الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

التربة الجيدة أساس نجاح الزراعة المنزلية

التربة الجيدة أساس نجاح الزراعة المنزلية
17 يناير 2011 20:04
التربة وعاء مهم، وهي محطة لاحتواء الشتلة أو النبتة أيا كان نوعها وطبيعتها، هذه التربة التي لابد أن تكون على أتم الاستعداد بما تحملها في جزيئاتها من مواد معدنية وعناصر غذائية تأهلها لتكون حاضنة للنبتة، وهناك العديد من أنواع التربة التي تتمتع بخصائص وسمات متفاوتة الأمر الذي يجعل الكثير من المهتمين التوقف عندها، والتعرف على ماهيتها حيث تبقى المعضلة الأساسية في كيفية انتقاء التربة الملائمة، أو محاولة استصلاح التربة المتوفرة لتكون بيئة مثالية لازدهار النبتة. يشير المنسق الزراعي عمر أحمد قائلا : تتنوع البيئات أو الأوساط الترابية التي تنمو فيها النباتات وتتكاثر ومن أنواعها نجد التربة ومن المعروف أن التربة هي الوسط الذي تنمو فيها النباتات تضم في طياتها ثلاث مواد منها الصلبة، السائلة والغازية فلا تنمو النباتات بصورة جيدة إلا إذا كانت هذه المواد متوافرة وبالنسب المطلوبة. حيث نجد أن الجزء الصلب من التربة تضم المركبات العضوية والمعدنية والتي عادة ما تنتج من تحلل الصخور، أم الجزء العضوي من التربة فهو عبارة عن الكائنات الحية والميتة والتي تمثل الحشرات والديدان والفطريات والبكتيريا وبقايا الحيوانات والنباتات الميتة وهذا العنصر يتميز بقدرته على الاحتفاظ بالماء والعناصر الغذائية في التربة، أما الجزء السائل من التربة فهو عبارة عن محلول التربة والذي يتكون من الماء الذائب وفيه كميات مختلفة من العناصر المعدنية والاكسجين وثاني اكسيد الكربون. والجزء الغازي في التربة يلعب دورا مهما للوصول إلى مرحلة نمو جيدة للنباتات. وعادة ما يتحدد قوام التربة بمدى وجود مكوناتها الأساسية المختلفة وبنسب معينة وهذه المكونات هي الرمل والسلت والطين وتبعا لهذه المكونات الثلاث ونسب كل منها أنما يتحدد قوام التربة والتي يمكن تقسيمها بناء على هذه النسب إلى تربة رملية، طميّة رملية، رملية طميّة، وطميّ. ونجد أن بقاء التربة في صورة حبيبات يعتبر من أهم العوامل الضرورية في البناء السليم للتربة. البيئة الرملية ويضيف المهندس الزراعي أحمد عمر قائلا: والبيئة الأخرى هي الرمل وعادة ما تتكون البيئة الرملية من حبيبات صخرية وعادة ما يختلف المحتوى المعدني لحبيبات الرمل تبعاً لنوع الصخر الذي تكونت منه، ويعاب على هذه البيئة أنها مفككة بالقدر الذي يسمح بإنتاج جذور في قواعد العقل تتميز باستطالتها كما أنها تكون رفيعة وقليلة التفرع مما يؤدي إلى تهتك معظمها عند تفريد العقل ونقلها وهذا بدورة يؤدي إلى التقليل من نسبة نجاح العقل، وكما أنها فقيرة في العناصر الغذائية فيتم خلطها بمواد عضوية لتحسين خواصها ومحتواها الغذائي. أما بيئة البيت وهو عادة ما يتكون من بقايا الكائنات الحية النباتية التي تنمو في المياه الجارية أو المستنقعات الملحية أو الراكدة وتختلف مكونات البيت باختلاف نوع المادة النباتية التي تتكون منها ودرجة التحلل التي حدثت لها، ومحتوى البيت من النتروجين والعناصر المعدنية الأخرى ودرجة حموضة البيت. وهناك أنواع عديدة منها “البيت موس” وهو أقل الأنواع تحللاً ويتدرج لونه من الأحمر الخفيف إلى البني المسود ويمتاز بقدرته على الاحتفاظ بالماء او الرطوبة ويمتاز بارتفاع نسبة الحموضة فيه كما يحتوي على كمية قليلة من النتروجين. وفي حالة استخدام “البيت” كمكون من مكونات البيئة ينبغي أولا تعقيمها ثم ترطيبه بالماء قبل خلطة بغيره من مكونات البيئة. وهناك أيضاً أنواع أخرى من البيئة وهي الفيرميكيوليت وهو عبارة عن أحد المعادن منها سليكات الحديد والالمنيوم والمغنسيوم حيث نجده يتمدد بالتسخين ويخف وزنه كما انه له قدرة كبيرة على امتصاص كميات كبيرة من المياه، إلى جانب قدرته العالية على التبادل الكاتيوني حيث يمكن ارتباطه بكثير من العناصر المعدنية. بيئات أخرى ويستكمل أحمد عمر حديثه قائلا : هناك أيضا بيئة البيومايس وعادة ما يتكون من ثاني أكسيد السيلكيون وأكسيد الألمنيوم مع كميات قليلة من أكسيد الحديد والكالسيوم والمغنسيوم والصوديوم ونجده بأحجام مختلفة ويمكن استخدامه في بيئات التجذير بصورة مفردة أو يمكن خلطه مع البيت موس. أما بيئة البيرليت وهو عبارة عن مادة خفيفة نسبياً وبيضاء إلى رمادي اللون بركانية المنشأ له مظهر أسفنجي الشكل وتتميز بقدرتها على الاحتفاظ بالماء بما يساوي وزنها أربع مرات إلا ولا يحتوي على أي عناصر غذائية إلا أن وجوده يزيد عملية التهوية نظرا لحبيباتها الكبيرة فيمكن خلطها مع البيت موس. كما أن هناك العديد من البيئات المصنعة التي لا حصر لها وتساهم بقدر معين في عملية الزراعة مع إضافة بعض العناصر التي قد تكون ناقصة فيها او شبه معدومة لتحسين الوسط البيئي لنو النباتات وازدهارها. للحصول على بيئة مناسبة يقول أحمد: يخلط الرمل ببعض المواد العضوية مثل البيت موس أو القلف المفروم ثم يجب غربلة المكونات المختلفة وإذا كانت هذه المكونات جافة وجب ترطيبها خاصة البيت موس التي إذا أضيف لها الماء وهي جافة فإنها تمتص الماء ببطء شديد، ويفضل عند خلط البيئة أن يتم وضعها في طبقات فوق بعضها البعض في حوض كبير ثم تتم بعد ذلك عملية الخلط، ويتم تجهيز البيئة قبل استخدامها بيوم واحد على الاقل حتى نحصل على التوزيع الأمثل للرطوبة في مكونات البيئة، ويمكن التأكد من ذلك بأخذ جزء منها والضغط عليها براحة اليد فنجدها قد تكونت كتلة واحدة دون أن تعجن. البيئة الجيدة يؤكد أحمد قائلا : ومن الخصائص التي لا بد أن تتوفر في البيئة الجيدة لتنمو فيها النباتات وتزدهر بأن تكون البيئة متماسكة بالقدر الذي يسمح بتماسك العقل والبذور أو الشتلات في مكانها خلال فترة الانبات والتجذير. وان تكون ذات قوام وبناء يسمحان بالاحتفاظ بكمية معقولة من الرطوبة مما يقلل من تكرار ريّها على فترات متقاربة وتسمح في نفس الوقت بصرف الماء الزائد عن حاجة النبات مما يهيئ ظروف التهوية الجيدة والمناسبة لتنفس الجذور. كما يجب ان تكون البيئة خالية من بذور الحشائش والكائنات الحية التي تضر النبتة كالبكتيريا والفطريات والديدان وغيرها. كما يجب أن لا يطرأ على البيئة أي تغير في خواصها الكيميائية والطبيعية عند تعرضها لظروف التعقيم، وان تكون البيئة ذات محتوى غذائي مرتفع يمكنها من خلاله إمداد النباتات النامية عليها باحتياجاتها ومتطلباتها من العناصر الغذائية في صورة سهلة الامتصاص. وان تحتفظ البيئة بحم ثابت لا يتغير مع تعاقب عملية السقي والتجفيف حيث ان تقلها بعد جفافها عادة ما سبب مشاكل متعلقة بتهتك الجذور الرهيفة وتمزيقها.
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©