الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

نانسي تراقب الطيور.. وسيرين تكره الرياضيات

نانسي تراقب الطيور.. وسيرين تكره الرياضيات
17 يناير 2011 20:05
رصدت دراسةٌ حديثةٌ حالاتٍ من الشرود تصيب الطلاب، تأخذهم بعيداً عن الدرس في عالم من أحلام اليقظة، ولكن لماذا؟ وفيم يسرحون؟ وهل يمكن إعادتهم إلى واقع العملية التعليمية قبل فوات الأوان؟ هذه الدراسة أجراها باحثون تربويون من جامعة دمشق واستنتاجاتها وتوصياتها مهداة لكل معلم. يرصد الباحثون مجموعة مشكلات شخصية واجتماعية لشرود الطلاب، وأحياناً مشكلات مع زملاء الصف. كما ترصد الدراسة أسباباً أخرى تتعلق بالمعلم وبالبيئة التعليمية. وتدعو الدراسة المعلم إلى التنقل وسط مقاعد طلابه أثناء الشرح إذا أراد أن يحافظ على انتباههم، بينما يوجه الأسئلة بشكل عشوائي بالذات للطلاب الذين لديهم استعدادٌ للشرود، على ألا يستخدمَ هذه العملية بغرض الإيقاع بهم أو يستخدم أيَّ لغةٍ تحقيريةٍ أثنائها، فالغرض منها ليس نصب فخٍ للشاردين بل تشجيعهم على الانتباه. حكايات النجوم هذا ليس تحريضاً للتلاميذ على الشرود في صفوفهم، لكننا سألنا بعض النجوم عن تاريخهم مع المدرسة والشرود، ونطمئنُ الأهل هنا بأن الشاردين ليسوا محكومين بالضرورة بالفشل في حياتهم العملية. وكان الشرود كان سمة أساسيةً لعددٍ من النجوم، لدرجة جعلت بعضهم يتعثّر في دراسته، في حين أكد البعضُ الآخرُ أنّ هناك ارتباطاً وثيقاً بين التفوق الدراسي والتفوق في الحياة. تركيز عالٍ جداً ! وائل جسار :لم أكن أشرد مطلقاً إلا إذا كان عندي ظرفٌ صعبٌ واستثنائي، لكن في الظروف العادية كان تركيزي عالياً جداً، وربما كان هذا سبباً في تفوقي طوال سنوات الدراسة. أراقب الطيور نانسي عجرم : في مرحلة الطفولة كنتُ دائماً أشرد، وكانت المدرِّسةُ تلاحظُ شرودي وتنبهني كثيراً، لكنني كنتُ طفلةً حالمةً أحبُّ النظرَ إلى السماء وإلى الطيور التي تحلق لأعلى، وكنتُ أعشق حصة الألعاب “التربية الرياضية”، ورغم هذا كنتُ أنجح بتفوق لأن ماما كانت تدرّسني بنفسها في المنزل، ولأنني كنتُ متعلقةً بها كنتُ أسمع كلامها، وحين دخلت مرحلتي التعليم الإعدادي والثانوي بدأ الشرودُ يزولُ تدريجياً. عقاب جماعي فارس كرم : منذ طفولتي أحبُّ التركيزَ، لكنَّ أصدقائي ومن يجلسون حولي كانوا يلعبون كثيراً في الصف، فيأتي المدرّسُ بعدما يسمع أصواتاً مرتفعة ويقول لنا :”إذا لم تقولوا لي منْ الشخصُ الذي تحدثَ بصوتٍ مرتفعٍ فسوف أضربكم جميعاً، فنلتزمُ الصمتَ، وتكون النتيجةُ معاقبة الجميع، وكان لي زميلٌ دائمُ الشرودِ، وكان المدرّسُ يسأله هو تحديداً فلا يعرف الإجابة، وحين كنا نحاولُ تلقينه الإجابة كان يرتبكُ ويثيرُ ضحكَ من حوله، لذلك كنتُ أنبهه كثيراً لهذا الأمر، ورغم ذلك كان يكرر الخطأ نفسه مراتٍ عديدةً! تركيز وشرود! سيرين عبدالنور: كنتُ أحبُّ بعضَ المواد، وأركزُ جداً في الحصص أو المحاضرات الخاصة بها، وخصوصاً موادَ اللغاتِ والموادَ الأدبيةَ، لكنّ الرياضياتِ والموادَ العلميةَ كنتُ أكرهها جداً، وكنتُ أشردُ بذهني خارج الصف أثناء الحصص. وهذا كان يعرضني لمواقفَ حرجةٍ أحياناً لكنني كنت أقول للمدرسين وللاختصاصيين الاجتماعيين في المدرسة: إن هذا لا إرادي بالنسبة لي، لأنني لا أحب هذه المواد. أي أن الشرود كان يحدث معي في المرحلة الابتدائية والإعدادية. التركيز لا يفارقني! كارمن لبس: الشرودُ لم يعرفْ لي طريقاً منذ أن التحقتُ بالروضة، وربما يكون الفضلُ في هذا لأسرتي التي علمتني حبَّ العلمِ وتقديس المدرس، ولأنني لم أفعل هذا قط، كنتُ أتعجبُ من زميلاتي اللاتي يعانين الشرودَ أثناء الدرس، وكنتُ أقول لهن :”وقت الجد.. جدّ، ووقت الهزل.. هزل”. لم أركز يوماً ! أحمد الشريف: كنتُ دائمَ الشرودِ في أيام الدراسة، ولم أذكر يوماً ركزتُ فيه أثناء وجودي بالفصل، ففي مرحلة الطفولة والتعليم الابتدائي كنتُ دائمَ اللعبِ، وفي مرحلة المراهقة والتعليم الثانوي كنتُ دائم الخروج مع أصدقائي وصديقاتي. أغاني فيروز أمل حجازي: كنت أشرد بذهني أحياناً وأتخيلُ نفسي مطربة، وكنت أحب أن أغني باستمرار، وفي أوقاتِ الفراغِ كنتُ أجمعُ زميلاتي و”ندندن” معاً أغنيات فيروز التي كنت أحفظها عن ظهر قلب أكثر من حفظي لدروسي التعليمية. ملتزمة و”شاطرة” كارول سماحة: كنت متقيدة بدوام المدرسة، وملتزمة المتابعة داخل الصف ومواظبة على الدراسة. كنت أركز كثيرا لأحقق حلمي الفني بالغناء والتمثيل رغم الصعوبات. لذلك كان الذهاب إلى المدرسة، مدعاة سرور بالنسبة إلي، وكان المعلمون يحبونني لأنني ذكية وهادئة و “شاطرة”. أم “الصفنات” دينا حايك: كنتُ أشرد كثيراً فأنا أم “الصفنات” حتى أن أصدقائي كانوا يسمونني “صافيناز”، والسبب الرئيسي الذي كان يجعلني أشرد في الصف هو أنني دائماً كنت أشعر بأنني أستاهل أكثر مما أنا فيه، وكنت أحلم دائماً بأنني عصفورٌ أطير في السماء، وأكثر شيء كنتُ أحسده وأنا صغيرة: العصافير والطيور. أحلام يقظة باسمة: لم أكن أشرد كثيراً ولكنني كنت أحلم دائماً بأن أكون نجمة عالمية، وأدخل عالم النجومية والغناء. وهذا كان يجعلني أشرد في بعض الأحيان في الصف. صوت المعلم! أيمن زبيب: كنتُ أشرد وكنتُ أحلم دائماً. وهذه الأحلام كانت تجعلني أذهب في عالم آخر، وكان أكبر حلم لي هو الفن والغناء، وكنت أتمنى دائماً أن أكون فناناً، وأصعب شيء عندما كنتُ أستيقظ من الحلم على صوت المعلم.
المصدر: بيروت
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©