الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

«أصحاب الهمم» في المؤسسات العقابية.. أولوية الحقوق

«أصحاب الهمم» في المؤسسات العقابية.. أولوية الحقوق
14 أكتوبر 2017 00:01
دبي (الاتحاد) أكد العميد علي الشمالي مدير الإدارة العامة للمؤسسات العقابية والإصلاحية بشرطة دبي أن ما توليه الإدارة من اهتمام بـ«أصحاب الهمم» من النزلاء يندرج ضمن حرصها الشديد على ضمان تمتعهم بكافة الحقوق والواجبات على قدم المساواة مع الآخرين، ومنحهم أولوية تستدعيها خصوصيتهم حتى لا تضاف إليهم معاناة فوق معاناة فقدان الحرية، وهي القاسم المشترك بين كل النزلاء. وقال: «هذه الأولوية التي يتمتع بها أصحاب الهمم من النزلاء، تتمثل في الخدمات المقدمة إليهم على قاعدة التمييز الإيجابي والسرعة العالية التي تحرص عليها الإدارة في إنهاء إجراءات خروجهم، خصوصاً المحكوم عليهم بالإبعاد، حيث نتحمل تكلفة تذاكر السفر. كما نعمل على تسوية ما عليهم من مترتبات مالية، الأمر الذي أدى إلى خفض عدد النزلاء من أصحاب الهمم». وعن جهود الإدارة لتوفير بيئة صديقة لأصحاب الهمم من النزلاء، أشار العميد الشمالي إلى أن تطبيق أعلى معايير الجودة الخاصة بهم هو توجه الإدارة الذي يخضع للتحسين ومواكبة أفضل الممارسات العالمية باستمرار، والسعي للتفوق ووضع بصمة التميز، إضافة إلى التعاون الوثيق الذي يبديه النزلاء مع زملائهم من أصحاب الهمم، بحيث تدعم هذه الروح الإنسانية مبادراتنا الرسمية التي تمتد لتشمل الزوار من أصحاب الهمم، والموظفين من هذه الفئة الذين يؤدون مهامهم في جو متوافق من المساواة والتمكين، وخلق بيئة تنفي التمييز وتؤكد الحقوق. واقع وطموح من جانبه، أوضح المقدم محمد الفلاسي رئيس فريق أصحاب الهمم في المؤسسات العقابية أن النزلاء من هذه الفئة محل عناية فائقة داخل المؤسسة في مختلف الأوضاع والخدمات وتوفير الاحتياجات، حيث خصصنا لهم على سبيل المثال، الأدوار الأرضية في العنابر تفادياً لصعوبات الصعود والنزول، كما حددنا دورات مياه مناسبة لهم وهيأنا دورات مياه أخرى لاستقبال الكراسي المتحركة التي نعمل على زيادة عددها باستمرار في الأماكن المختلفة، كما جهزنا كبائن اتصال هاتفية مناسبة، وراعينا خصوصيتهم في المطعم وغرف الزيارة ومنصة خدمة العملاء المخصصة لهم في الاستقبال، كما نعمل على التأكد من توافر المنحدرات (اللازمة للكراسي المتحركة) في كل الطرق التي يسلكها النزيل، والزائر، والموظف من أصحاب الهمم. ويضيف المقدم الفلاسي: «خططنا المستقبلية توثق صداقة بين بيئة المؤسسات العقابية وأصحاب الهمم، من ضمنها تدريب موظفي خدمة العملاء على فنون التعامل مع أصحاب الهمم، وإضافة أيقونة خاصة بهذه الفئة في برنامج النزيل الإلكتروني تتضمن كل التفاصيل عنه وعن إعاقته، وإضافة مسارات مطاطية في الأرضيات تعين مستخدمي العصا البيضاء من ذوي الإعاقة البصرية، وإدخال طريقة برايل والإعلام صوتياً في شاشات العرض في الاستقبال خدمة لهذه الفئة من الإعاقة، كما يجري العمل على تركيب أجراس إنذار في مواقف السيارات الخاصة بأصحاب الهمم تنبه موظفي خدمة العملاء بوجود زائر من هذه الفئة». بصمة أمومة خلف قضبان سجن النساء تبدو العناية بالنزيلات من صاحبات الهمم ذات خصوصية، حيث تؤكد المقدم جميلة الزعابي مديرة السجن، أنها وفريق العمل يحطن النزيلة من صاحبات الهمم باهتمام عالٍ تشارك فيه النزيلات الأخريات، بحيث تحظى النزيلة بتسهيلات خاصة، تعفى أحياناً من إلزامها بجدول زيارة السوبر ماركت أو تناول الطعام في المطعم، إذ يسمح لها في حالات محددة تقدرها الإدارة بأن يحمل لها طعامها إلى مكانها في العنبر، إضافة إلى الحرص على تسوية المترتبات المالية عليها، وتوفير تذكرة سفر لتعجيل مغادرتها البلاد إن كانت وافدة ومحكوم عليها بالإبعاد. الوحيدة (ف. أ. س) نزيلة من صاحبات الهمم، هي الوحيدة الآن من هذه الفئة خلف قضبان سجن النساء، ذات إعاقة سمعية جعلت من سجنها سجنين، لأنها تعيش في شبه عزلة عمن حولها إلا من حوار بسيط عبر لغة الإشارة مع مديرة السجن، لكنها على الرغم من ذلك ممتنة للتعامل الراقي الإنساني الذي أحيطت به، والخدمات المتميزة التي تقدم لها، ومن أبرزها تجهيز تذكرة سفر لتكون بعد أيام من الآن بين أهلها في بلدها بعد تنفيذ العقوبة، لتحمل معها ذكريات طيبة عن علاقة احترمت إنسانيتها وأعطت إعاقتها حقها من المراعاة والتفهم. لكنها رأت قبل المغادرة أن تقترح مزيداً من الاعتبار لأصحاب الهمم من النزلاء كتوفير مترجمي لغة إشارة، ومواد فيلمية ترفيهية وتوعوية. على مشارف الرحيل وفي القسم الذي لا يطول مكوث النزلاء فيه تبعاً لطبيعته (قسم الجنح)، صادفنا نزيلين من أصحاب الهمم الذين كانوا يستعدون للمغادرة، وقد أدينوا في جريمة التسول (ع. م. ن) و(ن. ن. م) ذوو إعاقة حركية، وجدا كما يؤكدان كل احترام في السجن، وتسهيلات مثل توافر دورات مياه تناسب إعاقتهم، وتعجيل إجراءات سفرهم مدفوع القيمة، بل وتزويدهم بكراسي متحركة دون مقابل، ليأخذوها معهم إلى بلادهم مختتمين تجربة في سجن صديق لأصحاب الهمم.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©