الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

متـــــــون

متـــــــون
7 فبراير 2008 00:50
شاهد من بريطانيا يعود إلى الجذور النهضة مولود شرقي نضج في الغرب حلمي النمنم أشعلت السنوات الأخيرة الصراع الفكري حول العلاقة بين الشرق والغرب، فبعد صدور كتاب أدوار سعيد ''الاستشراق'' عام 1978 ورد الفعل الشديد الذي أحدثه، هدأت بعض الشيء النظريات والأفكار الاستشراقية أو تلك التي تدور في إطار المركزية الغربية، ولكن في نهاية التسعينات صدر في لندن كتاب ديفيد لاندز عن ثراء وفقر الأمم، والذي يعيد فيه إحياء خطاب مركزية أوروبا، معتمداً على كتاب جون روبرتس المعنون ''انتصار الغرب'' وبعد 11 سبتمبر 2001 ازدادت تلك الموجة وهو ما دعا جون هويسون، الأستاذ البريطاني المتخصص في العلاقات الدولية، إلى إصدار كتابه الذي بين أيدينا ''الجذور الشرقية للحضارة الغربية''، الذي تولت منال قابيل ترجمته إلى العربية· صورة نمطية يحدد المؤلف الفترة بين عامي 1700 و1850 أي القرنين الثامن عشر والتاسع عشر بوصفهما المرحلة التي شهدت نمو الخيال الغربي تجاه ذاته وتجاه الشرق، بحيث صارت هناك صورة خيالية نمطية لكل منهما، وبينهما تناقض شديد، الغرب، وفقاً لذلك الخيال، هو كيان ديناميكي يتمتع بالقيم الديمقراطية والليبرالية التقدمية والعقلانية منذ بدايته، وقد أنتجت هذه القيم بدورها الفرد العقلاني الذي تمكن من النمو والازدهار الاقتصادي والتقدم نحو الحداثة والرأسمالية، بالمقابل تم تصنيف الشرق على أنه دائماً الأدنى والأقل قيمة وثقافته لا عقلانية· يعيش في ظلمة حالكة، وهكذا صارت العبودية قدره الأبدي، والركود الاقتصادي مصيره، وانعكس ذلك على الفرد الشرقي فجاء أحمق، عاطلاً مستعبداً ومستبداً، غير متسامح، بل هو متوحش فاسد· هذه النظرية عن الشرق السلبي أدت إلى توفير الأساس المنطقي الذي يعطي الشرعية للتدخل الغربي واحتلال بلدان الشرق والسيطرة عليها، مما قاد إلى طرح فكرة أن الغرب كان قادراً على أن يقوم بمفرده بإحداث التنمية والتقدم بشكل مستمر ومستقل، بينما الشرق محكوم بدورات من الجمود والتخلف، ومن ثم أمكن إنكار أي دور للشرق فى حضارة الغرب ولعل عبارة الشاعر الانجليزي تصبح ذات مغزى في هذا السياق· عندما يقول رديارد كيبلنجن برومانسية ولباقة، ''إن الشرق شرق والغرب غرب ولا يمكن أن يلتقيا أبدا''· ومعنى هذا أنه لم يحدث لقاء من قبل بين الشرق والغرب، وقد أعطى ذلك القول حصانة أو مناعة لدى الغرب تجاه أي اعتراف بالتأثير الإيجابي للشرق عليه· هكذا فإن تاريخ العالم يمكن سرده فقط بصفته قصة ريادة وانتصار الغرب منذ بداية تاريخه أي من العصر الأغريقي وحتى اليوم· فى القرن التاسع عشر، الذي بلغت فيه عملية إعادة تخيل الهوية الغربية ذروتها، كان الأوروبيون قد قسموا العالم إلى قسمين متناقضين، بدلاً من توجيه النقد إلى هذا التقسيم، تولى علماء الاجتماع من الغرب، الدفاع عن هذا التقسيم في نظرياتهم التي تمحورت حول نهضة الغرب وأصول الرأسمالية الحديثة، ويبدو ذلك بوضوح لدى كارل ماركس، وعالم الاجتماع الالماني ماكس فيبر· مثلاً يتحدث ماركس عن الصين قائلاً إنها كانت شبه حضارة عفنة، تعيش في بلاده خارج التاريخ، ومن ثم فإن أمل الصين في التحرر وفقاً لذلك التصور كان في حروب الأفيون، وغزو الرأسماليين البريطانيين الذين قد يتمكنون من فتح الصين المتخلفة· وباختصار فإن ماركس طرد في كتبه ومقالاته الشرق من دائرة الحضارة والإنجاز التاريخي· أما ماكس فيبر فلخص فكرته في أن الغرب هو الحداثة والعقلانية والحرية، بينما الشرق هو التقاليد والعبودية والقمع والمذاهب الباطنية· ويرفض الكتاب الذي بين أيدينا يرفض ذلك ويقول مؤلفه هوبسون: ''لم يكن هناك أي حتمية في نهضة الغرب، لأنه بالتحديد لم يكن الغرب بأي حال قريباً من صفات العبقرية أو التقدم الأخلاقي، كما تدعي فكرة مركزية أوروبا· إذ انه بدون يد المساعدة من الشرق الأكثر تقدماً في الفترة من عام 500 إلى عام 1800 لم يكن للغرب أن يتخطى الحدود إلى الحداثة، وبالتالي فإن كثيراً من تفكيرنا الغربي ليس علمياً أو موضوعياً، إنما هو يدور من خلال وجهة نظر واحدة تعكس بدورها قيم الغرب المتحيزة''· ثنائية مرفوضة احد الأمثلة الكاشفة لهذا التحيز ما يسميه المؤلف أسطورة فاسكو داجاما، أول رجل استطاع أن يدور حول رأس الرجاء الصالح، ويبحر من الهند الشرقية، إلا أنه قبل ذلك بحوالي عقدين إلى خمسة عقود كان البحار الإسلامي احمد بن ماجد قد دار حول رأس الرجاء، وأبحر حتى شاطئ افريقيا الغربي ثم دخل البحر المتوسط عن طريق مضيق جبل طارق، وقبل ذلك فإن الفرس أبحروا نحو الصين والهند منذ القرون الأولى، كما فعل ذلك الأثيوبيون السود، وبعدهم المسلمون في نهاية القرن السابع الميلادي· وتاريخياً فإن تأثير حضارة مصر القديمة على اليونان معروف، وكذلك ما قامت به الصين واليابان ثم العالم الإسلامي خلال العصور الوسيطة معروف· المؤلف ضد ثنائية الغرب والشرق، فهو يرى أنهما لم يكونا بعيدين عن بعضهما أبدا، وكانت العلاقات وكذلك التأثير قائماً وقوياً· وهو يطلق مصطلح ''الغرب- الشرق''، أي الغرب الذي أخذ من الشرق وتعلم منه سواء الأفكار أو طرق التجارة والاقتصاد· كتب الأناشيد الوطنية لثورة 1919 ديوان شعر مجهول لتوفيق الحكيم حلمي النمنم القاهرة - عرفنا توفيق الحكيم كاتبا مسرحيا، ورائدا من رواد النص المسرحي العربي، وعرفناه ايضا كاتب مقال تثير مقالاته الازمات والمشاكل الثقافية والسياسية، ومازلنا نذكر بيانه الشهير قبل حرب 1973 والذي أزعج الرئيس السادات بشدة، حيث ساند مظاهرات الطلاب في الجامعة ضد حالة اللاحرب واللاسلم، لكنه كان شاعرا وإن لم يقدر لشعره أن يلفت الانتباه· الحكيم وحده كان يرى في نفسه شاعرا وإن كان حذره التقليدي قد منعه من أن يوغل في هذا الأمر وكان ذلك موضع تساؤله هو· مناوشات مع الشعراء في كتابه ''سجن العمر'' يذكر أن زملاءه ورفاقه أثناء ثورة 1919 اتجهوا إلى الخطابة وإلقاء البيانات في حشود المواطنين، لكنه لم يفعل ذلك واتخذ منحى آخر ويقول: ''كان اتجاهي إلى تأليف الأناشيد الوطنية الحماسية وأحيانا كنت ألحنها بنفسي، مسترشدا في التلحين بأنغام تلك الموسيقى الجنائزية التي كانت تعزفها فرقة حسب الله الأصلي امام نعوش ضحايا المظاهرات''· ويضيف: ''وقد انتشرت بالفعل بعض تلك الاناشيد إلى حد أدهشني··''· ويذهب الحكيم إلى أكثر من ذلك: ''يخيل إليّ أنني نظمت أيضا بضع قصائد من الشعر في الحركة الوطنية''· وظل الحكيم يتساءل بين حين وآخر ''لماذا لم اتجه إلى الشعر للتعبير عن عواطف الشباب كما فعل والدي في شبابه؟·· لم تكن القدرة على النظم تعوزني·· ولا العجز عن الاداة اللغوية·· فقد كنا في أهم مراحل حفظنا للكثير من النماذج الشعرية وكان غير قليل من زملائي ينظمون الشعر بسهولة·· لا أقصد عن موهبة بل لمجرد المحاولة''· لكن الحكيم لم يتوقف عن مناوشة الشعراء بين حين وآخر ومزاحمتهم، ففي عام 1964 أصدر كتاب ''رحلة الربيع والخريف'' ويضم كلمات ومقطوعات نثرية، أقرب إلى ما يسمى الآن قصيدة النثر· وقال الحكيم ان تلك المقطوعات كتبت بين عامي 1926 و،1927 وتتبع الناقد ابراهيم عبدالعزيز هذه القضية في كتابه الذي صدر مؤخرا بعنوان ''ديوان توفيق الحكيم''· ويتساءل ابراهيم: ترى لو أن توفيق الحكيم نشر مقطوعاته تلك في العشرينات، هل كان يعد رائدا للشعر الحر والمتحرر من القافية أو الشعر المنثور الذي تخلص بالاضافة إلى القافية من الاوزان والعروض الشعري؟ اللجوء إلى الفرنسية كتاب ''رحلة الربيع والخريف'' هو أقل الكتب إثارة لاهتمام النقاد والقراء بين اعمال الحكيم، ولم يطبع سوى طبعتين فقط الثانية كانت عام ،1968 بينما طبعت بعض أعماله عشرات الطبعات، ولكن في عام 1981 فاجأ الحكيم اصدقاءه بأن أصدر بالفرنسية ديوان شعر سماه ''قصائد عربية'' ويضم عددا من نصوص رحلة الربيع والخريف، وعشرة نصوص جديدة، قامت د· كاميليا صبحي بترجمتها إلى العربية· وتساؤلات الباحثين لا تتوقف·· هل هذه النصوص العشرة مكتوبة منذ العشرينات أم كتبها وقت نشر الديوان؟ وهل كتبها بالعربية ونقلها إلى الفرنسية أم كتبها بالفرنسية اصلا؟ الطبعة الفرنسية محدودة للغاية، لم تطرح للتوزيع، وأهداها الحكيم إلى اصدقائه، ويبدو أنه لم يكن يريد او يتخوف من ان يقدم نفسه لقراء العربية كشاعر، ويبدو أيضا ان الفرنسية كانت ملاذا له، حين ترجم كتابه ''عدالة وفن'' إلى الفرنسية واختار له الحكيم عنوانا دالا هو ''قصص يكتبها قاص شاعر''، وهكذا كان يقدم نفسه إلى الفرنسيين كشاعر، وفي تعريفه لكتاب ''رحلة الربيع والخريف'' قال إنه يضم قصصا وأشعارا· وفي عام 1985 كتب الحكيم مقالا بعنوان ''النموذج القرآني'' يطالب فيه شعراء العربية، خاصة أصحاب الشعر الحر، بالانتساب إلى القرآن الكريم والأخذ عنه بدلا من الوقوع في أسر الشاعر الانجليزي ''إليوت'' وغضب الشعراء كثيرا، وأخذ يشرح وجهة نظره: ''إن القرآن يتميز من حيث الشكل بأنه شكل حر، أي انه لا يتقيد بنظم ولا بقافية·· وهذه الحرية التامة نبع منها هذا التعبير العظيم·· ولم يكن قصدي كما فهم خطأ، ان المحاكاة من حيث الموضوع والمضمون·· لأن الموضوع والمضمون هو من عند الله تعالى ولا يصح مجرد التفكير في محاكاته أو مجاراته بأي وجه من الوجوه، و''أنا أريد للشعر الحر حريته الكاملة اقتباسا من حرية القرآن''· وبعد هذا المقال نراه يتراجع أمام هجوم الشعراء ويقول: ''ولولا رغبتي في أن يكون للقرآن الكريم فضل في توجيه الشعر الحر الجديد، ما تحركت، ومن حسن الحظ أنني تحركت لرفع الظلم عن الشعر الحر الجيد·· فالشعر في حياتي الادبية لم يكن من اهتماماتي وأذكر مع الأسف ان الصديق الشاعر الرقيق ابراهيم ناجي قصدني في الثلاثينات لأكتب مقدمة ديوانه الاول ''وراء الغمام'' فأحلته على غيري''· وفي الكتاب ما يمكن ان نعده وثيقة أدبية، حيث نجد قصيدة بخط يد توفيق الحكيم بعنوان ''مجنون الأميرة الفرعونية''·· وفوقها كتب ''شعر منثور قديم لتوفيق الحكيم ·''1962 وحين نراجع قصائد توفيق الحكيم في هذا الديوان نجد افكاره وآراءه تفتقد روح الشعر تماما، حرا او منثورا· مثل قصائد ''كرم'' و''اخلاص'' وغيرهما·· لكننا بإزاء فنان، لم يتوقف عن التجريب· العربي تسأل: لماذا نهضت اليابان ونحن في قعود؟ ''منذ عقود ونحن نتساءل: لماذا نهضت اليابان بينما نحن العرب ـ إجمالاً ـ في قعود، أو شبه قعود، ربما نشرع في النهوض لكننا سرعان ما ننتكس؟''· يفتتح الدكتور سليمان العسكري رئيس تحرير ''العربي'' العدد الجديد الصادر في شهر فبراير من المجلة بهذا السؤال، متجهاً إلى واحدة من أنجح التجارب في عالمنا المعاصر وليس في آسيا فقط، داعياً إلى مشروع عملي يمكن من خلاله دراسة أسس النهضة اليابانية، لعلها تكون رافداً لنهضتنا العربية التي ما زلنا نتوق إليها· وتشارك ''العربي'' بذكرى تحرير الكويت عبر ملف متخصص عن الثقافة الكويتية· يضم الملف متابعة لعدد من الأنشطة الثقافية التي شهدتها الكويت أخيراً، حيث يتابع إبراهيم فرغلي أنشطة الدورة الثانية والثلاثين من معرض الكويت الدولي للكتاب، راصداً أهم الأنشطة التي أقيمت، وطبيعة زوار المعرض وأهم الإصدارات من الكتب العربية والأجنبية، وأهم الأحداث التي رافقت المعرض، وغيرها· بينما تابع إبراهيم المليفي إحياء الكويت للذكرى العشرين للفنان الفلسطيني الراحل ناجي العلي عبر متابعته لفعاليات احتفالية باسم الفنان العلي، أقامتها لجنة ''كويتيون من أجل القدس''، اشتملت على معرض فني ضم مجموعة من رسومات ناجي العلي في فن الكاريكاتير، وندوة شارك فيها أصدقاء وزملاء الفنان الشهيد، وفيلم تسجيلي استعرض أهم محطات حياة ناجي الحافلة· وتواصل ''العربي'' في عددها الجديد الاتجاه شرقاً حيث تعود، مرة أخرى، لزيارة كوريا الجنوبية، من خلال مشاركتها في إنشاء أول مؤسسة متخصصة تسعى إلى دعم العلاقات بين كوريا والعالم العربي، وهي التجربة التي تابع تفاصيلها وفعالياتها أشرف أبو اليزيد· يتضمن العدد أيضاً مواجهة حوارية مختلفة، عبر حوار أجراه مصطفى عبدالله مع اثنين من المستعربين الأسبان وهما: بدرو مارتينيث، وكارمن رويث· الأول يعد أهم مناصر للعرب في إسبانيا، وقد حضر إلى الدراسة في المنطقة العربية، حيث أنجز رسالة الدكتوراه في القاهرة بين 57 وحتى ·1962 وله أكثر من 30 مؤلفاً عن الشعر العربي المعاصر· أما كارمن رويث فهي مهتمة بدراسات عن النقاد العرب المعاصرين· وتخصص ''العربي'' ملفاً عن الشاعر اللبناني محمد علي شمس الدين، الذي مزج بين النفس الشعري والمضمون الفكري في عدد من دواوينه· محمد أمنصور يسلط الضوء على النقاط المظلمة في محكي القراءة تحولات المشهد الثقافي المغربي محمد نجيم يجمع هذا الكتيب النقدي بين دفتيه مجموعة من المقالات المتنوعة التي تختلف من حيث تاريخ كتابتها وشروط إنتاجها· غير أنها لم تكتب بدافع ذاتي، بل أنتجت بتحفيز من مؤسسات ومنابر ثقافية مغربية· معنى هذا أن الكتاب يتضمن آراءً نقديةً في تجارب كتابية تنتمي إلى المشهد الثقافي، وتسعى إلى تغطية جوانب من المشهد الأدبي -النقدي المغربي المعاصر من موقع المشاركة الميدانية''، ومتابعتها بالقراءة المتأملة التي تثريها وتغني تفاصيلها· يتضمن الكتاب، قسمين: الأول، في السرد والتخييل الروائي، والثاني، في النقد الروائي المغربي ونقد النقد، ويتضمن هذا القسم أربع مقالات: الجروح النرجسية للنقد الروائي المغربي، محكي القراءة في ''لسان آدم'' لعبد الفتاح كيليطو، النقد الخرائطي وحوارية الجمالي والإيديولوجي: قراءة في كتاب ''الرواية المغاربية: تحولات اللغة والخطاب'' لعبد الحميد عقار، ثم النقد المغربي في أفق مستقبله، والمقالة الأخيرة عبارة عن تأملات وانطباعات· ويبدو أن الكاتب، بالرغم من كتابته تحت الطلب لهذه المقالات، توغل في مسارب معتمة بجرأته المعهودة في البحث والتقليد، كاشفاً بعض البقع المثيرة من سؤال الثقافي والأدبي في مغرب الحداثة، ومسلطاً الضوء على النقاط المظلمة من المشهد الثقافي المغربي الذي يعرف بطبعه تدخلات مع محيطه المتعدد وينفعل به، حيث يتعلق الأمر بمكونين أساسيين: حركية الإبداع في علاقة معقدة مع الذات (السجن، الجسد، الرغبة، والحرية)، ثم السؤال النقدي الذي يتابع، ويقوم، ويوجه هذه الحركية· لقد اعتمد الباحث على المقاربة الميدانية، وعلى قراءاته الشخصية للمتون، وعلى متابعته من داخل المشهد، باعتباره ناقداً ومبدعاً وباحثاً أكاديمياً ومدرساً للأدب في التعليم العالي· تجدر الإشارة إلى أن القراءة هنا تتطرق إلى الأعمدة الثابتة في المشهد الثقافي: السرد الروائي باعتباره محققاً لتراكم محترم في نهاية الألفية الثانية، عبد الفتاح كيليطو وعبد الحميد عقار لكونهما ناقدين متمرسين وعلامتين دالتين في المشهد الأدبي والنقدي بالمغرب، ثم صورة الذات في علاقتها بالحرية السياسية، وآليات العقاب والقمع من خلال المكتوب، ثم سؤال النقد ومدى مواكبته للمنتوج الأدبي المغربي في شتى تمظهراته· كل هذه الأسئلة المتداخلة، عرف الكاتب كيف يبطنها في صميم هذا المنجز العميق، الذي أسس على مبدأ الاختيار (انتقاء التجارب والأدوات)، ثم مبدأ التأمل الذاتي، الذي يحكي عن المقروء إبداعاً ونقداً من خلال عين بصيرة تنظر إلى ما تنظر إليه من الداخل بأدوات بحثية واعية· ينطلق محمد في مقاربته هذه التجارب الكتابية الثنائية الأبعاد من موقع الغيرة على الأدب المغربي، لكونه مساهماً فعالاً في بناء هوية ثقافية، ومحققاً قوياً لتنمية مرجوة، فضلاً عن كونه ينظر إلى قضايا الإبداع والنقد من باب المساهمة والانتماء والنقد البناء وفضح مطبات السؤال الثقافي، وإخفاقاته التي تعيق تطور المفاهيم والسلوكات بما يضمن رؤية حداثية للمستقبل· افرايم هاليفي يخرج من تحت الظلال علانية السياسة وخفايا الموساد يكشف افرايم هالفي المدير السابق للموساد ضمن مذكراته التي صدرت قبل مدة تحت عنوان ''رجل في الظلال'' عن خفايا وكواليس هذا الجهاز بالارتباط مع الأحداث، ويحلل دوره بالقول: ''كانت السنتان 1988 و1989 مثقلتين بالأحداث الدراماتيكية في كل من الشرق الأوسط وباقي أنحاء العالم· فقد توقفت الحرب العراقية الإيرانية بعد أن خلفت مئات الآلاف من القتلى في ميادين المعارك· وصدّت بغداد المحاولات الإيرانية لإلحاق الهزيمة بنظام صدام حسين بفضل الدعم العربي، والدعم الاستخباراتي الجوهري من جانب الولايات المتحدة· خرج صدام من الحرب كبطل حقيقي، على اعتبار أنه وقف في وجه القيادة المتشددة في طهران، وبالتالي خدم كحاجز لم ينقذ الدول العربية وحسب، بل والمجتمع الغربي من انتشار الثورة الإيرانية···'' ويتابع: ''راقبت إسرائيل هذا المشهد بقلق متنامٍ، عملت على تهدئته جرعة كبيرة من التفكير الحالم· ومنذ أن تمكن آية الله الخميني من خلع شاه إيران في العام 1979 وإنشاء نظام ديني راديكالي في طهران، وإسرائيل تتابع الأحداث التي تلت في البلاد بتركيز بالغ· كانت إيران حليفاً استراتيجياً لإسرائيل لقرابة العقدين، وكانت الدولتان، إلى جانب تركيا قادرتين على ايجاد وزن مكافئ فعال للعالم العربي· غير أن هذا الحلف تداعى في العام ·1978 ومع تواصل الحرب العراقية الإيرانية، كانت إسرائيل المستفيد الأكبر من إهراق الدم المتواصل بين عدوّيها المحتملين· وبالتالي، عوضت الحرب طوال عشر سنين تقريباً خسارة إسرائيل لإيران كدولة حليفة، ولكن الحرب توقفت الآن، وبرز نقاش في إسرائيل حول ما إذا كان ينبغي أن تسعى إلى التحالف مع العراق، أو تفضل استئناف علاقاتها مع إيران· في الحقيقة، لم يكن لأي من هذين الخيارين وجود· فالعراق تتملكه رغبة عارمة للأخذ بالثأر من إسرائيل لأنها دمرت مفاعله النووي· إيران أعلنت في ظل الخميني، بحزم بأنه ليس لإسرائيل حق في الوجود · ثم يمضي متحدثاً عن مخاوف إسرائيل وتفاؤلها الحذر اتجاه معاهدة السلام بسبب تلك الجهات أو الدول التي شكلت مفارق في السياسة الأميركية والإسرائيلية وصولاً الى أحداث أيلول والتي يصفها بأنها ليست سوى بضعة خيوط تشابكت مع بعضها على مر العقود القليلة الماضية في ذلك اليوم الشنيع· بالطبع، كان يوجد الكثير غيرها في ذلك اليوم، وتساءلت عن دور السياسة، والأفراد، وأجهزة الدولة، في صياغة مصير القرن الحادي والعشرين الذي نعيش فيه·'' ويمكن القول إن افرايم هالفي ومن خلال هذا الكتاب يتحدث بإسهاب عن ثلاث عشرة سنة متواصلة تبدأ بالعام 1990 وتنتهي بالعام 2003 تولت تغيير وجه العالم، ورمته في عصر جديد ومرعب، كما أنه تناول الأحداث التي تلت يوم الحادي عشر من سبتمبر، باحثاً في الوضع الدولي الحالي، بما في ذلك التغييرات التي حصلت في العام 2005 في لندن ومضامينها بالنسبة الى هذه الفترة· ؟ الكتاب: رجل في الظلال ؟ المؤلف: إفرايم هالفي ؟ الناشر: الدار العربية للعلوم الترجمة هي عملية تفاوض وبحث عن وفاق أمبرتو إيكو يحاكم القبح حسونة المصباحي أصدر الكاتب والناقد الايطالي أمبرتو إيكو المتعدد الاختصاصات كتابين مؤخرا: الأول عن ''تاريخ القبح''، والثاني عن ''فن الترجمة''· وفي العدد الذي افتتحت به مجلة ''لير'' الفرنسية، السنة الجديدة (2008)، كتب فرانسوا بوسنيل عن امبرتو ايكو يقول: ''عندما يختفي الروائي أمام العالم، فإن الأسلوب يظل نفسه· وأسلوب امبرتو ايكو المشوق يسمح بمواجهة المصاعب الأشد خطورة بسعادة تجعل المعرفة العميقة ممتعة وسهلة، لذلك نحن نتحمس لقراءة كتابه الجديد: ''تاريخ القبح'' الذي يضع فيه كَسيميولوجي، وكَفيلسوف، وكَمؤرخ للأفكار، تساعد على أن نرسم من جديد مختلف مفاهيم القبح عبر مختلف الحقب التاريخية· وهذا الكتاب، أي كتاب ''تاريخ القبح''، يقرأ كما لو أننا نتجول في معرض، ذلك أن الفصول تتابع، مضافا إليها أنطولوجيتين: واحدة شعرية، والأخرى نثرية مع أعمال فنية رائعة''· الرغبة الكامنة متحدثا عن نفسه كَسيميولوجي وكروائي، قال امبرتو ايكو: ''كل عالم يمتلك رواية أو عدة روايات في خزانته· والتمييز بين العلماء سهل للغاية· وأنتم تعرفون أن هناك من حصلوا على نجاح من خلال رواياتهم، وهناك من سقطوا برواياتهم في الفراغ· إن الرغبة الأولى لكل واحد منا هي أن يروي· وكل أب يروي لأطفاله حكايات· وكذلك تفعل الأم· وهذا ما نسميه بالحكاية الطبيعية· وكل الذين يجعلون من الكتابة مهنة - وهذا هو حال العلماء - يشعرون في فترة من فترات حياتهم بالرغبة في أن يرووا حكاية ما·''وأما عن كتابه الجديد، ''تاريخ القبح''، فيقول امبرتو ايكو انه في الخمسينات وعندما كان يعمل عند الناشر "Bompiani", والذي لا يزال ناشره إلى حد هذه الساعة، كتب كتابا سماه ''كتاب الاستكشافات''· وبعد ذلك اقترح تأليف كتاب عن ''تاريخ الجمال''· غير أنه لم يتمكن من إنجازه بسبب المصاعب المادية التي كان يواجهها الناشر في ذلك الحين· وبعد ذلك بأربعين عاما، انقدحت في ذهنه فكرة تأليف كتاب عن ''تاريخ القبح''· وهذا ما فعله· وقد اعتمد في ذلك على الأعمال الفنية· وقال في ذلك: ''إذا ما نحن أردنا أن نعرف كيف كان مفهوم القبح خلال مختلف العصور، فإنه ليس لدينا غير الأعمال الفنية· وفي ما يخص عصرنا، فإن الأمر يختلف· وأنا غالبا ما أقول بأنه لو أتى كائن من كوكب مارس إلى الأرض بعد ثلاثة آلاف سنة فإنه سوف يعتقد بأن رجال القرن العشرين يعشقون النساء مثلما رسمهم بيكاسو· وإذا ما هو ذهب اليوم لمشاهدة عرض للأزياء، فإنه سيظن أن رجال القرن الواحد والعشرين يحبون النساء اللاتي تشبهن ناعومي كامبال (عارضة الأزياء الصومالية الأصل)·· وبالنسبة للحضارات القديمة، من الصعب علينا أن نعرف إذا ما كان هذا القناع كوميديا أو مرعبا أو مخيفا· لهذا ليس بإمكاننا أن نقوم بكتابة تاريخ الجمال أو القبح بالنسبة للبلدان التي ليست غربية· لنأخذ لوحة ''فينوس'' لروبانس· اعتقد أن هذه المرأة كانت جميلة بالنسبة له· لكنها ليست جميلة بالنسبة لي فأنا لا أريد أن أتناول العشاء مع امرأة لها شارب· لذلك فإن العمل الفني وثيقة يجب استخدامها بكامل الحذر''· ولكن ما هو القبح؟ هل هو نقيض الجمال؟ عن هذا السؤال، أجاب امبرتو ايكو قائلا: ''إن القبح في ذاته هو الذي يحتمل أن يكون له شكل عالمي· مثلا: جثة، ثمرة متعفنة، نتنة··· كل هذه الأشياء التي تجعلنا نشعر بالنفور والاشمئزاز: وإذا ما كانت الأشياء التي تثير الاشمئزاز تختلف باختلاف الحضارات، فإن تعابير الاشمئزاز كونية مثل وضع الفم، أو حركة من الأنف دالة على النفور· أن القبيح الشكلي لا يثير الاشمئزاز''· ويضيف امبرتو ايكو قائلا: ''كان هيغل يلاحظ أن كل الرجال يجدون نساءهم أو خطيباتهم جميلات··· وقد كان له مفهوم متشائم للزواج· وهذا يجسد بشكل كامل نسبية الجمال· وعلينا أن نميز بين الجمال ومابين الجاذبية· أن الجاذبية خاصية لا علاقة لها لا بالجمال ولا بالقبح· فجيرار ديبارديو مثلا ليس له جمال جان ماريه، لكنه يمتلك جاذبية· لا تسألوني عن معنى الجاذبية· سوف أعرف ذلك لو أني كتبت ''تاريخ الجاذبية''· الجاذبية، خلافا للجمال والقبح هي الأكثر غرابة وإبهاما· وهي تقوم على بعض الحركات، وعلى بعض العناصر· واعتقد أن النظرة هي التي تحدد الجاذبية· وما هو جذاب بالنسبة لي أنا يمكن ألا يكون جذبا بالنسبة لك أنت· ويمكنني أن استعرض أسماء ممثلات يرى الجميع أنهن جميلات جدا، غير أني لا أرى أنهن يمتلكن ولو القليل من الجاذبية· وقد تجادل الفلاسفة طويلا حول الفرق بين الحسن والجميل· فالحسن شيء نريد امتلاكه· مثلا: عندما يأتي أحد ما بفعل بطولي، فإننا نرغب أن نكون مثله· أما بالنسبة للشيء الجميل فإننا نحبه، لكن لا يعني هذا أننا نريد أن نمتلكه''· ويضيف امبرتو ايكو قائلا: ''لقد كان الإغريق أول من طور الفكرة التي تقول: ''الجميل حسن''· وكان الآلهة والأبطال جميلين وفاضلين وشجعانا· لكن مع سقراط، الذي كان بشعا، لكنه كان يمتلك روحا عظيمة، كان عليهم أن يفكروا أن البشاعة الخارجية يمكن أن تخفي جمالا أخلاقيا· ثم استعادت المسيحية الفكرة الإغريقية التي تقول بأن الجمال والحسن شيء واحد، غير أن الفنانين في العالم المسيحي خرقوا هذه الفلسفة وذلك برسمهم للمسيح مصلوبا، وملطخا بالدم، وعلى جسده آثار العنف الذي سلط عليه· كما أنهم رسموا القدسيين وقد عذبوا، وضربوا بالسياط··· وعلى مدى وقت طويل، هيمنت هذه الفكرة على العالم الغربي· وهذه الفكرة تقول: الكائن البشع لا بد أن يكون بالضرورة سيئا ومجرما···''· الترجمة أيضا أما عن الدراسة التي خصصها لمفهومه للترجمة، فيقول امبرتو ايكو: ''الترجمة تعني بالضبط ما يلي: أن نقول تقريبا نفس الشيء· أن نعبر عن ما هو مكتوب بنص آخر معتقدين انه إننا نقول الشيء نفسه، في حين أننا لا نعرف ما هو شيء هذا النص· غير أن شيء النص هو الأسلوب، وهو الكلمات· وإذا، الترجمة هي عملية تفاوض، وبحث عن وفاق· فهل يمكننا أن نقول مثلا أن الترجمة الايطالية لرواية فلوبير ''مدام بوفاري'' هي نفس نصه في اللغة الفرنسية· أعتقد أن الترجمة لا تعني نقل نص حرفي في لغة معينة إلى نص في لغة أخرى، ذلك أنه ليس هناك ترادف كامل ومثالي· حتى كلمتي père في اللغة الفرنسية hpadre في اللغة الايطالية ليستا مترادفتين· بالإضافة إلى كل هذا نحن حين نترجم رواية، فإننا نترجم نصا وليس كلمات· لذلك علينا أن نتفاوض دائما وأبدا''·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©