محسن البوشي( العين)
طالب خبراء بمجال النقل والمواصلات والسلامة المرورية بالتوسع في مشاريع النقل الجماعي والمواصلات العامة في العين، وأكدوا أن ظاهرة الازدحام في المدينة لا تعني بالضرورة وجود أوجه قصور بمشاريع تحسين وتطوير القطاع المروري، بل تعود إلى زيادة عدد الرحلات التي تقوم بها المركبة الواحدة يومياً ما يظهر مشكلة ظاهرة الازدحام.
وأوضحوا أن ظاهرة الازدحام المروري، والتي باتت واقعاً ملموساً في العديد من الشوارع والتقطعات الرئيسة في المدينة، خاصة خلال ساعات الذروة وفي أيام العطل والإجازات الرسمية، جاءت كنتاج لمعدلات النمو السكاني والمد العمراني الذي يمضي بوتيرة متسارعة في العين، مما ضاعف من عدد المركبات وزيادة مستخدمي الطرق.
وأشار الدكتور ياسر حواس مدير عام مركز بحوث الطرق والمواصلات وسلامة المرور بجامعة الإمارات إلى أن العين من الناحية العلمية لم تدخل في نطاق المدن المزدحمة في ظل واقعها المروري الراهن، وذلك بالمقارنة بالواقع الذي يعيشه سكان مدن الدولة الأخرى، كدبي والشارقة وأبوظبي، الذين يرون العين عكس ذلك فيما يراها سكانها الذين عهدوها منذ سنوات، إنها تمضي بالفعل وبسرعة على طريق الازدحام، لافتا إلى أن العين لا تمضي بخطى حثيثة على خطى مدن الدولة الأخرى الأكثر ازدحاماً، مثلما تراها شريحة كبيرة من سكان المدينة.
ويرى حواس أن هناك ضرورة الآن لتحويل ما تبقى من دوارات في العين إلى تقاطعات بإشارات ضوئية، نظراً لصلاحية هذه الدوارات مع نطاق محدود من الازدحامات، الأمر الذي يحتم عملية التطوير، مرجعاً الازدحام المروري الحالي في العين إلى زيادة عدد الرحلات وليس عدد السيارات، وتلك لا يمكن معالجتها بتطوير الطرقات وتوسعتها.
واقترح مدير عام مركز بحوث الطرق والمواصلات وسلامة المرور بجامعة الإمارات بعض الآليات والتصورات لمواجهة هذه الظاهرة كتطوير منظومة المواقف والمواصلات العامة، وفرض بعض الرسوم على الطرق الرئيسة المزدحمة كما هو الحال في تجربة دبي للحد من عدد الرحلات التي تؤدي إلى ظاهرة الازدحام غير المبرر من وجهة نظره. من جهته، يرى الدكتور منجد مرقة الأكاديمي والباحث بمركز بحوث الطرق والمواصلات وسلامة المرور بجامعة الإمارات أن ظاهرة الازدحام المروري في العين ممتدة لارتباطها بعدد الرحلات وليس عدد المركبات، ومن هنا، فالظاهرة تكرر نفسها رغم مشاريع التطوير المروري، بما في ذلك إنشاء المزيد من الجسور والأنفاق، وهو ما يؤكد ضرورة تبني استراتيجية تعمد إلى تقليل استخدام الطرقات مع تطوير منظومة النقل العام، وغيرها من الإجراءات والتدابير التي تقلل من استخدام المركبات الخاصة وتحسن من منظومة النقل في المدينة بوجه عام.
عدد اليوم
