الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

«المزمار» و «زفة 27».. طقوس رمضانية مغربية

«المزمار» و «زفة 27».. طقوس رمضانية مغربية
9 يوليو 2014 20:09
محمد فال معاوية (أبوظبي) تشهد استعدادات المغاربة لشهر رمضان أشكالًا متعددة يصعب حصرها في هذا المقام، ويظهر ذلك جليّا في الأيّام الأخيرة من شهر شعبان، حيث تبدأ ربات البيوت بتحضير بعض أنواع الحلوى مثل “الشباكية” و”المخرقة” و”سلو” و”الزميتة”. ويعلن عن قدوم رمضان بالمدفع والمزمار وسط طقوس مذهلة توارثها المغاربة على مدار السنين، تعكس تعلقهم بالشهر الفضيل، في إطار ثراء حضاري مذهل يبدو في تنوعه مثل الفسيفساء البديعة. أيام مباركة بمجرّد الإعلان عن دخول الشهر الكريم، تنطلق ألسنة المغاربة بالتهاني، قائلين: “عواشر مبروكة” والعبارة تقال بالعامية المغربية، وتعني “أيام مباركة” مع دخول شهر الصوم. وتعد شوربة “الحريرة”، الطبق الرئيس والأساسي على مائدة الإفطار بالنسبة لكل مغربي مهما اختلفت مستوياتهم الاقتصادية وقدراتهم المالية من دون أن ننسى أنواع الخبز والفطائر من “بغرير” و”ملاوي” و”رغايف”، و”بريوة” وأنواع كثيرة ومتنوعة من الفطائر المحشية، كالبريوات بالسمك، و”بسطيلة” بأحجام مختلفة وغيرها كثير جداً يتغير بتوالي أيام رمضان. ويبرز “الشاي المغربي” كأحد أهم العناصر التقليدية المتوارثة، ويحكي المهتمون من أهل التاريخ عن عمق هذه العادة وأصالتها لدى المغاربة. وفي ليلة السابع والعشرين من رمضان (ليلة القدر)، يزف المغاربة الأطفال الذين يصومون لأول مرة في مواكب عرس. فالبنت تحمل في هودج بزينة العروس وحليها، بينما يجوب الأطفال المكان على صهوات جياد ترافقهم فـي ذلك فرق موسيقية. أما “النفار” أو “المسحراتي”، فلا يزال يحظى بحضور وقبول، رغم انتشار وسائل الإيقاظ، حيث لا يزال حاضراً في كل حيّ وكل زنقة، يطوف بين البيوت قارعاً طبله وقت السحر، ما يضفي على هذا الوقت طعماً مميّزاً ومحبّباً لدى نفوس المغاربة. ورغم ما يتمتع به هذا الشهر الكريم من مكانة رفيعة، ومنزلة عظيمة في نفوس المغاربة، إلا أن البعض منهم يرى أن مظاهر الحياة الجديدة ومباهجها ومفاتنها، كالتلفاز أفقدته الكثير من روحانيته وتجلياته. تمسك بالعادات مثل مواطنيهم في داخل البلاد، يحرص المغاربة المقيمون في الدولة على التمسك بعاداتهم وتقاليدهم. إلى ذلك، يقول زهير الكساب، المغربي المقيم في الإمارات، إنه “رغم الابتعاد عن الأهل، نسعى إلى خلق الأجواء بين الأصدقاء والعائلات من خلال تنظيم إفطارات جماعية تضم أكثر من أسرة، ونحرص أيضاً على أن تزدان المائدة بما لذ وطاب من الأطباق التقليدية والحلويات المعروفة، وحتى إذا عز وجودها في الإمارات هناك من يوصي بها الأصدقاء لاستقدام كميات وافية منها خلال الإجازات”. ويتابع الكساب “لحسن الحظ، نعيش في دولة الإمارات العربية، حيث الأجواء الدينية متوفرة والمساجد مليئة بالمصلين، فضلا عن إمكانية التعرف على عادات أخرى”. هذا التعارف والانفتاح على أطباق جديدة، هو ما يؤكده محمد وقيف، المقيم المغربي في أبوظبي، والذي يعمل بإحدى المؤسسات الإعلامية الرائدة، قائلا “لم أكن أتخيل يوماً أني سأبدأ فطوري بالهريس قبل أن أقيم في الإمارات. فقد وجدت في هذا الطبق الإماراتي وجبة متكاملة من الناحية الغذائية”. ويضيف أنه وجد نفسه أيضاً في بعض الحالات يفطر مع أصدقاء مسلمين من آسيا، مع الاختلاف الكبير في العادات الغذائية، حيث كان عليه بدء الفطور بطبق من الفواكه المشكلة، بدل شربة الحريرة التي اعتاد عليها، قائلا “كان صعباً أن أتخيل وجبة فطور بالفواكه”. ويوضح وقيف “لكن وبرغم الاختلافات، تبقى الأجواء الرمضانية في المغرب إجمالًا متشابهة مع الإمارات، حيث التمسك بالتراويح. والحرص على صلة الرحم وتنظيم إفطارات جماعية تتقاسمها العائلات والأسر في جو روحاني، لا يخلو أيضاً من الترويح عن النفس ومتابعة الدراما الرمضانية”.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©