنمية الاقتصادية في أبوظبي ومؤسسة دبي لتنمية الصادرات التابعة لدائرة التنمية الاقتصادية في دبي ومركز دبي التجاري العالمي بالإضافة إلى ممثلين عن شركات من القطاعين العام والخاص تعمل في بمختلف قطاعات بما فيها الإنشاءات والنقل والخدمات اللوجستية والطاقة والنفط وتنقية المياه والصناعات الغذائية ومواد البناء والماس والبيع بالتجزئة.
وقال معالي المهندس سلطان بن سعيد المنصوري وزير الاقتصاد أمس إن هذه الزيارة تندرج في سياق حرص الإمارات العربية المتحدة على بناء علاقات اقتصادية متينة مع دول شرق القارة الإفريقية التي تعتبرها شريكا تجاريا استراتيجيا وبيئة زاخرة بالفرص الاستثمارية المجزية. وأكد معاليه أن هذه الخطوة تعكس ما تم الاتفاق عليه خلال اجتماعات سابقة بخصوص تبادل الوفود والزيارات الرسمية بين الجانبين للتعرف عن كثب على الفرص الاستثمارية المتاحة.
ودعا الدول الإفريقية إلى الاستفادة من التطور والتقدم الذي أحرزته الدولة في تدعيم اقتصاداتها ومن التجارب والخبرات التي تتمتع بها الشركات والمستثمرون الإماراتيون في تخطيط وتنفيذ مشاريع البنى التحتية والمشايع الإنمائية في القارة السمراء.
ومن جانبه لفت عبد الله بن أحمد آل صالح إلى أن العلاقة الاقتصادية المنشودة مع الدول الإفريقية عموما ودول شرق أفريقيا خصوصا لابد أن تنتقل إلى مرحلة أخرى وآفاق متجددة لا ترتكز فقط على التجارة النفطية بل تتجاوزها لتشمل قطاعات ومجالات اقتصادية حيوية أخرى من أبرزها البنى التحتية وصناعات الأغذية والزراعة.
وشدد على أهمية الدور الذي يمكن أن تلعبه الإمارات العربية المتحدة بالنسبة للقارة الإفريقية بصفتها أحد أهم أسواق التصدير والاستيراد لتلك الدول.
وأوضح أن القارة الأفريقية في المقابل هي الملاذ الآمن والاستثمار الأمثل لمشاريع المستقبل والضمانة في مواجهة تحديات الأمن الغذائي والمائي. وأشار آل صالح إلى أهمية الموقع الجغرافي لدولة الإمارات وما يتوفر فيها من خدمات لوجستية عالمية وبنية تحتية حديثة تجعل منها حلقة وصل وربط مهمة بين القارة الأفريقية، التي يقارب تعداد سكانها مليار نسمة، وبقية دول العالم.
وعقدت وزارة الاقتصاد في دبي أمس اجتماعا تنسيقيا لأعضاء الوفد للتحضير لزيارة تنزانيا وكينيا تخلله الإطلاع على تفاصيل الزيارة وبرنامج اللقاءات والفاعليات التي تتضمنها البعثة إلى جانب الزيارات الميدانية لمحطات رئيسة في كلا البلدين. وحضر الاجتماع محمد عبدي جيللو سفير جمهورية كينيا لدى دولة الإمارات حيث قدم عرضا شرح فيه الفرص الاستثمارية في مختلف القطاعات الاقتصادية في بلاده وأهمية دعم الشراكة التجارية بين البلدين.
ولفت إلى أن الحد لأدنى لأرباح أي مشروع استثماري ناجح في بلاده لا تقل نسبته عن 25% سنويا. وأكد أهمية زيارة الوفد الإماراتي لبلاده كونها تصب في خانة دعم العلاقات السياسية والاقتصادية والسياحية بين شعبي البلدين الصديقين اللذين تربطهما وشائج أخوية وعلاقات اجتماعية تمتد لأكثر من ألف عام.
وذكر أن الإمارات العربية المتحدة لا تزال تحتل المركز الأول من بين أكبر الشركاء التجاريين مع كينيا منذ خمس سنوات مما يشير إلى المكانة المتميزة التي تتبوأها دولة الإمارات في الاقتصاد الكيني.
وكشف السفير جيلو عن أن رحلات الطيران بين البلدين سترتفع من 35 رحلة أسبوعيا حاليا إلى 40 رحلة أسبوعيا اعتبارا من الثاني من الشهر المقبل بعد أن تدشن الاتحاد للطيران أربع رحلات بين أبوظبي ونيروبي أسبوعيا بالإضافة إلى افتتاح «فلاي دبي «خط جوي بين دبي والعاصمة النيروبية إلى جانب رحلات طيران الإمارات وشركة الخطوط النيروبية القائمة بين البلدين. وشدد على أن بلاده تطلع إلى دعم العلاقات المتميزة مع دولة الإمارات على جميع المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية إحياء للتاريخ القديم المشترك بين شعبي البلدين الصديقين.
ومن جهته أوضح محمد ناصر الزعابي مدير إدارة الترويج التجاري بالوزارة أن كينيا وتنزانيا تعدان من الأسواق الحيوية الواعدة في شرق أفريقيا حيث تتوفر الفرص التجارية والاستثمارية لتصريف السلع والمنتجات المصنعة بدولة الإمارات أو المعاد تصديرها إلى شرق القارة الأفريقية يساعدها على ذلك ما تتمتع به من سوق استهلاكية كبيرة نسبيا بالاضافة إلى قربها من الأسواق المهمة المجاورة مثل بوروندي ورواندا وزامبيا.
وتشير آخر الإحصاءات الرسمية بشأن التجارة الخارجية بين دولة الإمارات العربية المتحدة وتنزانيا، التي يبلغ عدد سكانها نحو 48 مليون نسمة إلى أن قيمة الواردات الإماراتية وصلت إلى مليار و128 مليون دولار وبلغ قيمة إجمالي صادرات الدولة إلى تنزانيا 290 مليون دولار خلال الأشهر التسعة الأولى من العام الماضي.
وبين هيكل التجارة الخارجية بين الإمارات العربية المتحدة وتنزانيا في عام2011 أن الأخيرة جاءت في المرتبة 32 بالنسبة للأهمية النسبية لحجم التجارة الخارجية للدولة مع العالم بقيمة مليار و559 مليون دولار.
وأظهر أن تنزانيا احتلت المرتبة 32 بالنسبة لأهمية الدول المصدرة لدولة الإمارات بقيمة 963?7 مليون دولار وجاءت في المرتبة 46 بالنسبة لأهمية الدول المستوردة من الدولة بقيمة 80?9 مليون دولار في عام 2011.
عدد اليوم
