الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

تباطؤ قطاع السلع الفاخرة في الصين

تباطؤ قطاع السلع الفاخرة في الصين
22 يونيو 2013 22:51
نجح العديد من المؤسسات العاملة في مجال السلع الفاخرة في تحقيق نمو سنوي كبير خلال الفترة بين 2007 إلى 2011 في الصين، التي أصبحت أكثر الأسواق أهمية بالنسبة لهذه المؤسسات، إلا أن بوادر معاناة بدأت تلوح في الأفق في السنة الماضية، عندما ساد البطء اقتصاد البلاد وبرزت المخاوف المتعلقة بالتحول السياسي، إضافة للحملة الكبيرة ضد تقديم الهدايا. ويبدو أن أمل مؤسسات السلع الفاخرة تضاءل نسبياً، في ظل نشر مستخدمي الإنترنت لصور تظهر على سبيل المثال، موظفا يرتدي ساعة فاخرة رغم تواضع أجره لتأكيد انتشار الفساد والرشاوي. وسبب ذلك، صدمة لبعض الموردين الذين يعملون على توفير سلع تتميز بالاستهلاك المظهري. ويعاني في حقيقة الأمر، العديد من مؤسسات السلع الفاخرة من بطء الطلب في الصين، حيث تراجع معدل استيراد الساعات السويسرية بنسبة سنوية قدرها 24% خلال الربع الأول من العام الجاري. لكن ومع ذلك، لم تعلن مؤسسة «كراوفورد» للسلع الفاخرة التي فتحت أول محل لها في هونج كونج في 1850، عن أي بطء في مبيعات محالها، في حين حققت مؤسسة «بوربيري» البريطانية للأزياء الفاخرة، عن نمو مبيعاتها بنحو 20% في السنة المنتهية في مارس الماضي. كما ارتفعت أيضاً مبيعات الطائرات الخاصة في الصين. وبما أن الصين تبدو أكبر هدية يتم تقديمها لقطاع السلع الفاخرة، إلا أن الوصول إلى المستهلك أصبح أمراً صعباً. ويترتب الآن على المؤسسات العاملة في القطاع، تجاوز المدن الساحلية حيث نجحت في جني أرباح ضخمة في الماضي، وذلك للحصول على نوع جديد من العملاء وأنماط السوق والتعود على نماذج جديدة من الأعمال التجارية. وعلى الرغم من المشاكل الأخيرة، لا تزال التجربة تبشر بعائد كبير. ويصر برونو لينز، من مؤسسة «بين آند كمباني» الاستشارية، على أن الصين ستظل ولمدة طويلة من الوقت، أكثر المناطق أهمية في العالم من حيث استهلاك السلع الفاخرة. وتتوقع المؤسسة تسجيل مبيعات هذه السلع في الصين العظمى التي تضم كلا من هونج كونج وتايوان ومكاو، نموا تتراوح نسبته بين 6 إلى 8% خلال العام الحالي لتتجاوز 35 مليار دولار محتلة المركز الثاني بعد أميركا. لكن مع ذلك، لا تروي هذه الأرقام تفاصيل القصة كاملة، حيث اعتاد أثرياء الصين على السفر في مختلف أرجاء العالم والحرص على اقتناء العديد من السلع الفاخرة خاصة في أوروبا، حيث تشجعهم عملاتها الضعيفة على كثرة الإنفاق. وقياساً على شراء الفرد، تعتبر الصين أكبر سوق للسلع الفاخرة في العالم وأسرعها نمواً. وقام الصينيون في العام الماضي بنحو 83 مليون رحلة للخارج، بزيادة 18,4% عن 2011. وذكرت مؤسسة «جلوبال بلو» التجارية الخالية من الضريبة، أن المبالغ المستردة للصينيين ارتفعت بنسبة 58% في السنة الماضية إلى أكثر من 24 مليار يوان (3,9 مليار دولار). وأعلنت «شاو تاي فوك» أكبر مؤسسة لبيع المجوهرات في العالم، حيث تملك أكثر من 1700 محل منتشرة في مختلف أرجاء الصين، عن استمرار نموها في الداخل، بفضل بروز الطبقة الوسطى وعن أن الضعف يقتصر على المدن الساحلية المتأثرة بنقص الصادرات. ويستعين أكثر من ثلثي الصينيين بالانترنت في بحثهم عن العلامات التجارية، رغم أن معظم مؤسسات السلع الفاخرة تفتقر للجودة في استراتيجياتها الرقمية. ووجدت إحدى الدراسات، أن مواقع السلع الفاخرة تستغرق أربعة أضعاف الوقت للتحميل في الصين، مقارنة بالبلدان الأخرى، إضافة إلى أنها نادراً ما تعرض سلعها باليوان. ونظراً لتطور ذوق المتسوق الصيني، اتجهت المؤسسات العاملة في قطاع السلع الفاخرة، إلى مزج النكهة المحلية بالخبرة العالمية. ونتيجة لذلك، قامت مؤسسات مثل «كيرنج» و«هيرمز» الفرنسيتين، بالاستحواذ على «كولين» و«شانج شيا» الصينيتين على التوالي. كما بدأت شركات صناعة السيارات الأجنبية بأمر من الحكومة الصينية، في إنتاج موديلات محلية، حيث من المتوقع أن تنتج «بي أم دبليو» سيارات تحمل علامة «زينو» و«مرسيدس» علامة «دينزا» الصينيتين. وبدأ حتى الآن، مشترو السيارات الفاخرة في الصين، في توجيه أنظارهم ناحية الموديلات المحلية، مع أنه من الممكن أن تدفعهم الموديلات الهجين على إعادة التفكير في علامة «صنع في الصين»، في وقت أخذت تستعيد فيه الصناعة الألمانية واليابانية حصصها المفقودة. نقلاً عن «ذي إيكونوميست» ترجمة: حسونة الطيب
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©