بيروت - الاتحاد: وسط اجواء من الحداد والاضراب العام شيعت حركة 'الجهاد الاسلامي' الفلسطيني، شهيديها محمود ونضال المجذوب في مدينة صيدا عاصمة جنوب لبنان·
وجاب موكب التشييع شوارع المدينة وصولاً الى مخيم عين الحلوة الى الشرق من صيدا، حيث وري الثرى المسؤول الامني لـ حركة 'الجهاد الاسلامي' محمود المجذوب، وشقيقه نضال، اللذين اغتيلا يوم الجمعة بواسطة سيارة مفخخة كانت مركونة امام منزلهما في حي البستان وسط المدينة ادى انفجارها الى مقتل نضال على الفور، وتوفي محمود بعد حوالي الساعتين متأثراً بجراحه·
وكشفت التحقيقات الاولية في الجريمة المزدوجة، ان السيارة المفخخة بحوالي 500 جرام من المواد الشديدة الانفجار، وممزوجة بكمية كبيرة من المسامير والكرات الحديدية، مسروقة من محلة الاشرفية في بيروت، ومزودة بلوحة ارقام مزورة، وكانت تخص المدعو سليمان عبدو جابر، الذي باعها الى مؤهل في الجيش اللبناني من مدينة زغرتا في شمال لبنان، والذي باعها بدوره الى آخرين، واستقرت اخيراً ملكيتها لشخص مجهول الهوية تردد بانه اردني الجنسية، ولم تسجل السيارة لدى دوائر تسجيل السيارات، وكانت تباع بموجب وكالات بيع·
وادت هذه الجريمة الى اتخاذ الحكومة اللبنانية قراراً يقضي بمنع تسجيل السيارات بموجب وكالات لدى كتاب العدل، ووجوب تسجيلها فوراً في دوائر الميكانيك الرسمية في مدة لا تتجاوز الاسبوعين·
ووجهت الحكومة اللبنانية، كما العديد من المسؤولين الفلسطينيين واللبنانيين، اصابع الاتهام الى 'الموساد' الاسرائيلي بارتكاب هذه الجريمة المزدوجة·
واعترفت اسرائيل بشكل غير مباشر امس بارتكاب هذه الجريمة، وذكرت صحيفة 'هآرتس' بان الحكومة الاسرائيلية صادقت في الاشهر الاخيرة مرات عدة على تصعيد عمليات الاغتيال ضد ناشطي الجهاد الاسلامي في عمليات انتحارية داخل الخط الاخضر· وقال موقع جريدة 'معاريف' الاسرائيلية الالكتروني بدوره ان المجذوب هو رئيس الخلية التي تشرف على الاتصال بين 'الجهاد الاسلامي' و'حزب الله'·وسارعت حركة 'الجهاد الاسلامي' الى اتهام اسرائيل بعملية اغتيال مجذوب الملقب بـ'ابو حمزة' وتوعدت برد قاسٍ وعنيف ومؤلم في العمق الاسرائيلي·
ووفق تقديرات خبراء المتفجرات فان المجذوب خضع لعملية مراقبة دقيقة، وتم تعطيل كاميرات المراقبة سلفاً، حيث تمكن الجناة من ركن السيارة الملغومة ومن ثم تفجيرها عن بعد بواسطة جهاز تحكم من نقطة قريبة ومشرفة على منزله·
عدد اليوم
