الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

شركات الطيران العالمية تتوسع في أفريقيا

شركات الطيران العالمية تتوسع في أفريقيا
22 يونيو 2013 22:47
أصبح قطاع الطيران في أفريقيا، الذي كانت تهيمن عليه حتى وقت قريب شركات الطيران التابعة للدول المستعمرة السابقة، متاحاً لكافة الشركات العالمية، ما ساعد القارة على التحول إلى واحدة من أسرع أسواق الطيران نمواً في العالم. وعند اجتماع مسؤولي القطاع في كيب تاون بجنوب أفريقيا لعقد مؤتمر «إياتا» السنوي مؤخرا، شكل بروز منطقة دول أفريقيا جنوب الصحراء،، أحد المحاور الهامة التي دار حولها النقاش. وتقدمت شركات الطيران الكبرى من الخليج العربي هذا السباق، حيث رأت فرصة سانحة في سوق الطيران الأفريقية. وفي غضون ذلك، تستعد شركات طيران أميركية لم يسبق لها العمل في القارة، للتحليق في سمائها. وفي بادرة تؤكد توجه القارة نحو التجديد، بدأت مجموعة كبيرة من الخطوط الوطنية المحلية في توسيع دائرة نشاطاتها، على الرغم من الصعوبة التي تعترض مسار منافستها مع شركات الطيران العالمية الأخرى. ومن المتوقع أن تخسر الشركات الأوروبية الرهان، باعتمادها حتى وقت قريب على تقديم رحلات الربط بين العديد من الدول الأفريقية. ويقول بيير ديسكازو، نائب مدير شركة «أير فرانس كي أل أم»، قطاع أفريقيا والشرق الأوسط «تستمر الشركة في زيادة عدد رحلاتها ووجهاتها وحجم طائراتها في أفريقيا، بغرض تغذية مراكز الطيران التابعة لها في أوروبا. وتعمل الشركة التي تملك 26% من «الخطوط الكينية» و20% من «طيران ساحل العاج»، على زيادة معدل نموها في القارة بنحو 8% خلال موسم الصيف الحالي، مقارنة بالسابق. ولفت انتباه شركات الطيران للإمكانات التي تتميز بها أفريقيا، الزيادة المتصاعدة لحصص كل من البرازيل وروسيا والهند والصين في تجارة أفريقيا العالمية، إضافة إلى أن هذه البلدان تُعد من أكثر أسواق الطيران نمواً في العالم. ومع أن قطاع الطيران الأفريقي يعاني من الإهمال لعدد من العقود، إلا أنه يشهد تحسناً ملحوظاً على صعيد البنية التحتية وإجراءات السلامة. وارتفعت حركة الركاب في السنة المنتهية في 30 أبريل الماضي، 7,3% مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي، في ثاني أكبر معدل نمو بعد الشرق الأوسط. وفي غضون ذلك، تتمتع القارة بزيادة في ثرواتها، حيث تتوقع «منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية»، نمو اقتصاد أفريقيا الكلي بنسبة 4,8% خلال العام الحالي وبنحو 5,3% في الذي يليه. ولم يمض وقت طويل عندما كان معظم المسافرين في القارة من رجال الأعمال الأوروبيين، حيث لم يكن في مقدور عدد كبير من الأفارقة في ذلك الوقت شراء تذكرة طيران. أما الآن، تزدحم مقاعد الطائرات بالأثرياء ورجال الأعمال والمواطنين المقتدرين من مختلف أرجاء أفريقيا. كما لا تخلو الطائرات من أعداد غفيرة من العاملين في شركات تتنوع نشاطاتها من الصينية العاملة في مجال البناء والاسترالية للتعدين والأميركية للنفط. وأصبحت أفريقيا تشكل أهمية خاصة بالنسبة لشركات طيران الشرق الأوسط، نسبة للموقع الذي تحتله بين آسيا لتعمل على إنشاء خطوط ربط تجارية. وفي حين يوفر عدد قليل من خطوط الطيران بين أفريقيا وآسيا حركة طيران كافية للرحلات المباشرة، لا يمكن لشركات طيران الخليج العربي الحصول على عدد كبير من الركاب من أماكن كثيرة عبر مراكز الطيران. وحرصت كذلك شركات الطيران الأميركية على زيادة حضورها، حيث أصبحت «دلتا أيرلاينز»، التي بدأت تسيير رحلات مباشرة للقارة في 2006، أكبر ناقل بين أفريقيا وأميركا، بنصيب يبلغ نحو 37% من إجمالي الركاب، بينما يحصل طيران جنوب أفريقيا على 27%. وفي الوقت الذي يستفيد فيه المسافرون من المنافسة بين الشركات، تفقد المشاركة بين شركات الطيران العالمية القادمة من الأسواق الغنية، الشركات المحلية مميزاتها. ولم يتجاوز نصيب شركات الطيران الأفريقية من الحركة الجوية من وإلى القارة في العام الماضي، سوى 35% فقط، بينما انخفضت حصتها في الرحلات الدولية 16% وارتفعت لشركات طيران الشرق الأوسط بأكثر من الضعف على مدى العقد الماضي. ومع ذلك، استطاعت بعض الشركات الأفريقية التغلب على التحدي من خلال الاستثمار في الطائرات الحديثة وانتهاج الاستراتيجيات الخلاقة. وفي هذه الأثناء، تقدمت كل من شركة الطيران الإثيوبية والكينية بطلب مبكر لطائرة بوينج « 787 دريم لاينر»، مع سعيهما لزيادة خدماتهما. وتركز العديد من شركات الطيران الأفريقية في القوت الحالي، على العمل داخل حدود القارة ولمناطق تقل فيها حدة المنافسة وتزيد فيها إمكانية النمو مثل آسيا وأميركا اللاتينية. وكان يترتب على المسافرين من وإلى القارة خلال معظم السنوات التي عاشها القطاع، تغيير رحلاتهم في إحدى المحطات الأوروبية. وجنت شركات الطيران الوطنية التابعة للمستعمرات السابقة أرباحاً كبيرة على الوجهات الأفريقية نتيجة لمحدودية المنافسة. وما تزال أوروبا تملك أكثر من 60% من الرحلات الخارجية لأفريقيا، مقارنة بنحو 30% لشركات الطيران من الشرق الأوسط، التي تشهد زيادة سنوية قدرها 10%. وبينما استمرت شركات الطيران الغربية في استهداف أفريقيا، تعثرت بسبب الأزمة الاقتصادية التي تسود بلدانها، أو بالقيود التي تفرضها بعض الدول الأفريقية على عدد الرحلات التي ينبغي تسييرها. وتعمل شركة «لوفتهانزا» الألمانية على خدمة 35 وجهة أفريقية بطائراتها الخاصة، من خلال فروع تابعة لها في شركات مثل «الخطوط السويسرية العالمية» و «طيران بروكسيل» ومن خلال التعاون مع «مصر للطيران» و«الخطوط الإثيوبية» و«طيران جنوب أفريقيا». نقلاً عن «وول ستريت جورنال» ترجمة: حسونة الطيب
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©